تعرضت سلسلة المطاعم العالمية "ماكدونالدز" في مصر، منتصف الشهر الجاري، إلى حملة مقاطعة شعبية، بسبب إعلان لـ"ماكدونالدز إسرائيل"، ظهرت فيه وهي تدعم جيش الاحتلال، عبر تقديم وجبات مجانية لجنوده وضباطه، بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
واضطرت "شركة مانفودز- ماكدونالدز مصر"، صاحبة امتياز العلامة التجارية محليًا، إلى نشر بيان على فيسبوك في 13 أكتوبر الجاري، لتؤكد أن لا علاقة لها بما يحدث في إسرائيل، وأنها "شركة مصرية يمتلكها رجل الأعمال ياسين منصور، وتعد من أكبر الكيانات الاقتصادية المصرية، إذ توفر نحو 40 ألف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر لمواطنين مصريين".
وفي 15 أكتوبر أعلنت "مانفودز مصر" التبرع بـ20 مليون جنيه لدعم ضحايا الاعتداء الإسرائيلي على غزة، تماشيًا مع رؤية الحكومة المصرية والإغاثات الموجهة لقطاع غزة.
لكن حملة المقاطعة سرعان ما تطورت إلى أعمال تخريب طالت بعض أفرع ماكدونالدز، ففي 18 أكتوبر حطم عدد من الشباب المشاركين في تظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي في محافظة سوهاج الواجهة الزجاجية لأحد فروع ماكدونالدز بالمحافظة، وقررت إدارة الفرع الإغلاق الكامل وإنهاء العمل بداخله.
الأمر نفسه تكرر في فرع ماكدونالدز بمنطقة الحصري، إذ تعرض للتخريب يوم الجمعة الماضي، أثناء التظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي، ما اضطر قوات الشرطة إلى فرض كردون أمني حول الفرع.
وإزاء أنباء عن اتجاه الإدارة لاتخاذ قرار بتقليل العمالة في الأفرع، بعد سلسلة الخسائر التي طالت الشركة، حاولت المنصة التواصل مع المسؤولين في الشركة لكن دون رد(*).
وفي زيارة ميدانية لفرع الحصري، كان الفرع خارج الخدمة وخاليًا من العاملين، باستثناء عاملين اثنين والمدير.
وعن تأثير المقاطعة على العاملين، قال أحد العاملين بفرع شارع مراد لـ المنصة، فضل إخفاء هويته، إن إدارة الشركة "فتحت الإجازات بعدما كان الحصول على إجازة أمر شبه مستحيل، كما قللت عدد الأيام للعاملين بنظام الشيفتات إلى 3 أيام فقط بالأسبوع، بواقع 9 ساعات في اليوم الواحد".
كما أوضح المصدر أن العمال كانوا يلجأون إلى ساعات العمل الإضافي لتحسين دخولهم، وهو النظام الذي أوقفته الشركة حاليًا.
وفي فرع الدقي، قال عامل لـ المنصة، فضل إخفاء هويته، إن "هناك نوايا بتسريح العمال، إذ يختلق المدراء المشاكل معنا، وعلمنا أن ذلك بهدف تسريحنا، خاصة بعد قرار إلغاء الساعات الإضافية"، وهو ما أكده عامل آخر بفرع اللبيني، قائلًا إن "الإدارة لم تتحدث معهم بشكل مباشر، لكنها لجأت إلى الإجازات الإجبارية وتقليل الساعات، وإتاحة الإجازات المفتوحة للفتيات حال استهداف المطعم، ما جعل الجميع يتوقع الاستغناء عنهم في أي وقت".
وأضاف أن "كل فروع ماكدونالدز أصبحت تعاني بعد حملات المقاطعة، وبحسب أحد المدراء حققنا إيرادات في شيفت واحد 48 ألف جنيه، ده كان إيراد شيفت الدليفري فقط في 9 ساعات، العمال قلقون من تسريحهم، خاصة الفتيات".
"هناك استهداف للعمال في مطاعم ماكدونالدز"، بحسب عامل في فرع كايرو مول، قال لـ المنصة إن "الإدارة رفعت حالة الطوارئ، ووصلتهم تعليمات أنه في حالة استهداف المطعم يدخل الجميع إلى الداخل، ويترك المدير يتعامل مع الموقف. وفي حالة تعرض أحدهم للاعتداء، عليه ألا يرد حتى لا يتعرض للفصل، ومنع أي عامل من الخروج من المطعم باليونيفورم حتى لا يعرض نفسه للخطر".
وتستمر الدعوة لمقاطعة ماكدونالدز على فيسبوك، حتى الآن، ما دفع إنستجرام إلى حجب الوصول إلى الصفحة الرسمية لماكدونالدز إسرائيل، من قبل الحسابات غير المتواجدة في نفس المنطقة.
(*) حذفت المنصة أسماء المسؤولين الذين تواصلت معهم في "مانفودز مصر" بطلب منهم.