أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمس الجمعة، قرارًا بوقف القتال خلال شهر رمضان في السودان، بعد تحذيرات أممية من تردي الأوضاع الإنسانية هناك، فيما حددت الحكومة السودانية عدة شروط لذلك، منها انسحاب قوات الدعم السريع من المدن التي دخلتها، وفي مقدمتها ولاية الجزيرة.
وصدر القرار على المشروع الذي تقدمت به بريطانيا، بموافقة 14 دولة، وامتناع دولة واحدة عن التصويت وهي روسيا، وفق وكالة أنباء العالم العربي.
والخميس الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الأزمة الإنسانية "بلغت نطاقًا لا يوصف" في السودان، مؤكدًا أن نصف السكان بحاجة إلى المساعدة العاجلة، داعيًا طرفي الصراع إلى وقف القتال خلال شهر رمضان.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليًا.
وحسب وسائل إعلام محلية، حددت وزارة الخارجية السودانية عدة شروط لوقف القتال في رمضان، ردًا على مناشدة جوتيريش، منها "انسحاب قوات الدعم السريع من ولايتي الجزيرة وسنار وكل المدن التي اعتدت عليها، ووقف الفظائع وانتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان التي ترتكبها، وإعادة المنهوبات العامة والخاصة".
من جانبه، قال الممثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث، إنه تلقى رسالة من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان "يرحب فيها بمناشدة الأمين العام لوقف العمليات العدائية خلال رمضان، مثلما التزمت بذلك حكومة السودان في مقررات جدة في أبريل الماضي، ولكنه يطلب منكم كيفية تنفيذ ذلك، لأن الدعم السريع لا يزال في البيوت وفي المساكن وفي الديار، ولا يزال يشن هجماته المتوالية على المواطنين في الجزيرة".
ونبه الحارث في كلمته لمجلس الأمن، أن "كل من يريد أن يُدخل هذه المناشدة إلى حيِّز العمل عليه أن يأتينا بآلية لتنفيذها، والسودان سيرحب بها".
وكانت مفاوضات بين الجيش السوداني والدعم السريع، استضافتها جدة في مايو/أيار الماضي، خلصت إلى 7 بنود، أهمها الالتزام بحماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم، والتزام الجانبين بسيادة السودان ووحدته.
وجاء قرار مجلس الأمن حول وقف القتال في رمضان بالسودان، فيما فشل أكثر من مرة في تمرير قرار مشابه بخصوص وقف القتال في غزة، مع تصدي الولايات المتحدة لذلك باستخدام حق النقض "الفيتو".
وحسب برنامج الغذاء العالمي، هناك ما يقرب من 18 مليون شخص في السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأقل من "5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة".
وجراء الحرب، خرجت نحو 70% من المستشفيات عن الخدمة تمامًا، بينما يعاني القطاع الطبي شحًا كبيرًا في الأدوية والمعينات الطبية والخدمات وسيارات الإسعاف، مما اضطر فرق الإسعاف القليلة التي تعمل في ظروف أمنية بالغة الخطورة لنقل المصابين من مناطق بعيدة بواسطة عربات يدوية بدائية.