تصوير: إيهاب زيدان- المنصة
جلسة افتتاح قمة المناخ الإفريقية الأولى- سبتمبر 2023

قمة إفريقيا ترفع شعار "الاستثمار قبل المناخ".. وحقوقيون: انتصار لمصالح الغرب

إيهاب زيدان
منشور الثلاثاء 5 سبتمبر 2023 - آخر تحديث الثلاثاء 5 سبتمبر 2023

"إفريقيا مستقبل العالم في الاقتصاد الأخضر والتصنيع منخفض الانبعاثات الكربونية"، بكلمة الرئيس الكيني ويليام روتو انطلقت أمس الاثنين قمة المناخ الإفريقية الأولى في العاصمة نيروبي، والتي أكد روتو أنها فرصة لبناء المستقبل وتحويل القارة من مستقبلة للإعانات، إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة، بسبب مواردها المعدنية وطاقتها الشمسية الهائلتين بما لا يخالف بنود اتفاقية باريس للمناخ.  

وخلال الجلسة التي حضرتها المنصة، قال روتو "نتمنى إيصال الطاقة المتجددة إلى كل شخص في إفريقيا، فهناك 600 مليون إفريقي لا يحصلون على مصدر للكهرباء".

450 مليون دولار من الإمارات

وتعهدت الإمارات بتقديم 450 مليون دولار أمريكي بشكل مبدئي للاستثمار في أسواق الكربون في الدول الإفريقية، وفق ما أكده مسؤول التمويل والاستثمار في مسرع الإمارات لتغير المناخ، حسن غزالي، خلال حديثه للمنصة، موضحًا أن الدول العربية في شمال إفريقيا يُمكنها أن تستفيد من هذه المبادرة، مطالبًا الدول الإفريقية المختلفة بالتعاون مع المسرع الإماراتي حتى تستفيد من هذا السوق الواعد.

وأكد غزالي أن الـ450 مليون دولار بمثابة استثمارات إماراتية في إفريقيا وليست منحة، وعن آلية التعاون أوضح أن المسرع الإماراتي يتلقى طلبات الدول والشركات المحلية الراغبة في الاستثمار في سوق الكربون، ويدرس العروض وآلية الاستثمار والتنفيذ وبعدها يقرر حجم الاستثمارات التي تضخ لاحقًا.

وفي عام 2016 أطلقت حكومة دبي مسرعات المستقبل، وهو برنامج مكثف ومصمم لتحديد التقنيات وبرامج الأعمال ذات القدرة على التعامل مع أهم التحديات والفرص في العالم، ودعمها عن طريق تطوير الحلول والنماذج من أجل تطبيقها على وجه السرعة في مختلف المؤسسات والهيئات.

اعتراض حقوقي

وبينما سارت أمور التمويل والاستثمار على نحو جيد، حذرت مجموعة من منظمات المجتمع المدني -منها مجموعة ACS-NSA المعنية بالعمل البيئي والمناخي- من إفساد قمة المناخ الإفريقية الأولى، بدعوى تعرضهم للإقصاء، وهيمنة مصالح الدول الغربية على العمل المناخي، والهفوات التنظيمية للقمة، علاوة على اعتراضهم على جدول أعمال القمة، وعدم ضمان المشاركة الكافية والتشاور مع الجهات الفاعلة غير الحكومية، خاصة ممثلي المجتمعات الأكثر ضعفًا وتهميشًا.

وكشف مدير الحملات الدولية في شبكة العمل المناخي CAN، أحمد الدروبي، أن أجندة القمة وضعت نصب أعينها مصالح الغرب قبل مصالح إفريقيا، خاصة اتجاهها نحو الترويج لأسواق الكربون، وعزل الكربون والتوجهات الإيجابية للمناخ، وهي مفاهيم وحلول مناخية زائفة يقودها مصالح الغرب ونفوذ رأس المال، وتلحق ضررًا كبيرًا بإفريقيا وسكانها المحليين الذين يعانون فعليًا من الكوارث المناخية.

وأضاف الدوربي للمنصة أن "هذه المفاهيم والحلول الزائفة تُسوق على أنها أولويات إفريقية، لكنها تشجع الدول الغنية والشركات الكبرى على الاستمرار في تلويث العالم، وهو ما يلحق ضررًا بالغًا بإفريقيا وسكانها الفقراء، الذين لا يتمكنون من مواجهة الكوارث المناخية ومخاطرها".

وشدد على ضرورة التركيز على الطاقة المتجددة لمواجهة الجهود التي تبذلها صناعة الوقود الأحفوري والمصالح الغربية والدول الإفريقية المنتجة للوقود الأحفوري، وضرورة تجنب الحلول الزائفة مثل أسواق الكربون، والهندسة الجيولوجية المصممة لتشجيع الدول الغنية والشعوب على مواصلة تلويث إفريقيا، وتحويلها إلى أرض نفايات وميدان للتجارب التكنولوجية.

وأشارت مجموعة ACS-NSA، في بيان صدر أمس الاثنين، إلى أن جدول أعمال القمة -التي تختم أعمالها غدًا الأربعاء- يميل أكثر من اللازم إلى تعزيز مشاركة الشركات غير الوطنية في حين يتجاهل احتياجات وحقوق الشعوب والكوكب، وطالبت بألا تكون القمة فرصة ضائعة لمعالجة أزمة المناخ في إفريقيا، وسماع أصوات الشعوب وحلولها.