منشور
السبت 10 فبراير 2024
- آخر تحديث
الأحد 11 فبراير 2024
ردت مصر على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي قال فيها إنه أقنع الرئيس عبد الفتاح السيسي بفتح معبر رفح، بأنها "تحملت ضغوطًا وأعباءً لا حصر لها لتنسيق دخول المساعدات إلى قطاع غزة"، وأن دورها كان "قياديًا ونابعًا من شعور مصر بالمسؤولية الإنسانية عن الأشقاء الفلسطينيين بالقطاع"، وفق بيان للرئاسة مساء أمس، أكد كذلك توافق المواقف واستمرار العمل المشترك بين القاهرة وواشنطن بشأن غزة.
وقال بايدن، في مؤتمر صحفي الخميس، ردًا على أسئلة الصحفيين حول غزة، "كما تعلمون مبدئيًا رئيس المكسيك، السيسي لم يُرد فتح الأبواب للسماح بالمساعدات الإنسانية بالدخول. أنا تحدثت إليه وأقنعته بفتح البوابات"، وفق سي إن إن. ولم يصحح الرئيس الأمريكي خطأه في وصف الرئيس المصري بالرئيس المكسيكي. وهذه ليست أول مرة يخطئ فيها بايدن في اسم مسؤول أو دولة في مؤتمر صحفي.
وتابع بايدن "تحدثت مع بيبي (لقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) على الجانب الإسرائيلي وكنت أدفع بقوة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.. هناك الكثير من الناس الأبرياء يتضورون جوعًا، الكثير من الناس الأبرياء في مشكلة ويموتون وهذا يجب أن يتوقف".
في غضون ذلك، قالت الرئاسة المصرية في بيان باللغتين العربية والإنجليزية، إنه "بالإشارة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم 8 فبراير (شباط) 2024، بشأن الأوضاع في قطاع غزة، تؤكد رئاسة الجمهورية توافق المواقف واستمرار العمل المشترك والتعاون المكثف بين مصر والولايات المتحدة بشأن التوصل لتهدئة في قطاع غزة، والعمل لوقف إطلاق النار وإنفاذ الهدن الإنسانية، وإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات والسرعة اللازمة لإغاثة أهالي القطاع، ورفض التهجير القسري".
كما أشار البيان الرئاسي إلى "التوافق التام بين البلدين، في ضوء الشراكة الاستراتيجية بينهما، بشأن العمل على إرساء وترسيخ السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".
وفيما يتعلق بموقف ودور مصر في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع قال البيان "توضح رئاسة الجمهورية أن مصر، منذ اللحظة الأولى، فتحت معبر رفح من جانبها بدون قيود أو شروط، وقامت بحشد مساعدات إنسانية باحجام كبيرة، سواء من مصر ذاتها أو من خلال جميع دول العالم التي قامت بإرسال مساعدات إلى مطار العريش".
وهذه ليست أول مرة تصدر مصر بيانًا مشابهًا تؤكد فيه أنها لم تغلق معبر رفح، فسبق وأصدرت الهيئة العامة للاستعلامات بيانًا تفند فيه مزاعم إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في يناير/كانون الثاني الماضي، بأنها هي من تحاصر الفلسطينيين في غزة، وتغلق معبر رفح.
وأضاف البيان الرئاسي أمس، أن "مصر ضغطت بشدة على جميع الأطراف المعنية لإنفاذ دخول هذه المساعدات إلى القطاع، إلا أن استمرار قصف الجانب الفلسطيني من المعبر من قبل إسرائيل، الذي تكرر 4 مرات، حال دون إدخال المساعدات، وأنه بمجرد انتهاء قصف الجانب الآخر من المعبر، قامت مصر بإعادة تأهيله على الفور، وإجراء التعديلات الفنية اللازمة، بما يسمح بإدخال أكبر قدر من المساعدات لإغاثة أهالي القطاع".
وسبق وأكد مراسل المنصة في غزة، أن جيش الاحتلال استهدف معبر رفح من الجانب الفلسطيني أكثر من مرة. ونشر الموقع في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب 3 أيام فقط من بدء العدوان، أن "الطائرات الحربية الإسرائيلية، قصفت معبر رفح للمرة الثانية خلال 24 ساعة".
وأشارت مصر إلى أنها "قامت، وما زالت، باتصالات مكثفة مع جميع الأطراف سواء الإقليمية أو الدولية أو الأممية، للضغط من اجل إتاحة دخول المساعدات وزيادة كمياتها بالشكل المطلوب، وأن 80% من المساعدات التي تصل للقطاع مقدمة من مصر، حكومة وشعبًا ومجتمعًا مدنيًا".
ولفتت إلى أنها "قامت كذلك بتسهيل وتنسيق زيارات المسؤولين الدوليين والأمميين للمعبر ليتفقدوا من أرض الواقع الجهود الهائلة التي تقوم بها السلطات المصرية في هذا الصدد".
وأكدت رئاسة الجمهورية أن "موقف مصر الثابت سيظل مصممًا على وقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت ممكن، حماية للمدنيين الذين يتعرضون لأسوأ معاناة إنسانية يمكن تصورها، وإنقاذًا لهم من القصف والجوع والمرض".
وشدد البيان على أن مصر ستستمر في قيادة وتنظيم وحشد وإدخال المساعدات الإنسانية لإدخالها للقطاع بأكبر كميات ممكنة، داعية جميع الأطراف المعنية على التعاون والتنسيق وتقديم التسهيلات اللازمة لإدخال المساعدات بالشكل المنشود.
واختتم البيان أن "أية محاولات أو مساعٍ لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ستبوء بالفشل، وأن الحل الوحيد للاوضاع الراهنة يتمثل في حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
يأتي ذلك في وقت يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 127، وقارب عدد القتلى على 28 ألف قتيل.