مزارعو القمح يشكون تدني سعر التوريد الحكومي.. ويحذرون من أن يصبح بديلًا للأعلاف

تميل آراء بعض المزارعين إلى معارضة سعر توريد القمح لوزارة التموين، الذي أعلن أمس، في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، ورأى وكيل معهد المحاصيل الحقلية أنه الحد الأدنى لجذب المزارعين نحو التوريد للحكومة.

وكان مجلس الوزراء وافق خلال اجتماعه أمس، على تحديد سعر توريد القمح المحلى لموسم 2024-2025 عند 2000 جنيه لأردب القمح 23 قيراطًا ونصف.

ويشير إبراهيم خليل، مزارع بالجيزة، إلى أن سعر التوريد المعلن يعود إلى المحاصيل الأعلى نقاوة والتي لا يصل إلها أغلب المزارعين.

"السعر الحقيقي للأردب سيكون 1900 جنيه، في حالة محصول متوسط النقاوة عند 22.5 درجة" كما يقول خليل.

ويشير المزارع إلى أن متوسط الإنتاج يصل إلى 18 أردبًا للفدان، وبذلك تبلغ حصيلة الفدان نحو 34.5 ألف جنيه، في حين أن تكلفة الزراعة تصل إلى 30 ألف جنيه، وبالتالي فالربحية منخفضة.

وكان مسؤول في وزارة الزراعة قال لـ المنصة في تقرير سابق إن مساحة الأراضي المزروعة بالقمح خلال الموسم الزراعي الحالي انخفضت عن المساحات المستهدفة من الوزراة بنسبة 15% مع إقبال المزارعين على المحاصيل الأعلى ربحية.

فيما أشار عبد المعطي البنهاوي، مزارع بالمنطقة نفسها، إلى أن القمح أصبح بديلًا رخيصًا عن الأعلاف التي وصل سعرها حاليًا إلى 26 ألف جنيه للطن، مقابل 14 ألف جنيه سعر طن القمح حاليًا، مما قد يحفز العديد من المزارعين على استخدامه في تربية المواشي بدلًا من توريده للحكومة "بعد التعويم أسعار التكلفة هتزيد علينا في زراعة الموسم الصيفي واللي هنكسبهم من هنا هيروحوا من هنا".

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي انتقد في يونيو/حزيران الماضي ضَعف توريد الفلاحين للقمح خلال موسم التوريد الماضي، وهو ما أرجعه مصدر بوزارة التموين إلى منافسة القطاع الخاص واستخدام المزارعين المحصول كعلف.

فيما يرى عزت فراج، مزارع بالقليوبية، أن سعر التوريد سيكون مجزيًا في حالة الأراضي مرتفعة الإنتاجية، التي تنتج 22 و24 أردبًا للفدان، والتي ستوفر لهم ربحًا صافيًا يتراوح من 15 إلى 20 ألف جنيه في الفدان، حسب تقديره.

من ناحيته، أوضح وكيل معهد المحاصيل الحقلية، خالد جاد، أن المزارعين كانوا سيتوجهون لبيع محصول القمح لتجار القطاع الخاص في حالة استمرار سعر التوريد الحكومي عند مستوياته السابقة، 1600 جنيه،  التي لم تغط تكاليف الزراعة، أما "الـ2000 جنيه الحالية للأردب فهي تعتبر حد أدنى للفلاح عشان يورد القمح للحكومة".

وأضاف جاد لـ المنصة أن المزارع سيحصل على ربح يصل إلى 30% في حال تخطت الإنتاجية الـ20 أردبًا للفدان، والتي قد تصل إلى 25 و27 أردبًا للفدان لدى العديد من المزارعين الأعلى إنتاجية.

وقال "لو تم تأخير إعلان السعر النهائي للتوريد إلى بعد الحصاد في أبريل/نيسان كان التوريد للحكومة هينخفض بشكل كبير، وكان أغلب المزارعين هيستخدموا القمح كعلف".

وأشار إلى أنه خلال الموسم الحالي تم استخدام 4 أصناف جديدة لزراعة القمح، وظهرت إصابات بـ الصدأ الأصفر بسيطة للغاية في صنف "جميزة 11"، وبالمكافحة انتهت المشكلة سريعًا، ولم نسجل أي مشاكل أخرى فيما يخص الأمراض أو الآفات الزراعية.