استنكر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في خطابه الأول منذ حرب غزة وانطلاق عملية "طوفان الأقصى"، غياب دور زعماء العرب في وقف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وقال "أليس فيكم بعض القوة حتى تفتحوا معبر رفح؟".
وفي رسالته لزعماء العالم العربي، قال "عليكم العمل من أجل وقف العدوان على غزة، ولا يكفي التنديد بل اقطعوا العلاقات واسحبوا السفراء، للأسف كان الخطاب في السابق اقطعوا النفط عن أميركا، واليوم نطلب بوقف التصدير إلى إسرائيل".
وأضاف في خطاب تليفزيوني اليوم الجمعة، أن عملية "طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها فلسطينيًا 100%"، مؤكدًا أن القائمين على التخطيط لها أخفوها "عن الجميع حتى فصائل المقاومة في غزة وعن محور المقاومة، وهذه السرية المطلقة ضمن نجاح العملية الباهر، إذ قطع الطريق على الأعداء والمنافقين بأن يزيفوا ويحرفوا في حقيقة علاقة المقاومة في المنطقة".
وأشار نصر الله إلى أن "انتصار غزة هو مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية، وأولًا وقبل كل الدول هو مصلحة وطنية لبنانية، في العام 1948 عندما تخلى العالم عن الشعب الفلسطيني قام هذا الكيان ودفع الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة تداعيات وآثار هذا القيام، ولبنان من أكثر الدول التي عانت من وجود هذا الكيان الغاصب".
وأكد أن "معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت أن هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي ودولي"، وأن "ما حصل يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الإطلاق على فصائل المقاومة وأصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها".
"طوفان الأقصى أدى إلى زلزال على مستوى الكيان الصهيوني" وفق ما قال نصر الله، موضحًا "أهم ما فعلته العملية أنها كشفت الضعف والوهن والهزال، وأن إسرائيل بالفعل أوهن من بيت العنكبوت".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أكدت اليوم الجمعة، مقتل 9155 شخصًا في قطاع غزة، و144 في الضفة الغربية، وإصابة أكثر من 25 ألف شخص، وتدمير أكثر من 200 ألف وحدة سكنية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأوضحت في بيان اليوم، أن 73% من القتلى هم من الأطفال والنساء وكبار السن، مشيرة إلى توقف 16 مستشفى من أصل 35 جراء القصف الإسرائيلي أو نفاد الوقود، وقالت "لليوم الثاني على التوالي فُتح معبر رفح البري بين غزة ومصر، مما سمح بإجلاء حوالي 60 جريحًا فلسطينيًا إلى مستشفى ميداني مصري، إلى جانب حوالي 400 من حاملي جوازات السفر الأجنبية".
وقال نصر الله إن "الإدارة الأميركية سارعت برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل أن يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد وهو لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة، هذه السرعة الأميركية لاحتضان إسرائيل ومساندتها كشف وهن وضعف هذا الكيان".
وأضاف "مشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو، أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة وإسرائيل هي أداة فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف إطلاق النار".
وأكد دخول حزب الله "المعركة منذ 8 تشرين الأول"، قائلًا "جبهة لبنان استطاعت أن تجذب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى حدود لبنان، وجزء مهم منها هي قوات نخبة ونظامية، ونصف القدرات البحرية الإسرائيلية موجودة اليوم مقابل لبنان وحيفا، نصف الدفاع الصاروخي الإسرائيلي موجه باتجاه لبنان، هذه بعض الثمار المباشرة للمعركة على حدودنا، العمليات أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من المستعمرات وإخلاء عشرات الآلاف في الشمال، وأيضًا مقابل غزة تم إخلاء 58 مستوطنة، وهذا كله يشكل ضغطًا نفسيًا وحياتيًا واقتصايًا وماليًا".
"هذه العمليات على الحدود وفي مزارع شبعا أوجدت حالة من الذعر والقلق لدى العدو الإسرائيلي" وفق نصر الله، الذي شدد على أن "دماء الشهداء تقول للعدو إنك سترتكب أكبر حماقة في تاريخ وجودك إذا ما فتحت جبهة لبنان".
وأبلغت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة بلبنان يوانا فرونتسكا، رئيس الحكومة اللبنانية، بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 22 نوفمبر الجاري بشأن تنفيذ القرار 1701 الخاص بوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2006.
وأكدت المنسقة الأممية عقب لقائها برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الخميس على ضرورة تنفيذ القرار الأممي 1701 والحفاظ على الاستقرار في الجنوب اللبناني.