صفحة أخبار غزة على فيسبوك
جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة، يناير 2024

حماس تتهم تل أبيب بعرقلة "ورقة باريس".. ومسؤول إسرائيلي: مطالبها وهم

قسم الأخبار
منشور السبت 17 فبراير 2024

حمّلت حركة حماس إسرائيل مسؤولية عرقلة المفاوضات الأخيرة التي جرت في القاهرة حول "ورقة باريس"، مؤكدة أنها لن تقبل بأقل من وقف إطلاق النار والخروج من غزة، في وقت وصف المنسق الإسرائيلي لشؤون المحتجزين والمفقودين جال هيرش، مطالب حماس بـ"الوهم"، في تصريحات لموقع سي إن إن.

وقبل نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، استضافت باريس الاجتماع الاستخباراتي بشأن الحرب على غزة، بمشاركة مدير الموساد ديفيد بارنيا، ومدير جهاز الأمن العام الشاباك رونين بار، واللواء احتياط نيتسان ألون من الجانب الإسرائيلي، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشفت عن توصل مفاوضي الولايات المتحدة إلى مسودة اتفاق محتمل تجمع بين مقترحات إسرائيل وحركة حماس بشأن صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، لكنه لم يتحقق حتى الآن.

وأكد هنية، في بيان، اليوم السبت، أن إسرائيل المسؤولة عن عدم إحراز تقدم في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مطالبًا بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون أحكامًا لفترات طويلة في أي اتفاق تبادل مقبل، وفق موقع سكاي نيوز.

وقال هنية "لن نرضى بأقل من الوقف الكامل للعدوان، وانسحاب الجيش الإسرائيلي خارج قطاع غزة، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا، وتوفير المأوى الآمن والمناسب للنازحين والمشردين بسبب جرائم الاحتلال، وعودة النازحين خاصة إلى شمال القطاع، ووقف سياسة التجويع الهمجية والالتزام بإعادة الإعمار".

وأضاف رئيس المكتب السياسي للحركة "حماس تتعامل بروح إيجابية ومسؤولية عالية مع المفاوضات الجارية، إلا أنها لن تفرط بتضحيات شعبنا العظيمة وإنجازات مقاومته الباسلة، سوف نعمل بكل الوسائل المتاحة من أجل وقف حمام الدم الذي يقوم به العدو على مدار الساعة ضد شعبنا الأعزل".

واستضافت القاهرة الثلاثاء الماضي، مباحثات رباعية، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي دافيد برنيا، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع مسؤولين مصريين في القاهرة، لمناقشة التهدئة بقطاع غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار بالقطاع.

وفي اليوم التالي، وصل وفد من حماس إلى القاهرة، فيما قال موقع أكسيوس الأمريكي إن جولة محادثات التهدئة انتهت دون أي تقدم.  

في غضون ذلك، قال المنسق الإسرائيلي لشؤون الأسرى والمفقودين، جال هيرش لشبكة سي إن إن، اليوم، إن مطالب حركة حماس بشأن صفقة الرهائن "وهم"، ويجب أن تكون "قريبة من الواقع".

وأضاف القائد السابق لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن "نريد بشدة التوصل إلى اتفاق، ونعلم أننا بحاجة إلى دفع الأثمان، لكن مطالب حماس منفصلة عن الواقع".

وتابع هيرش أن لديه مخاوف من أن مسؤولي حماس السياسيين الذين يتفاوضون على صفقة الرهائن "ليسوا على اتصال بمسؤولي حماس على الأرض في غزة".

وسبق أن نشرت وسائل إعلام إسرائيلية الأسبوع الماضي، أن الاتصال مقطوع بين يحيى السنوار "العقل المدبر لهجوم لعملية طوفان الأقصى، داخل غزة، وقيادات الحركة في الخارج". وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن سبب انقطاع السنوار عن الاتصال "غير واضح"، مشيرة إلى وجود عدة سيناريوهات "قد يكون هرب، أو خدعة تكتيكية، أو ببساطة غير قادر على إجراء اتصال بسبب مشاكل الاتصالات المستمرة في غزة".

وأضاف هيرش أنه رغم أن إسرائيل وحماس اتفقتا في السابق على صفقة لتزويد المحتجزين الإسرائيليين بالأدوية، إلا أن المحتجزين لم يتلقوا هذه الأدوية.

وكانت حماس أعلنت في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، عن التوصل إلى صفقة أدوية مع إسرائيل، بوساطة قطرية وفرنسية، بموجبها "مقابل كل علبة دواء سيتم نقل ألف علبة دواء للفلسطينيين في قطاع غزة وأنه لن يتم تفتيش الشحنات"، لكن هذه الصفقة أثارت انتقادات في إسرائيل، ما اضطر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نهاية المطاف إلى إخضاع الأدوية للتفتيش، وفق الشرق الأوسط.

وأضاف هيرش "نحتاج إلى دليل، أظهروا لنا أن المساعدات الطبية المرسلة إلى المحتجزين وصلت إلى وجهتها. هذا أمر مهم جدًا، لأنه سيُظهر لنا أن هناك شخصًا يمكنه بالفعل إطلاق سراحهم".

وكان موقع أكسيوس قال، نقلًا عن مصدرين مطلعين لم يسمهما، إن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج التقى "سرًا" مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، الجمعة، لبحث مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، وفق الشرق.

وفي السياق ذاته، أضاف المسؤول الإسرائيلي لسي إن إن، إنه "لا يوجد شيء أكثر أهمية" بالنسبة للجيش الإسرائيلي من إعادة المحتجزين إلى وطنهم، مضيفًا أن الجيش مستعد لدفع "ثمن باهظ" مقابل ذلك. لكنه قال إن هذا الثمن لا يصل إلى حد إنهاء حرب إسرائيل ضد حماس.

وأوضح هيرش "نحن مستعدون لوقف إطلاق النار، وليس لوقف الحرب، الحرب لن تنتهي. سيتم تفكيك حماس، لكننا نرغب بشدة في التوصل إلى اتفاق وإعادة رهائننا إلى الوطن. وهذا أمر مهم جدًا جدًا بالنسبة لنا".