
مصر والأردن يجددان رفض تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم
جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين التأكيد على "رفضهما التام" لجميع محاولات تصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم أو نزوحهم داخليًا، مشددين على أن "الحل الوحيد" الذي يجب أن يدفع المجتمع الدولي نحو تنفيذه هو الوقف الفوري لإطلاق النار، ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات والأحجام والسرعة اللازمة التي تحدث فارقًا حقيقيًا في التخفيف من معاناة أهالي القطاع.
وأشار الجانبان، خلال استقبال السيسي للملك عبد الله في قصر الاتحادية، أمس اﻷربعاء حسب بيان لرئاسة الجمهورية، إلى أن "هناك مسؤولية سياسية وأخلاقية كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي نحو تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، على النحو الذي يحفظ مصداقية المنظومة الدولية"، مشددين على أهمية عدم توسع دائرة الصراع بما يتسبب في زعزعة الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وسبق أن أعلن الجانبان أكثر من مرة رفضهما تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وحذر السيسي وعبدالله الثاني، خلال لقاء سابق بالقاهرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من "الخطورة البالغة لدعوات وسياسات التهجير على الأمن الإقليمي".
وفي أكتوبر/تشرين اﻷول الماضي، صعدت القاهرة على المستوى الرسمي رفضها "مخططات تهجير الفلسطينيين" إلى سيناء، إذ حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من مخاطر الفكرة، وقال إنها ستكون تصفية للقضية. وأضاف السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك وقتها مع المستشار الألماني أولاف شولتز، "إذا طلبنا من المصريين الخروج للتعبير عن رفض التهجير سنجد الملايين يخرجون رفضًا للفكرة". وتابع أنه "إذا كانت هناك فكرة للتهجير فتوجد صحراء النقب في إسرائيل يمكن نقل الفلسطينيين إليها". وسبق أن قال وزير الخارجية المصري سامح شكري لقناة CNN، إن بلاده "لن تسمح للفلسطينيين بالانتقال مؤقتًا إليها" أثناء قيام إسرائيل بعملياتها العسكرية في قطاع غزة لأن ذلك سيكون "انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي".
وطالب السيسي وعبد الله، خلال لقائهما أمس، بـ"الدفع الجاد نحو مسار سياسي للتسوية العادلة والشاملة، يفضي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة".
وأوضح بيان الرئاسة المصرية أن المباحثات بين الطرفين ركزت على تطورات الأوضاع الإقليمية وخاصة في قطاع غزة، والمأساة الإنسانية التي تواجه القطاع، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى ومئات الآلاف من النازحين، فضلًا عن التدمير الواسع الذي أصاب البنية التحتية والمنشآت في القطاع.
وعبر السيسي وعبد الله عن "ارتياحهما لوتيرة التنسيق والتشاور بين البلدين، التي تعكس الأهمية الكبيرة للعلاقات بين الشعبين والقيادتين، واستكشاف سبل تطوير العلاقات وفتح آفاق جديدة لتعزيزها في مختلف المجالات" وفقًا للبيان.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية والمُغتربين الفلسطينية، الأربعاء، إنها وسفاراتها وبعثات فلسطين تواصل حراكها لـ"حشد موقف دولي ضاغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ لوقف عدوانها بشكل فوري وتأمين وصول الاحتياجات الإنسانية الأساسية إلى الفلسطينيين في قطاع غزة".
وتأتي تلك التحركات بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة واندلاع "اشتباكات عنيفة" وسط القطاع مع محاولة قوات الاحتلال المتوغلة التقدم.
وسبق أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته ستواصل القتال "حتى تتم هزيمة حركة حماس الفلسطينية بالكامل".
وحتى الآن، لا تظهر أي بادرة تشير إلى قرب وقف إطلاق النار لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الذي يواجه "مأساة إنسانية" فيما يقترب شبح المجاعة من الفتك بسكان القطاع.