تحذيرات أممية: ربع سكان غزة على بعد خطوة من المجاعة
أكد مدير التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية راميش راجاسينجهام، أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة، يمثلون ربع السكان، أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وأن حدوث مجاعة على نطاق واسع "أمر شبه حتمي" ما لم يتم اتخاذ إجراء.
وعقد مجلس الأمن الدولي، الليلة الماضية، جلسة إحاطة بشأن انعدام الأمن الغذائي في غزة في إطار بند "حماية المدنيين في النزاعات المسلحة".
ووفق موقع سكاي نيوز، قال راجاسينجهام "لن يتسنى تحقيق أي شيء يذكر في ظل استمرار الأعمال القتالية، وفي ظل احتمال انتشارها إلى المناطق المكتظة بالناس في جنوب غزة. لذلك نكرر دعوتنا لوقف إطلاق النار".
وأضاف أن واحدًا من بين كل 6 أطفال تحت سن الثانية في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد والهزال، وأن جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعتمدون تقريبًا على مساعدات غذائية "غير كافية على الإطلاق" للبقاء على قيد الحياة.
وأشار إلى مواجهة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة "عقبات هائلة لمجرد إيصال الحد الأدنى من الإمدادات إلى غزة"، موضحًا أن "العقبات تشمل إغلاق المعابر، والقيود على التنقل والاتصالات، وإجراءات التدقيق المرهقة، والطرق التي لحقت بها أضرار، والذخائر التي لم تنفجر".
أما نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" موريزيو مارتينا، فقال خلال الجلسة إن "سكان غزة يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع، حيث يتزايد خطر المجاعة يومًا بعد آخر"، وفق وكالة الأنباء الأردنية.
وقال مارتينا إن جميع سكان القطاع البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون شخص يواجهون مستويات "أزمة أو أسوأ" من انعدام الأمن الغذائي، وهي "أعلى نسبة على الإطلاق من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد وفقًا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي".
وخلال الجلسة، قال نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روبرت وود، إن واشنطن حثت حليفتها إسرائيل على إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسهيل فتح المزيد من المعابر.
ومنذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وضعت إسرائيل قيودًا على دخول المساعدات إلى القطاع، حيث تشترط تفتيشها في معبر كرم أبو سالم أولًا قبل عودتها إلى معبر رفح ومنه إلى قطاع غزة.
وسبق أن قالت مصر إنها "ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع"، وأشارت إلى أن استمرار قصف الجانب الفلسطيني من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر 4 مرات، في بداية الحرب، "حال دون إدخال المساعدات ، وبمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر، قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة على المعبر المخصص للأفراد، ليسمح بدخول البضائع، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع".
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ145، الذي راح ضحيته 29 ألفًا و878 قتيلًا و70 ألفًا و215 مصابًا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق أحدث إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية.