أصدرت محكمة جنايات جنوب القاهرة، أمس، حكمًا برفع اسم رئيس تحرير قناة الشرق السابق حسام الغمري، من قائمة الإرهابيين. وكان الغمري حتى أشهر قليلة محسوبًا على المؤيدين لجماعة الإخوان، قبل هجومه عليها في يونيو/حزيران الماضي.
ويأتي ذلك الحكم بعد نحو إسبوعين من إطلاق السلطات سراح يوسف، نجل الغمري، ومحمد شقيقه، حسبما أعلن عضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوضي، على حسابه بفيسبوك.
ويُظهر الحكم المنشور اليوم في الوقائع المصرية، ملحق الجريدة الرسمية، أن النائب العام، دون أن يحدد سواء كان النائب العام الحالي المستشار محمد شوقي عيّاد، أم السابق المستشار حمادة الصاوي، تقدم بطلب لمحكمة الجنايات برقم 3 لسنة 2023، لرفع اسم الغمري من قائمة الإرهابيين، وذلك في القضية رقم 590 لسنة 2021 حصر أمن الدولة العليا.
وأطلق الغمري، المقيم خارج البلاد، خلال شهر يونيو الماضي، مجموعة من الفيديوهات عبر قناته على يوتيوب، وبالتزامن مع الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الأسبق محمد مرسي، هاجم فيها فكر جماعة الإخوان.
وقال الغمري في أحدها "ناس كتير مش قادرة تعرف إن أنا بحاكم نفسي في هذه الفيديوهات قبل محاكمتي للآخرين، بلوم نفسي وبدين نفسي وكمان بعتذر للبلد وبعتذر لنفسي"، متسائلًا " كيف سمحت لنفسي أن استدرج لكي أكون ورقة ضغط على حكومة مصر.. أيًا كانت هذه الحكومة.. اتفقت معاها أو اختلفت معاها؟".
وتابع "كيف أتحول لمجرد ورقة ضغط ضمن مشروع كبير بالطبع لم أكن أعلم عنه شيئًا؟"، مؤكدًا أن انتقاله للعيش في تركيا كان لمبادئ يعتقدها، ثم اكتشف "الموضوع مش مبادئ ولا حاجة، الموضوع مشروع سياسي، الموضوع إن إحنا كروت ضد البلد".
وفي تلك الأثناء نشر عدد من المواقع الصحفية المصرية والإقليمية على مدى الشهور الأخيرة، تقارير صحفية تحتفي فيها بما وصفته بـ"انقلاب الغمري على الإخوان".
وحينها برر الإعلامي السابق في قناة الشرق هيثم أبو خليل، هجوم الغمري، الذي وصفه بصديقه وزميله، على حسن البنا وجماعة الإخوان، بأن الأخير "عانى كثيرًا ودفع تمن مخيف وما زال يدفع"، قائلًا "ابنه يوسف اللي هو النهارده في شهر يونيو أهو بعد أشهر قليلة هيكمل سنة، الشهر ده كان المفروض ابنه يوسف يتخرج من كلية الهندسة، ابنه موجود في سجن بدر 1 في ظروف سيئة جدًا في هذه السجون والمعتقلات، معتقل كراهية علشان والده".
وتابع أبو خليل في أحد الفيديوهات على قناته على يوتيوب "ومن شهرين شقيقه المهندس محمد أتاخد برضه واعتقل، فأنت متخيل الضغط النفسي والعصبي على الغمري عامل إزاي؟َ"، مضيفًا "فضلًا عن إنه الغمري نفسه اعتقل لمدة 3 أشهر في تركيا، في ظروف عصيبة جدًا، واضطر إلى الخروج خالص بره تركيا في حالة أشبه بالنفي".
وأكد أبو خليل أن كم المتضامنين مع الغمري وأخوه وابنه كان ضعيفًا جدًا، منتقدًا من يتهمون الغمري بمحاولة إرضاء السلطات في مصر لإطلاق سراح نجله، وشقيقه قائلًا "كلها اتهامات باطلة ممن لا يعرف حسام الغمري هو بني آدم حقيقي ولا عايز يطلع حد ولا بيقدم نفسه لحد".
وفي وقت سابق طالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، السلطات المصرية، بتحديد مصير ومكان احتجاز يوسف حسام الغمري، قائلة إن يوسف شارك عددًا من المصريين المقيمين في الخارج في الدعوة إلى تنظيم تظاهرات معارضة في مصر يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وكانت قوات الأمن اقتحمت منزل عائلة الغمري بمدينة القنايات بمحافظة الشرقية، حيث قامت بكسر الباب الرئيسي ثم أبواب جميع شقق المنزل وكسر أبوابها ليتم القبض على يوسف، بعد التهديد بإلقاء القبض على جميع الذكور في المنزل، وفقًا للشهادة التي حصلت عليها المبادرة المصرية من الأسرة، في حينه.