تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، وسط قصف مدفعي عنيف وانفجارات في الخرطوم. فيما شهدت ولاية الجزيرة أعمال نهب وسلب مع تقدم قوات الدعم السريع نحو جنوب السودان.
وأفاد مراسل قناة القاهرة الإخبارية، الاثنين، بتجدد القصف المدفعي بمحيط تمركزات الدعم السريع في المعسكرات والمدينة الرياضية، وسماع دوي انفجارات بمنطقة جنوب الخرطوم.
وحسب قناة العربية "نهب أفراد الدعم السريع كل شيء" في العيكورة بولاية الجزيرة وسط السودان، وفق ما يقوله أحد سكان القرية، مع تقدم هذه القوات نحو الجنوب وفتح جبهات جديدة في الحرب المستمرة منذ أشهر مع الجيش.
وذكر الشاهد أن "قوات الدعم السريع نهبوا كل شيء؛ السيارات وعربات نقل التجارة والجرارات"، رافضًا كشف هويته خشية انتقام هذه القوات التي تتقدم نحو جنوب البلاد.
في الولاية ذاتها، لا يختلف الوضع في مدينة الحصاحيصا على مسافة 50 كيلومترًا شمال مدينة ود مدني مركز الولاية.
كانت قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على ولاية الجزيرة بعد انسحاب الجيش منها، في ظروف غامضة، وقال قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان إنه ستتم معاقبة كل من وصفه بالمتخاذل والمتهاون، وإنه لا تهاون في ذلك، حسب بي بي سي.
وميدانيًا، أفادت تقارير إعلامية بأن القصف الذي تشهده العاصمة يأتي بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين الجانبين في ولاية سنار جنوب شرق السودان، فيما شنت قوات الدعم السريع هجومًا بالمدفعية هو "الأعنف" من نوعه على مقر سلاح المهندسين جنوب مدينة أم درمان، وسلاح الإشارة في بحري ووادي سيدنا شمال أم درمان، ورد الجيش بضربات مدفعية على مواقع للدعم السريع شرق وجنوب الخرطوم.
وتشكل منطقة سلاح المهندسين إلى جانب السلاح الطبي وأكاديمية نميري المجاورة موقع تمركز لقوات الجيش السوداني، لم تتمكن قوات الدعم السريع من اختراقه منذ بدء القتال في أبريل/نيسان الماضي، وكان يتحصن داخلها مساعد قائد الجيش الفريق أول ياسر العطا، المسؤول عن العمليات العسكرية في مدينة أم درمان، قبل أن ينتقل إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال المدينة.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان الماضي بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليًا.
ووسط أجواء الاشتباكات، أعرب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان عن تمنياته "أن تأتي ذكرى أعياد الميلاد القادمة والبلاد تنعم بالسلام والأمن والاستقرار"، وذلك في تهنئة خصّ بها مسيحي بلاده بمناسبة أعياد الميلاد، نقلها موقع النيلين السوداني.
وجراء الحرب، خرجت نحو 70% من المستشفيات عن الخدمة تمامًا، بينما يعاني القطاع الطبي شحًا كبيرًا في الأدوية والمعينات الطبية والخدمات وسيارات الإسعاف، مما اضطر فرق الإسعاف القليلة التي تعمل في ظروف أمنية بالغة الخطورة لنقل المصابين من مناطق بعيدة بواسطة عربات يدوية بدائية.
كما فر أكثر من 80% من سكان العاصمة الخرطوم من مناطقهم الأصلية، وأرسل سكان أحياء جنوب الخرطوم نداءات استغاثة، مشيرين إلى نفاد المخزون الغذائي لدى السكان العالقين.
وتسبب القتال في نزوح ما لا يقل عن 670 ألف شخص من سكان ولاية جنوب دارفور من منازلهم، وتعدّ ولاية جنوب دارفور هي ثاني أكثر الولايات تضررًا بعد ولاية الخرطوم، كما أشارت التقديرات إلى تسجيل المئات من حالات الإصابة بحمى الضنك في ولاية القضارف، شرق السودان، حسب وزارة الصحة السودانية.