شهدت نتيجة امتحانات الثانوية العامة، تسريبًا لمئات الأرقام الخاصة بالطلاب، مساء الأحد، فور اعتمادها رسميًا من وزير التربية والتعليم رضا حجازي، في وقت أعلن الوزير، خلال مؤتمر صحفي اليوم، إحالة 641 طالبًا وطالبة إلى النيابة العامة، بتهمة المشاركة في تصوير ونشر الأسئلة على مواقع التواصل، على أن يتم اعتبار كل هؤلاء راسبون في جميع المواد لعاملين.
وكشف مصدر قيادي مطلع للمنصة، وهو من الدائرة المقربة من الوزير، أن الأخير اجتمع صباح اليوم قبيل المؤتمر الصحفي، بنائبيه للثانوية العامة، رمضان محمد، رئيس المركز القومي للامتحانات، وخالد عبدالحكم، مدير الإدارة العامة للامتحانات، واستفسر منهما عن كيفية خروج كل هذه النتائج دفعة واحدة، مطالبًا بمعرفة المتسبب في ذلك.
وقال المصدر، إن الوزير "أبدى سخطه الشديد من كم النتائج الموجودة على السوشيال ميديا"، وأبلغ نائبيه، بحتمية الوصول إلى المتورطين في ذلك "دون تحقيق رسمي"، ولكن "يجب التحري عن هوية من يقفون وراء خروج النتائج بهذا الكم، ما دفع الناس لاتهام الوزارة بأنها سربت النتيجة لفئات بعينها.
ولم يحدد المصدر، ما إذا كان الوزير ينوي مساءلة المتورطين في خروج هذه النتائج أم لا، لكنه "تمسك بمعرفة المتورطين في ذلك، ثم يتم تحديد طريقة التعامل معهم"، لافتًا إلى أن أكثر ما أزعج الوزير، وجود تعاقد مع الشركة المتحدة التي تمتلك الكثير من المواقع الإخبارية، بشراء النتيجة حصريًا، وهو ما يضعه في حرج مع الشركة.
ورصدت المنصة، منذ الساعة العاشرة من مساء أمس الأحد، وجود مئات الأوراق التي تتضمن نتائج لطلاب بالثانوية العامة، متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، وسط غضب من كثيرين، خاصة وأن الوزارة كانت اكتفت بالإعلان عن اعتماد النتيجة فقط، دون تحديد موعد إتاحتها لعموم الطلاب.
وحسب المصدر القيادي، فإنه "قد يكون من المستحيل تحديد هوية المتورطين في إتاحة النتيجة لبعض الطلاب قبل موعدها، لعدم وجود باركود سري يخص نتيجة كل قطاع من قطاعات الوزارة، ويمكن لأي أحد الحصول على فلاشة عليها النتيجة كاملة، وهو ما سهل وصول النتيجة إلى بعض جروبات المعلمين وأولياء الأمور، في سابقة تحدث لأول مرة تقريبًا".
وتأكدت المنصة، من تداول نسخة من نتيجة الثانوية العامة، عبارة عن فايل كامل به كل أرقام الجلوس، على جروبات واتس آب، يمكن تحميله بسهولة، وذلك في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، أي قبل نشرها في المواقع الإخبارية التي تملك حق بث النتيجة.
وقال المصدر ذاته إن حالة الغضب داخل بعض المواقع الإخبارية المتعاقدة على إعلان النتيجة، كان السبب في موافقة الوزارة على تسليم "سي دي" النتيجة لها في العاشرة صباحًا، قبل الموعد المحدد مسبقًا، والذي كان مقررًا عقب المؤتمر الصحفي للوزير بساعتين.
وخلال المؤتمر الصحفي، أعلن الوزير إحالة 641 طالبًا وطالبة إلى النيابة العامة، بتهمة المشاركة في تصوير ونشر الأسئلة على السوشيال ميديا، على أن يتم اعتبارهم راسبين في جميع المواد لعامين.
ويتناقض هذا الرقم، مع الإحصائيات التي كانت تنشرها الوزارة عقب كل امتحان، حيث رصدت المنصة، أن جميع البيانات الرسمية التي صدرت لم يتخطَ عدد المضبوطين فيها بتهمة التصوير ونشر الأسئلة، أكثر من 38 طالبًا.
ولم يُسمح للصحفيين خلال المؤتمر بطرح أي سؤال على الوزير، الذي اكتفى برصد درجات النجاح وإعلان المؤشرات ونسب الرسوب، وأسماء الأوائل، والتأكيد على نزاهة وعدالة الامتحانات، بعكس المتعارف عليه كل عام.
واعترف الوزير، بأنه "تمت إعادة تصحيح أوراق بعض اللجان بعد أن قدم رؤسائها تقاريرًا عن شبهات غش"، لكنه لم يعلن تفاصيل نتيجة تصحيح تلك اللجان، أو الإجراءات التي تم اتخاذها مع الطلاب الذين أدينوا بالغش، مكتفيًا بالقول "حققنا العدالة بين الجميع".
وقال مصدر قيادي آخر، بالإدارة العامة للشؤون القانونية والتحقيقات بالوزارة للمنصة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "هناك حالات حجب للنتيجة، طالت عشرات الطلاب، لكن لم نعلن ذلك"، معقبًا "الكلام ده حصل في بعض اللجان اللي كان فيها نتائج مريبة، ولقينا فيه طلبة واصلة لأعلى من 95% بترتيب أرقام الجلوس".
وأضاف "ده كان جزء من أسباب تأخر إعلان النتيجة، لأن كان فيه تحقيقات موسعة، ولجان اتشكلت علشان تراجع التصحيح، وكان فيه طلبة من اللجان دي مجاميعها قريبة من درجات أوائل الثانوية العامة، وده كان في سوهاج وقنا وكفرالشيخ والجيزة والإسكندرية وبني سويف".