دخلت المدمرة القتالية "البرز" التابعة للجيش الإيراني، اليوم الاثنين، البحر الأحمر، عبر مضيق باب المندب، بمرافقة سفينة بوشهر العسكرية، وفق وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.
وقالت الوكالة إن مجموعات الجيش الإيراني "بدأت في 2009 مهماتها في المياه الحرة لتأمين خطوط الملاحة ومحاربة القراصنة وغيرها من المهام، وفي عام 2019 انضمت المدمرة البرز، التي تزن 1550 طنًا وتبلغ سرعتها أكثر من 36 عقدة، إلى الأسطول الجنوبي لبحرية الجيش الإيراني بعد إجراء إصلاحات رئيسية وتركيب أنظمة تقنية جديدة".
هذه ليست المرة الأولى التي تدخل "البرز" باب المندب، ففي عام 2015 أيضًا أرسلت إلى هناك، وفي عام 2019 شاركت في مناورة بحرية مشتركة مع روسيا والصين، وفي عام 2020 جرى تزويدها بمنظومات صاروخية دقيقة وصواريخ كروز.
وجاء تحريك المدمرة الإيرانية بعدما أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية يحيى سريع، أمس الأحد، مقتل وفقدان 10 أفراد من عناصرها البحرية إثر هجوم قوات أمريكية على 3 زوارق حوثية.
وأضاف سريع أن الولايات المتحدة تتحمل تبعات هذا الهجوم وتداعياته، معلنًا مسؤولية الجماعة عن استهداف سفينة الحاويات "ميرسك هانجتشو" بالصواريخ، التي قال إنها كانت متجهة إلى مواني إسرائيل.
وكانت وسائل إعلام، منها الجارديان والتليجراف وصنداي تايمز، كشفت، أمس الأحد، أن الحكومة البريطانية "تفكر في توجيه ضربة جوية" لجماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران، في ظل التهديدات التي تمثلها لحركة الملاحة جنوب البحر الأحمر.
ووفق موقع الشرق الأوسط، تعكف لندن على توجيه ضربات ضد الجماعة المدعومة من إيران، في الوقت نفسه نقلت رويترز عن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أنه أبلغ نظيره الإيراني أمير حسين عبداللهيان بأن طهران تتحمل مسؤولية منع الهجمات بالبحر الأحمر.
واليوم، قالت التليجراف إن لندن وواشنطن قد تصدران بيانًا تحذيريًا غير مسبوق لجماعة الحوثي بسبب الهجمات على السفن "البيان لن يحدد أي عمل عسكري، لكن سيحذر الحوثي منه"، ولم يستبعد مسؤولون عسكريون شن غارات جوية، كما أن بريطانيا تدرس إرسال الفرقاطة لانكستر إلى البحر الأحمر لتنضم إلى قواتها هناك، ووصف موقع العربية التطورات قرب مضيق باب المندب بـ"الحراك العسكري غير المسبوق".
وكان القائد الأعلى للقوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط قال إن الحوثيين في اليمن لا يظهرون أي مؤشرات على إنهاء هجماتهم "المتهورة" على السفن التجارية في البحر الأحمر، رغم انضمام المزيد من الدول إلى المهمة البحرية الدولية لحماية السفن في الممر المائي الحيوي وبدء تحسن حركة التجارة، وفقًا لشبكة سكاي نيوز.
وأضاف قائد الأسطول الخامس الأمريكي الأدميرال براد كوبر، أنه منذ الإعلان عن عملية "حارس الازدهار" قبل ما يزيد قليلًا على 10 أيام، أبحرت 1200 سفينة تجارية عبر منطقة البحر الأحمر، ولم تتعرض أي منها لضربات بطائرات مسيرة أو لهجمات صاروخية. وأوضح أنه من المتوقع أن تشارك دول أخرى في عملية الحماية.
ومؤخرًا، تراجعت حركة ناقلات النفط عبر مضيق باب المندب بحدة، وانخفض معدل عبور السفن له خلال الأسبوع الماضي بنسبة 40%، وفق الشرق، فيما ربطت صحيفة الشرق الأوسط التراجع باستنفار دولي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثي.
وشهدت الفترة الأخيرة تزايد هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر، خصوصًا السفن التي يقولون إنها "مرتبطة بإسرائيل"، ردًا على الحرب في غزة. ونفذت جماعة الحوثي اليمنية تهديدها باستهداف أي سفينة أجنبية متجهة إلى إسرائيل، وهو ما وصفته صحف عبرية بأنه "حصار بحري" يقلق تل أبيب، خصوصًا في ظل عدم حسم طريقة التعامل مع هذا التهديد.