أعلنت وزارة الزراعة، في بيان أمس، الإفراج عن 205 ألف طن من الذرة وفول الصويا، بقيمة 100 مليون دولار، خلال الفترة من 13 إلى 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في وقت تشهد الأسواق ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الأعلاف، رغم بدء موسم حصاد المحاصيل العلفية من الذرة وفول الصويا، بحسب مصدر بوزارة الزراعة.
وأرجع المصدر، المطلع على ملف الأعلاف، لـ المنصة، الارتفاعات في أسعار الأعلاف إلى "اتجاه المزارعين لتخزين تلك المحاصيل؛ للاستفادة من ارتفاع أسعارها وتحقيق ربح أكبر".
وبإعلان الوزارة أمس، يرتفع إجمالي ما أُفرج عنه من أعلاف خلال الفترة بين 16 أكتوبر 2022، وحتى 19 أكتوبر الجاري إلى 8.3 مليون طن، بإجمالي مبلغ 4 مليارات دولار.
وقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، في البيان، إن "هذه الإفراجات تستهدف دعم منتجي الثروة الحيوانية والداجنة من أجل توفير الأعلاف بأسعار مخفضة تسهم في تخفيض تكاليف الإنتاج".
وأكد الوزير أن "الإفراج يستهدف توفير كميات فى الأسواق من الذرة والصويا، وهي المكونات الأساسية لأعلاف الدواجن، وأيضًا حيوانات المزرعة، تشجيعًا لأصحاب المشروعات الداجنة للالتزام بخفض الأسعار والاشتراك بالمبادرة".
وأشارت الوزارة إلى إجراء حملات تفتيش على منافذ بيع الدواجن والبيض، وكذلك مخازن ومصانع الأعلاف للتأكد من عدم احتكار السلع أو المغالاة في أسعارها. لكن ذلك لا يمنع أثر زيادة أسعار العلف مباشرة على السوق، سواء بارتفاع أرسعار الدواجن، أو زيادات متوقعة في اللحوم.
الدواجن ستعاود الارتفاع
حذر رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية عبد العزيز السيد، من عودة أسعار الدواجن للارتفاع مرة أخرى خلال اليومين المقبلين، في ظل زيادة أسعار الأعلاف، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن توقع قيمة الزيادة، وستعتمد أيضًا على العرض والطلب بسوق التجزئة".
ووصل سعر كيلو الدواجن البيضاء بالمزرعة، اليوم الأربعاء، إلى نحو 68 جنيهًا، بينما وصل سعر الكيلو في سوق التجزئة إلى نحو 76 جنيًها، بحسب السيد، الذي أشار إلى أن "هذا السعر مستقر عند نفس المستويات منذ الأسبوع الماضي".
وكانت أسعار الدواجن بالمزرعة شهدت تراجعًا بنحو 10 جنيهات الأسبوع الماضي، وذلك بالتزامن مع إطلاق الحكومة مبادرة لخفض أسعار 7 سلع في الأسواق.
وأضاف السيد أن "مربي الدواجن لن يقدروا على الاستمرار في خفض أسعار الدواجن، في ظل ارتفاع تكلفة التربية حاليًا نتيجة عن زيادة العلف".
وشهدت أسعار البيض ارتفاعًا بالمزرعة إلى ما بين 123 و127 جنيهًا، أمس الثلاثاء، مقابل 115 جنيهًا للكرتونة الواحدة الأسبوع الماضي، ويتخطى سعر الكرتونة 140 جنيهًا بسوق التجزئة.
واللحوم أيضًا..
وحذر نقيب الفلاحيين حسين عبد الرحمن أبو صدام، من ارتفاعات متوقعة لأسعار اللحوم الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن "ذروة الارتفاع" قد تكون في ديسمبر/كانون الأول المقبل. ونقابة الفلاحين التي يمثلها أبو صدام، هي واحدة من أربع نقابات مستقلة تحاول تمثيل الفلاحين.
وأشار أبو صدام، في حديثه لـ المنصة، إلى أن "ارتفاع أسعار الأعلاف الموسم الماضي أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم المذبوحة، ودفع الكثير من المربين إلى التخلص من المواشي (الإناث والحلابة) بالذبح للاستفادة من ارتفاع الأسعار، ما تسبب في نقص عدد المواشي المولودة".
ويتراوح سعر كيلو اللحم الأحمر حاليًا ما بين 300 إلى 400 جنيه حسب المنطقة.
