موقع المنار التابع لحزب الله، أغسطس 2020
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله

عَ السريع|
المقاومة تفقد "نصر الله"

فقد حزب الله اللبناني زعيمه حسن نصر الله، بعدما تمكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من اغتياله أمس. ورغم الضربات المتلاحقة التي يتلقاها محور المقاومة في فلسطين ولبنان، تعهد حزب الله، في بيان نعيه لأبو هادي، بـ"مواصلة الجهاد".

إسرائيل تعلن مقتل حسن نصر الله

قسم الأخبار

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، مقتل زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله الملقب بأبو هادي، إثر غارة استهدفت مقر القيادة أمس الجمعة، فيما لم يعلق حزب الله حتى الآن.

واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي ضاحية بيروت الجنوبية، أمس، بغارات غير مسبوقة ومتواصلة إلى اليوم. واحتاج الاحتلال إلى أكثر من 18 ساعة لتأكيد مقتل نصر الله، بعد إعلان استهداف مقر القيادة المركزية للحزب بالغارة أمس. 

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، اليوم، عبر إكس، "قضى جيش الدفاع أمس على المدعو حسن نصرالله زعيم تنظيم حزب الله الإرهابي وأحد مؤسسيه. كما قضى جيش الدفاع على المدعو علي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله الإرهابي وعددًا آخر من القادة في الحزب".

وينضم نصر الله إلى عدد كبير من القيادات سواء في حزب الله أو حماس، اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا، وفي مقدمتهم رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي قُتل في طهران 31 يوليو/تموز الماضي، بضربة استهدفت مقر إقامته المؤقت هناك.

وأضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال "أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق لهيئة استخبارات المؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية". 

وأشار إلى أن "الغارة نُفذت في الوقت الذي تواجدت قيادة حرب الله داخل المقر وقاموا بتنسيق أنشطة إرهابية ضد مواطني إسرائيل".

وتولى نصر الله زعامة حزب الله عقب اغتيال إسرائيل الأمين العام السابق عباس الموسوي في 16 فبراير/شباط 1992.

ويتواصل القصف الإسرائيلي غير المسبوق لليوم الثاني على الضاحية الجنوبية للبيروت، عقب نحو أسبوع من التصعيد، وسط موجة نزوح للأهالي. 

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي طلب أمس من سكان عدة أحياء في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت، إخلاء مواقع محددة في خرائط نشرها على إكس، قائلًا "أنتم متواجدون بالقرب من مصالح تابعة لحزب الله، ومن أجل سلامتكم وسلامة أحبائكم أنتم مضطرون لإخلاء المباني فورًا، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".

ورد حزب الله اليوم بإطلاق عدة قذائف على إسرائيل. وقال حزب الله في بيان "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، وردًا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية يوم السبت 28-09-2024 قاعدة ومطار رامات ديفيد ‏بصلية من صواريخ فادي 3‏".

ولم تصدر إحصائية نهائية بعدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية، وسط حالة من الدمار الكبير في الضاحية، في وقت أشارت وزارة الصحة اللبنانية إلى مقتل 11 وإصابة 10 من الأطباء و الممرضين والمسعفين، في البطنية، جراء الغارات الجوية المعادية التي استهدفت مراكز ومستوصف الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية في بلدتي الطيبة وديرسريان، حسب وكالة الأنباء الوطنية.

وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، أصدروا الأربعاء، نداءً مشتركًا لإرساء "وقف مؤقت لإطلاق النار" في لبنان لمدة 21 يومًا، وهو ما تجاهلته إسرائيل وصعدت من هجماتها.


حزب الله يؤكد اغتيال نصر الله.. ونقل المرشد الإيراني إلى "مكان آمن"

قسم الأخبار

أعلن حزب الله اللبناني رسميًا، اغتيال زعيمه حسن نصر الله، خلال عملية إسرائيلية أمس، في وقت قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامئني، إن "لبنان سيجعل إسرائيل تندم"، وأفاد مصدران بنقل خامئني إلى "مكان آمن"، وفق وكالة رويترز.

وقال حزب الله، في بيان، نقله موقع المنار التابع له، "لقد التحق سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عامًا، قادهم فيها من نصر إلى نصر".

وأضاف "إنّنا نعزي صاحب العصر والزمان وولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي (...) وأمة المقاومة وشعبنا اللبناني الصابر والمجاهد والأمة الإسلامية".

وتعهد حزب الله بـ"أن يواصل جهاده في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".

في غضون ذلك، نعت حركة حماس مقتل نصر الله، وقالت في بيان، إن "إننا في حركة حماس، وأمام هذه الجريمة والمجزرة الصهيونية، لنجدد تضامننا المطلق ووقوفنا صفًا واحدًا مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان. إن هذه الدماء الطاهرة التي سالت على أرض لبنان في معركة إسناد شعبنا ومقاومتنا... ستكون لعنة تطارد هذا العدو الصهيوني".

وجاء تأكيد حزب الله مقتل نصر الله، بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله.

في سياق متصل، قال خامئني، في بيان اليوم، "على إسرائيل أن تعرف أنها لا تستطيع إلحاق ضرر كبير بالبناء القوي لحزب الله في لبنان"، وفق وكالة الأنباء الإيرانية إرنا

وأضاف خامئني، دون أن يسمي نصر الله أو يشير إلى مقتله، "مصير هذه المنطقة ستقرره قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله"، مؤكدًا أن "لبنان سيجعل العدو الغازي الشرير والمنبوذ يندم على أفعاله".

