طالب حقوقيون وأعضاء مؤسسات وجمعيات أهلية بإعادة النظر في مشروع قانون التحالف الوطني للعمل الأهلي الذي وافق عليه مجلس النواب، موافقة نهائية، قبل انتهاء دور الانعقاد في 11 يوليو/تموز الجاري.
وحذر المشاركون في ملتقى العمل الأهلي الأول، الذي نظمته مؤسسة المرأة الجديدة على مدار يومي السبت والأحد، من تأثير قانون التحالف الوطني على استقلال الجمعيات والمؤسسات الأهلية في مصر، والتمييز بين أعضاء التحالف وغيرهم من منظمات العمل الأهلي.
وقرر القائمون على الملتقى العمل على إعداد ورقة موقف تتضمن تأثيرات القانون على العمل الأهلي، ومخاطبة المنسق العام للحوار الوطني، ضياء رشوان لعقد جلسة خاصة لمناقشته.
ووافق مجلس النواب على مشروع القانون الذي قدمه رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب طارق رضوان، والخاص بالتحالف الوطني للعمل الأهلي، الذي انطلق في مارس/آذار 2022، ويجيز مشروع القانون بقرار من رئيس الجمهورية إنشاء تحالف وطنـي للعمـل الأهلـي التنمـوي، غيـر هـادف للربح، وينص على أن "يتمتع التحالف برعاية رئيس الجمهورية وعنايته".
ورغم الانتقادات التي وجهها عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للجمعيات الأهلية عاصم الخولي لمشروع القانون واعتراضه على صياغته، ووصفه بأنه تضمن "مغالطات قانونية"، أجاب عن سؤال المنصة بشأن خطورة هذا التحالف وتأثيره على العمل الأهلي بأنه "تحالف مستقل"، وبشأن دستورية مشروع القانون والتمييز بين الجمعيات ومنح التحالف امتيازات خاصة، قال الخولي إن "الامتيازات ممنوحة للتحالف وليس للجمعيات"، فيما لم يرد على استفادة هذه الجمعيات من المزايا التي نص عليها مشروع القانون.
واعتبرت مدير برنامج الحقوق الاقتصادية للنساء بمؤسسة المرأة الجديدة مي صالح، مشروع القانون "يميز بين الجمعيات ويقلل فرص الجمعيات غير الأعضاء فيه".
من جهتها، دعت الناشطة السياسية كريمة الحفناوي، للعمل المشترك بين المنظمات والجمعيات المختلفة وتشكيل مجموعات ضغط ولجان استماع لمناقشة قانون التحالف الوطني للعمل الأهلي.
وقالت خلال الملتقى "نعمل غاغة لاتحاد الجمعيات الأهلية وإلا القانون هيمر"، وشبهت التحالف الوطني للعمل الأهلي بتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التي تضم ممثلين من الشباب عن الأحزاب السياسية، وقالت "كفاية تنسيقيات، التحالف هو تنسيقية للعمل الأهلي، مفروض العمل الأهلي عمل مستقل".
بينما حذر عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان عصام شيحة من أثر صدور القانون على العمل الأهلي، مؤكدًا "ضرورة إعادة النظر فيه مرة أخرى".
وسبق وشارك الرئيس في المؤتمر الأول للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في يناير/كانون الثاني الماضي، وقدم التحالف الذي يضم نحو 24 جمعية أهلية بخلاف الاتحادات النوعية والإقليمية، عددًا من المبادرات للأسر الأكثر احتياجًا في عدد من المحافظات، تضمنت تقديم الدعم النقدي والغذائي.