وأشار أبو صدام إلى أن الأعلاف لها تأثير مباشر على أسعار اللحوم الحمراء، مشيرًا إلى ضرورة الاستمرار في الإفراج عن الأعلاف وتشديد الرقابة عليها للسيطرة على السوق.
ويتفق مع هذا الرأي المصدر نفسه في وزارة الزراعة، قائلًا لـ المنصة إن ارتفاع أسعار الأعلاف في الوقت الحالي أدى إلى زيادة ملحوظة في أسعار اللحوم الحمراء، وأثر أيضًا على منتجات الدواجن والبيض والألبان، معتبرًا أنه "أمر طبيعي، الأعلاف وحدها تدخل بنسبة 70% من تكلفة تلك المنتجات".
في غضون ذلك، تقدمت النائبة سميرة الجزار، بطلب إحاطة بشأن مواجهة الحكومة لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء نتيجة ارتفاع أسعار المواشي، مشيرة إلى أن "المختصين بتربية المواشي يشيرون إلى أن الأسعار ستشهد طفرة خلال الأسابيع المقبلة، وأن هناك عجزًا في اللحوم الحمراء بنسبة 40%".
وحذرت النائبة من أنه مع حدوث الأزمة وعدم توافر بدائل "سيؤدي إلى حدوث حالة من الارتباك في السوق المحلي، وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار اللحوم خاصة في ظل قلة المعروض".
لماذا ارتفعت أسعار الأعلاف؟
أرجع المصدر في وزارة الزراعة ارتفاع أسعار الأعلاف إلى "الصعوبات التي واجهتها منظومة الزراعة التعاقدية خلال الموسم الحالي على محصولي الذرة وفول الصويا. وذلك نتيجة تخزين المزارعيين لمحاصيلهم، مما رفع أسعار الذرة وفول الصويا بشكل أكبر من الأسعار العالمية".
والزراعة التعاقدية، هي المنظومة التي تستهدف تسويق محاصيل الفلاحين الاستراتيجية، بتحرير عقد ثلاثي بين الفلاح والمشتري، سواء تاجر أو جمعية أو اتحاد، ووزارة الزراعة كطرف إشرافي.
ويبدأ موسم زراعة محصول الذرة من منتصف شهر مايو/أيار حتى نهاية أغسطس/آب، في حين يبدأ موسم الحصاد من منتصف سبتمبر/أيلول حتى نهاية أكتوبر. كما تبدأ زراعة فول الصويا من أبريل/نيسان حتى يونيو/حزيران، بينما يبدأ الحصاد من منتصف سبتمبر وحتى نوفمبر/تشرين الثاني.
وحدد مجلس الوزراء أسعار ضمان في فبراير/شباط الماضي لشراء الذرة وفول الصويا من الفلاحين، بـ9 آلاف جنيه لطن الذرة الشامية البيضاء، و9500 جنيه لطن الذرة الشامية الصفراء، و18 ألف جنيه لطن فول الصويا.
وأشار المصدر بوزارة الزراعة إلى أن أسعار الذرة الشهر الماضي كانت نحو 10 آلاف جنيه للطن، وحوالي 21 ألف جنيه لطن فول الصويا، لكن "الأسعار في الوقت الحالي متغيرة بشكل يومي، وتشهد حالة من عدم الاستقرار".
وشهدت أسعار العلف ارتفاعات قياسية لم يشهدها السوق بمصر، نتيجة أزمة تكدس شحناته بالمواني العام الماضي لعدم توفر السيولة الدولارية للإفراج عنها، وبدأت الحكومة في ديسمبر العام الماضي تدبير العملة الأجنبية للإفراج عن الكميات التي يحتاجها السوق.
ولا يبدو رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية عبد العزيز السيد، متفائلًا من انتهاء أزمة الأعلاف والأسعار قريبًا، قائلًا لـ المنصة إن "أسعار العلف لن تنخفض إلا بتوفير العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد مرة أخرى وحسابها بالسعر الرسمي بالبنوك، والذي يسجل 30.9 جنيه ليس بسعره بالسوق الموازي".
واتفق معه رئيس اتحاد منتجى الدواجن الدكتور ثروت الزيني، مرجعًا ارتفاع أسعار الأعلاف إلى "شح الدولار"، وزيادة فرق سعره في السوق السوداء، التي يلجأ بعض المستوردين إليها لتوفير احتياجاتهم من العملة الصعبة، لافتًا إلى أن "الدولار ارتفع في السوق السوداء لـ45 جنيهًا".