تصوير سالم الريس- المنصة
باعة يعرضون فوانيس رمضان في السوق المركزية وسط مدينة رفح بتاريخ 10مارس 2024

غزة تستقبل رمضان دون هدنة.. وارتفاع ضحايا سوء التغذية إلى 25

سالم الريس
منشور الأحد 10 آذار/مارس 2024

تسري حالةٌ من الإحباط بين النازحين في رفح، الذين كانوا يأملون في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل رمضان، وأكد 9 نازحين في مخيمات وسط وغرب رفح، تحدثت إليهم المنصة، أنهم كانوا يتمنون العودة إلى منازلهم، أو ما تبقى منها، قبل رمضان.

أحد هؤلاء حسين أبو حَمرة ذو الـ45 عامًا، وهو من سكان وسط مدينة غزة، فقد أعماله ومحله التجاري ومنزله خلال الحرب، يقول إنه ينتظر بلهفة اللحظة التي يتمكنون فيها من الوصول لمنازلهم "لكن في كل مرحلة تفاوض نُصاب بإحباط وخيبة أمل، ما حدا بيعرف لأمتى راح نضل مشردين".

كانت الولايات المتحدة ومصر وقطر أعربت عن أملها بالتوصل إلى اتفاق للهدنة قبل رمضان، لكن آخر جولة في القاهرة، التي امتدت على مدار أربعة أيام، انتهت دون شيء، ونقلت نيويورك تايمز عن مصادر مطلعة على المفاوضات فشلها بسبب مطالب قدمتها حركة حماس ورفضتها إسرائيل. 

وفيما غاب أمل الهدنة ظهرت مظاهر استقبال شهر رمضان على استحياء في السوق المركزية وسط رفح، حيث يعرض باعة متجولون عددًا قليلًا من البضائع الرمضانية مثل الفوانيس المُضيئة والزينة الملونة مع اقتراب بدء شهر رمضان.

ويقول محمود عواجة ذو الـ35 عامًا لـ المنصة إنه يعرض البضائع المُخزنة من بقايا موسم العام الماضي، حيث لم تدخل القطاع بضائع جديدة خاصة برمضان، ويضيف "الأسعار بسيطة وقريبة من أسعار العام الماضي، لكن الإقبال على شرائها ضعيف، الغالبية بيسألوا عن الأسعار لكن ما بيشتروا".

أحد هؤلاء، الشابة زينة، وهي نازحة من مدينة غزة إلى رفح، كانت تتجول رفقة شقيقتها وطفلها في السوق المركزية للمدينة، تقول لـ المنصة إنها بحاجة لبعض الاحتياجات الضرورية لأسرتها، من ملابس وأطعمة.

تشكو زينة من ارتفاع الأسعار، التي وصفتها بالباهظة، "تفوق قدرة النازحين على شرائها"، في الوقت الذي فقد غالبيتهم مصدر دخلهم بسبب فقدان أعمالهم ومنشآتهم السكنية والتجارية، على حد وصفها.

وتضيف "ابني شاف فوانيس وزينة رمضان، وطلب نشتري، لكن بسبب محدودية النقود المتوفرة، فضّلت نشتري اشي بيتاكل ونستفيد منه"، توضح أنها كل عام كانت تشتري الفوانيس والزينة الرمضانية لتُدخل البهجة على أطفالها وأسرتها، لكن هذا العام وهم في خيام النازحين، تشعر بالحزن كونها لم تستطع تلبية احتياجاتهم الأساسية وإدخال البهجة على قلوبهم.

وتختلف القدرات المادية للنازحين منذ أشهر إلى رفح، رغم اشتراكهم في سوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وفقدان ممتلكاتهم وأقاربهم أو جزء من عائلاتهم، وصولًا لنزوحهم إلى خيام.

عوض اصليح ذو الـ36 عامًا، نازح من شرق خانيونس إلى رفح، قرر شراء الفوانيس لطفليه من السوق بعدما تفاوض مع البائع على تخفيض السعر شواكل معدودة، لكنه في النهاية استسلم لتمسك البائع بالسعر المعروض.

يقول لـ المنصة "الوضع الاقتصادي صعب جدًا، لكن ما ذنب أطفالي، تعودنا على تزيين المنزل وشراء الفوانيس، وصناعة أجواء مُفرحة، هذا العام ما قدرناش نعمل هيك، لكن على الأقل بدي أفرحهم بفوانيس صغيرة"، ويشير إلى أنه فقد عددًا من أقاربه خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة، لكن "الحزن يبقى بالقلب، ما راح أنساهم".

في غضون ذلك، ارتفع ضحايا سوء التغذية والجفاف في القطاع إلى 25 شخصًا، وكانت آخرهم طفلة عمرها شهران فقط، وشابة عمرها 20 عامًا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

كما ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء العدوان على القطاع إلى 31045 قتيلًا و72654 مصابًا، وفق التقرير اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية.