سمع نازحون في مخيمات خانيونس، فجر اليوم، أصوات انفجارات وإطلاق أعيرة نارية لاشتباكات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، وفق مصدرين من النازحين تحدثا لـ المنصة، في وقت تقدم جيش الاحتلال، صباح اليوم، نحو المنطفة الغربية بخانيونس حتى سجن أصداء.
وكان جيش الاحتلال أخلى مساء أمس السبت، مدرسة هارون الرشيد غرب خانيونس من النازحين قسرًا، وأجبرهم على نزوح جديد نحو منطقة المواصي غرب رفح وخانيونس.
وسبق واقتحم جيش الاحتلال منطقة المواصي لساعات الأسبوع الماضي، قبل إخلائها، وتبعد المدينة نحو 8 كيلو مترات عن رفح.
وقال شاهدا العيان إن الاشتباكات في غرب خانيونس فجر اليوم جرت بالتزامن مع مرور النازحين من تلك المنطقة، حيث أجبرهم الاحتلال على النزوح طوال ساعات الليل سيرًا على الأقدام.
وأطلقت دبابات جيش الاحتلال عددًا من قذائف المدفعية على شرق خانيونس والمنطقة الوسطى ومدينة غزة، خلال ساعات الفجر، كما استهدفت منزلًا يعود لعائلة كالي وسط غزة، ما أدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى من المدنيين كانوا داخل المنزل، وتمكن الدفاع المدني من انتشال عدد منهم، فيما لا يزال عدد آخر تحت الأنقاض، حسب بيان اطلعت عليه المنصة.
في غضون ذلك، قال طبيب في قسم الطوارئ بمستشفى أبو يوسف النجار، شرق رفح، لـ المنصة، إنهم استلموا عددًا من الجثامين، بعدما تمكنت طواقم الإسعاف من انتشالها من جنوب خانيونس ونقلها لرفح، وتعود لفلسطينيين قتلوا أثناء عمليات القصف الإسرائيلي لمنازل المدنيين هناك.
وارتفع عدد ضحايا قطاع غزة إلى 29692 قتيلًا و69879 مصابًا، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اليوم.
الجوع في الشمال
وفي الوقت الذي يتواصل فيه القصف الإسرائيلي لوسط قطاع غزة، فإن شماله يشهد نقصًا شديدًا في توافر الأطعمة على اختلافها بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلا بكميات قليلة جدًا، وخلال فترات متباعدة لا تكفي الحد الأدنى من حاجة السكان.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن في 20 فبراير/شباط الجاري، توقفه المؤقت عن توزيع المساعدات في الشمال "حتى تسمح الظروف في القطاع الفلسطيني بتوزيع آمن"، محذرًا من مواجهة السكان في تلك المنطقة خطر الموت جوعًا.
في غضون ذلك، قالت ميساء عبد الهادي، ذات الـ35 عامًا، وهي من سكان مخيم جباليا شمال القطاع، إنها لا تستطيع توفير الطعام لأطفالها إلا بكميات قليلة جدًا، مضيفة "ابني مريض مرض مزمن وبحاجة للتغذية، وكل ما أستطيع توفيره أفضل إطعامه على أن آكل أنا وزوجي".
وأشارت ميساء إلى ارتفاع أسعار الخضروات رغم "عدم توفرها، سوى بعض الخضروات التالفة التي لا تصلح إلا لإطعام الدواجن والحيوانات"، وتابعت "المتوفر هو بعض الخضروات اللى بتمرض البني آدم أكتر ما بتنفعه، غير إنا بناكل أكل الحيوانات من شعير وقمح مطحون بديل الخبز".
في ظل شُح الأطعمة، ارتفعت الأسعار في الأسواق إلى مستويات غير مسبوقة، وتفوق أسعارها العالمية بأضعاف مضاعفة. وقالت عبير شمالي ذات الـ37 عامًا، وهي من شرق مدينة غزة، لـ المنصة في اتصال هاتفي، إنّ أسعار الطحين، إن وجد، تبلغ 2000 شيكل (حوالي 550 دولارًا) للجوال الواحد، الذي يزن 25 كيلوجرامًا.
ويبلغ سعر جوال الدقيق نفسه في جنوب القطاع 65 شيكلًا، أي ما يعادل 17 دولارًا فحسب، وعلقت عبير "يعني بوقت إحنا بيوتنا تم تدميرها وتشردنا وما زال القصف مستمرًا والجيش داخل مدينة غزة، وأعمالنا تعطلت، من وين بدنا نجيب فلوس نشتري طحين وخضروات وغيرها من أطعمة؟".
وأضافت "الناس عمالها بتموت من الجوع ولا حد حاسس فيهم، لا شغال متوفر، ولا فلوس متوفرة، ولا مساعدات متوفرة"، موضحةً أنّ ما هو متوفر بكميات قليلة لا يكفي حاجتهم حتى وإن استطاعوا شراءه من الأسواق.
وإلى جانب أزمة الطعام، تشير عبير إلى انقطاع الاتصالات والإنترنت والكهرباء والماء، شمال القطاع، "إحنا بنموت بصمت، ولا حد حاسس فينا ولا عارف وضعنا".