في غضون ذلك، قال مسؤولان لرويترز، إن المرشد الأعلى الإيراني، نُقل إلى مكان آمن داخل البلاد مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، حسب الحرة.

وأضاف المسؤولان، وهما من منطقة الشرق الأوسط، أن إيران على اتصال مستمر مع حزب الله في لبنان وجماعات أخرى متحالفة معه لتحديد الخطوة التالية بعد اغتيال نصر الله.

في سياق متصل، قال رئيس لجنة "دعم الثورة الإسلامية في فلسطين" بالرئاسة الإيرانية محمد حسن أختري، إنه سيجري فتح باب التسجيل لإرسال قوات إلى لبنان خلال الأيام المقبلة، وفق ما نقله موقع سكاي نيوز عن موقع دیده ‌بان إیران.

وأضاف "من خلال التسجيل العلني، سيمنح المسؤولون بالتأكيد الإذن بنشر القوات في لبنان ومرتفعات الجولان".

في المقابل، أكد مصدر في وزارة الأشغال العامة والنقل اللبنانية لرويترز أن الوزارة طلبت من طائرة إيرانية عدم دخول المجال الجوي للبلاد، بعد أن حذرت إسرائيل مراقبة الحركة الجوية في مطار بيروت من أنها ستستخدم "القوة" إذا هبطت الطائرة، وفق ما نقله موقع فرانس 24.

وأضاف المصدر أنه لم يتضح بعد ماذا كان على متن الطائرة، مشددًا على أن "الأولوية هي أرواح الناس".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أنه ألقى أمس، نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها طنًا من المتفجرات لاغتيال نصر الله.


بعد اغتيال نصر الله.. توقعات بتصعيد هاشم صفي الدين أمينًا عامًا لحزب الله

قسم الأخبار

برز خلال الساعات الأخيرة اسم مدير الجهاز التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، كمرشح لتولي منصب الأمين العام لحزب الله، خلفًا لحسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل، أمس، تزامنًا مع تلقي الحزب ضربات متتالية فقد خلالها معظم قياداته خلال الشهرين الماضيين.

وكان حزب الله أكد اغتيال أمينه العام بعد نحو 21 ساعة من تنفيذ عملية اغتياله، بقصف مقر القيادة بكمية ضخمة من المتفجرات. 

وصفي الدين، وفق تقارير إعلامية عدة، يتم إعداده لخلافة نصر الله منذ سنوات طويلة، وكان بمثابة رئيس حكومة حزب الله منذ 1994 حين استدعاه نصر الله، من مدينة قم الإيرانية، حيث كان يدرس، لتولي رئاسة المجلس التنفيذي.

وطوال السنوات الماضية، أشرف صفي الدين على إدارة العمليات اليومية لحزب الله، بما في ذلك إدارة مؤسساته وأمواله، بينما ترك لنصر الله التركيز على الملفات الاستراتيجية. كان صفي الدين مسؤولًا عن تنفيذ السياسات الداخلية وتطوير الهيكل الإداري للحزب، حسب سكاي نيوز.

ورئيس الجهاز التنفيذي المرشح لخلافة نصر الله، يشبهه كثيرًا شكلًا ونطقًا حتى في "لثغة الراء"، وهو أيضًا ابن خالته، وصهر القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني. ولد صفي الدين عام 1964 في بلدة دير قانون النهر جنوب لبنان، ثم تلقى تعليمه في النجف وقم، مثل نصر الله، وكان من بين مؤسسي حزب الله في 1982، وفق العربية.

وعلى الرغم من أنه ظل لسنوات "رجل الظل"، لكن التقييد الأمني على نصر الله دفع بصفي الدين إلى الواجهة، حسب العربية، حيث كان يشارك في العديد من اللقاءات والفاعليات باسم حزب الله، كما كان أحد الوجوه الإعلامية للحزب.

كان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله قال في 18 سبتمبر/أيلول الجاري، عقب هجوم أجهزة "بيجر"، أثناء تشييع عدد من القتلى، إن "هذا العدوان سيكون له عقابه الخاص، وأنّ هذا العقاب آتٍ حتمًا"، مضيفًا  "أنّنا سنكون أمام نمط جديد ومواجهة جديدة مع العدو حتى يعرف أننا قوم لا يتراجعون"، وفق ما نقلته قناة الميادين آنذاك.

ووضعت الولايات المتحدة صفي الدين على قوائم الإرهاب في مايو/أيار 2017.

وفي سياق متصل، أشار موقع العربية إلى مرشح محتمل آخر وهو نعيم قاسم الذي يتولى منصب نائب أمين عام حزب الله منذ 1992، وولد بمنطقة البسطة التحتا في بيروت عام 1953.

وقاسم وفق الجزيرة هو عالِم دين شيعي وسياسي لبناني، وأحد أكبر منظري الحزب بعد نصر الله. يتولى منصب نائب الأمين العام ومسؤولية متابعة العمل النيابي والحكومي في حزب الله.

حصل على البكالوريوس والماجستير في الكيمياء، ونشط في الجماعات الإسلامية منذ سبعينيات القرن العشرين، وعمل مع السياسي اللبناني موسى الصدر عند بداية تأسيس حركة المحرومين، ثم ساهم في تأسيس حزب الله، وتولى منصب نائب الأمين العام.

لم يعلن حزب الله عن الآلية التي سيختار بها خليفة نصر الله، أو موعد ذلك، لكنه تعهد في بيان النعي أن "يواصل جهاده في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".