أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي قرارًا مساء أمس الاثنين، بتمديد إغلاق معبر بيت حانون "إيرز" لليوم العاشر على التوالي، أمام حركة المسافرين من قطاع غزة، بسبب استمرار الاحتجاجات الحدودية شرق قطاع غزة.
وقال مصدر من هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية لـ المنصة، إن الاحتلال أبلغهم اليوم الثلاثاء بتمديد إغلاق المعبر دون تحديد فترة الإغلاق.
وأطلقت مجموعات من المحتجين في غزة بالونات حارقة على المستوطنات المحاذية للسياج الفاصل، حيث شوهدت النيران المشتعلة في الأراضي الزراعية بالمستوطنات القريبة من الحدود، من داخل القطاع.
وردًا على استمرار الاحتجاجات الحدودية الغزية، التي انطلقت منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، استهدفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي المتركزة خلف السياج الفاصل، نقطة رصد تابعة للمقاومة الفلسطينية شرق مدينة غزة، دون أن يُسفر ذلك عن خسائر بشرية، فيما ألقى الجنود عشرات قنابل الغاز على المحتجين قرب الجدار.
وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم لـ المنصة، إنّ القصف الإسرائيلي الذي يستهدف نقاطًا للمقاومة على الحدود "لن يوقف نضالنا ضد الاحتلال الصهيوني ومواجهة حربه الدينية على مقدساتنا"، مؤكدًا استمرار المقاومة "والفعل النضالي في كل الساحات باعتباره حق طبيعي ضد سياسات الاحتلال التهويدية، والجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقطاع".
وانتقد الصحفي الإسرائيلي في القناة الـ 14 الإسرائيلية هاليل روزين، عمليات القصف الإسرائيلية، من خلال تركيزه في أكثر من بوست على أنّ جيش الاحتلال "يستهدف مواقع فارغة لحماس".
أما مراسل القناة الإسرائيلية 11، فتطرق في تغطيته إلى اجتماع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية "حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية" السبت الماضي في بيروت، التي اتفقت على تصعيد المقاومة الميدانية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المراسل على إكس إنّ "حماس تعمل على تصعيد الوضع كل يوم، فيما يحتفظ الجيش برد محسوب"، في إشارة لاستهداف نقاط رصد حدودية فارغة دون أن يوقع خسائرة بشرية، حسب وصفه.
وتتزامن الاحتجاجات الحدودية الشعبية شرقي القطاع مع الأعياد اليهودية، حيث يصادف الاثنين، يوم الغفران اليهودي، فيما سيكون الجمعة المقبل، عيد العُرش وفيه يصعد اليهود إلى جبل الهيكل، وتوقع مراسل القناة الـ11، أن تستمر وتتصاعد التوترات حتى الجمعة.
وتفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلية الإغلاق على البلدات والأسواق والمحال التجارية في القدس، تأمينًا لمسيرات المستوطنين، وعمليات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى خلال الأعياد اليهودية.
وفي السياق نفسه، استنكر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس، في بيان له، الإجراءات الشرطية والعسكرية الأخيرة في محيط المسجد الأقصى وداخل باحاته، رافضًا "اقتحامات المتطرفين اليهود التي استباحت كل المحرمات الدينية والقانونية".
واعتبر المجلس، أنّ الإجراءات الإسرائيلية من عمليات القمع للفلسطينيين، وممارسة التدقيق الأمني واحتجاز بطاقاتهم الشخصية، ومنع بعضهم من الوصول للأقصى لتأدية الصلاة، ما هي إلا عملية انتهاك لحرمة وقداسة ورسالة المسجد الإسلامي، بحسب وصف البيان.
وأشارت الأوقاف إلى أنّ الإجراءات الإسرائيلية تمثل مدخلًا لتغيير في الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في الأقصى، مطالبة الاحتلال بوقف جميع الممارسات والانتهاكات لحرمة المسجد، وإنهاء المظاهر المسلحة والحشودات العسكرية على أبوابه وداخل ساحاته، التي من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين.
وأدانت مصر، الأحد الماضي، اقتحام "مجموعة من المتطرفين بقيادة عضو بالكنيست الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات الشرطة الإسرائيلية"، معتبرة الخطوة حلقة جديدة من سلسلة الإجراءات التصعيدية التي تستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وتحمل في طياتها مخاطر تأجيج العنف والتوتر داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.