قال نائب رئيس الوزراء وزير خارجية إثيوبيا، ديميكي ميكونين، مساء الخميس، إن الإثيوبيين نقلوا سد النهضة إلى مرحلته النهائية، مشيرًا إلى أن عملية البناء وصلت إلى 94.6%.
واتهم ميكونين، خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني لسد النهضة، مصر، بإفشال المفاوضات، قائلًا إن "المفاوضات توقفت بسبب موقف مصر من عدم ضرورة التفاوض الثلاثي".
وكانت مصر أعلنت في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، في بيان لوزارة الري، انتهاء المسارات التفاوضية بشأن سد النهضة، بعدما بات واضحًا "عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض".
وزعم نائب رئيس وزراء إثيوبيا أن "موقف بلاده ثابت بإجراءات المفاوضات والتوصل إلى اتفاق"، مضيفًا أن بلاده "ستعزز جهودها من أجل التكامل الإقليمي والتنمية المشتركة".
وذكر ميكونين أن الإثيوبيين ساهموا بأكثر من 18 مليارًا و734 مليون بر لبناء السد حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأن سد النهضة "أحد مظاهر التكاتف والتفاني من أجل أمتهم".
وتتزامن التصريحات الإثيوبية مع تجهيزات جارية للبدء في تعلية الممر الأوسط في جسم سد النهضة استعدادًا للملء الخامس.
ونشرت حسابات إثيوبية عبر إكس، صورًا يُعتقد أنها التقطت حديثًا تظهر سيارات ومعدات بناء أعلى الممر الأوسط، بعد تجفيفه وتوقف المياه عن المرور أعلاه.
من جانبه، قال وزير الري الأسبق الدكتور محمد نصر علام إن حديث إثيوبيا عن المفاوضات لا يتفق مع استمرار أعمال البناء والملء وكذلك التشغيل.
وأضاف لـ المنصة أن التصريحات الإثيوبية عن تحميل مصر مسؤولية إفشال المفاوضات "أمر متوقع" على ضوء مزاعمها المستمرة للظهور بمظهر "البلد المحب للسلام"، مؤكدًا أن بيان القاهرة وإعلانها وقف المفاوضات كان "شديد اللهجة وربما غير مسبوق".
ويعتقد علام أن أي مفاوضات مقبلة يجب أن تكون على مستوى الرؤساء أو رؤساء الحكومات، مضيفًا "لا أعتقد أن لدى وزراء المياه أي جديد يقولونه".
وأوضح أن المقصود بمصطلح المرحلة النهائية "آخر 10 أو 5% من الإنشاءات"، مضيفًا "نعلم أن معظم الإنشاءات انتهت، والمنطقة المنخفضة كذلك، وهناك تباين بين المنطقتين اليمنى واليسرى في جسم السد، وهناك مشكلات في تركيب التوربينات".
وأكد أن التصريحات الإثيوبية عن سد النهضة موجّهة للداخل في ضوء الأزمات الاقتصادية التي تعانيها، معقبًا "لكنها لم تحمل جديدًا".
وتعاني إثيوبيا من أزمة اقتصادية، إذ فشلت في دفع عوائد سندات بقيمة 33 مليون دولار كانت مستحقة في 11 ديسمبر/كانون الأول 2023.
واستأنفت كل من مصر والسودان وإثيوبيا مفاوضات سد النهضة بعد توقف لسنوات، في أغسطس/آب الماضي، وذلك بعد لقاء جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في القاهرة 13 يوليو/تموز الماضي، قبل أن تعلن القاهرة، الشهر الماضي، انتهاء مسار المفاوضات.
وكانت المفاوضات توقفت تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، منذ أبريل/نيسان 2021، وانعقدت بعدها جولات تفاوض بين الدول الثلاث استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة، دون مزيد من التفاصيل عن مستوى التمثيل لكنها لم تصل أيضًا إلى اتفاق، حسبما كشف مسؤولون سودانيون في وقت سابق.