استهدفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، بعدد من القذائف شرق مدينة خانيونس ورفح، في وقت أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 96 قتيلًا وإصابة 172 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما يأمل بعض الغزيين النازحين من مدينة غزة وشمال القطاع في رفح بالعودة إلى منازلهم في ظل حديث حول انفراجة في المفاوضات بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي برعاية عربية ودولية.
وقال مصدر طبي، بمستشفى غزة الأوروبي بمدينة خانيونس، لـ المنصة إن طفلة عمرها 9 سنوات كانت تقيم مع عائلتها بمخيمات النزوح في منطقة المواصي غرب المدينة، وصلت إلى المستشفى جثة هامدة بعد إصابتها بطلق ناري في الرأس بعد استهدفها من قبل قناصة الاحتلال.
وأشار المصدر إلى وصول 7 جثامين أخرى من مختلف أحياء مدينة خانيونس إلى مستشفى غزة الأوروبي منذ ساعات صباح اليوم، بالإضافة إلى الطفلة، ما يرفع عدد القتلى في خانيونس من المدنيين إلى 8 منذ صباح الثلاثاء.
وفي رفح، شيع الفلسطينيون ثمانية قتلى بعضهم أطفال، جراء استهداف إسرائيلي لشقة سكنية خلف مستشفى الكويت التخصصي غرب رفح، مساء الاثنين، بالإضافة إلى إصابة آخرين. وقال شاهد عيان من منطقة الاستهداف لـ المنصة، إنّ الشقة التي تعود لعائلة الزطمة، كان يقطنها أكثر من 20 فردًا غالبيتهم من الأطفال، وكان بعضهم نيامًا لحظة الاستهداف بصاروخ واحد من الطيران الحربي.
وحسب التقرير الإحصائي اليومي من وزارة الصحة بغزة، لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الاسرائيلي المستمر لليوم الـ 144 على قطاع غزة، "ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 11 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 96 شهيدًا و172 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وأشارت الوزارة إلى أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، وأن الاحتلال يمنع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، منوهة إلى ارتفاع "حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 29878 شهيدًا و70215 مصابًا منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وقالت الوزارة، في بيان آخر، إن "عددًا من الحالات الخطيرة من الأطفال الرضع تصل إلى مستشفى كمال عدوان نتيجة الجفاف وسوء التغذية".
وفي مدينة غزة وشمال القطاع، دخل عدد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإغاثية، والتي تحمل الطحين والسكر، على مدار اليومين الماضيين.
وكان الغزيون في شمال القطاع شكوا في تصريحات سابقة لـ المنصة، من انتشار الجوع وارتفاع أسعار السلع المتاحة رغم أنها لا تصلح للاستخدام الآدمي.
وأفاد ثلاثة غزيين في اتصال مع مراسل المنصة، اليوم، بدخول قرابة 20 شاحنة على مدار يومين، بعضها استطاع الوصول إلى مخيم جلاليا شمال القطاع، فيما حصل عدد من المواطنين في غزة على الطحين والسكر بعدما وصل الجوع لمراحل أدت إلى وفاة بعض المواطنين.
لكن أحمد سلامة وهو من مدينة غزة، أكد أنَّ ما دخل من مساعدات لا يكفي حاجة السكان الموجودين هناك، وهو بالكاد وصل لبعض العائلات فقط، التي استطاع أبناؤها سحب احتياجاتهم من الشاحنات، حيث تغيب عن المشهد أي جهة محلية أو دولية تقوم على توزيع المساعدات بشكل عادل لتصل كافة المواطنين الغزيين.
وأوضح أنّ هناك حاجة ماسة لدخول حليب الأطفال الرضع، الذين لم يتلقوا أي مساعدة بهذا الخصوص منذ أشهر، وهو ما أدى لوفاة بعض الأطفال المواليد والرضّع خلال الأيام الماضية، لكن لا توجد إحصائية رسمية لعدد الوفيات من المواليد بسبب غياب دور وزارة الصحة في مدينة غزة وشمالها منذ أكثر من شهرين.
ومن جانبه، أعلن المتحدث العسكرى للقوات المسلحة المصرية أن مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا نفذوا عملية إسقاط لأطنان من المساعدات الإنسانية فوق قطاع غزة.
وفي سياق آخر، وفي ظل الحديث عن تصدر أخبار حول انفراجة في المفاوضات بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي برعاية عربية ودولية، يأمل الغزيون النازحون من مدينة غزة وشمال القطاع في رفح أن تتضمن بنود الاتفاق العودة إلى منازلهم في وقت قريب.
وتستضيف قطر، الأسبوع الحالي، جولة جديدة من المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، في غزة، كما سيعقد اجتماع آخر في القاهرة في وقت لاحق، ومن المرجح أن يكون للاتفاق على مواعيد وآليات تنفيذ الاتفاق، وفق مصادر أمنية مصرية تحدثت لرويترز، لم تكشف وكالة الأنباء هويتها.
وقال عبد العزيز قاسم، 47 سنة، وهو نازح من شمال القطاع إلى رفح، "نسمع دائمًا الأخبار التي تتحدث عن عودتنا لمنازلنا المدمرة، إلا أننا لم نسمع عن أي قرار فعلي من الممكن أن يعيدنا إلى مدينتنا ومنازلنا".
ولا يزال بعض النازحين إلى جنوب غرب رفح يعملون على الانتقال لإقامة خيامهم وسط قطاع غزة. يقول لؤي شيخ العيد، 31 سنة، إنه متخوف من التهديدات الإسرائيلية التي لا تزال تتصدر مؤتمرات القيادة السياسية والعسكرية للاحتلال الإسرائيلي حول الإعداد لعملية برية عسكرية برفح، رغم الحديث عن مفاوضات مع حركة حماس لإعلان تهدئة مؤقتة يتخللها عملية تبادل أسرى ومحتجزين.
والعيد كان يقيم في خيمة النزوح مع أسرته وأشقائه منذ شهرين غرب مدينة رفح، وقرر النزوح من جديد إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، في ظل هذه التهديدات.
وأضاف العيد، الذي كان يعمل على تفكيك خيمته المصنوعة من الأخشاب وقطع النايلون، تمهيدًا لانتقاله مع أسرته خلال حديثه لمراسل المنصة، "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، لكن زوجتي وأطفالي لا يشعرون بالأمان هنا في رفح، طوال اليوم يوجهون ويسألون، وقتيش بدهم يدخلوا الجيش يا بابا، وأنا ليس لدي إجابة، قررت النزوح من جديد، ربما نجد بعض السلام الداخلي ولو مؤقتًا".