الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة، فيسبوك
الرئيس عبد الفتاح السيسي يشهد اختبارات المعلمين 3 أبريل 2023

السيسي وعسكريون يختبرون "المعلمين"

أحمد محمد
منشور الأربعاء 31 مايو 2023 - آخر تحديث الأربعاء 31 مايو 2023

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، جانبًا من الاختبارات التي تعقد للمتقدمين للالتحاق بوظائف بوزارة التربية والتعليم، وتتم بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الـدفاع والإنتاج الحربي، والدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، والفريق أشرف سالم زاهر مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة ومسؤولي وزارة التعليم، وفق بيان رئاسي صدر مساء الثلاثاء.

وأكد مصدر قيادي بوزارة التعليم، للمنصة، وهو من الدائرة المقربة للوزير، ومسؤول رفيع بقطاع الإدارة الاستراتيجية، أن الاختبارات التي حضرها الرئيس السيسي كانت عبارة عن "كشف هيئة نهائي"، لمن اجتازوا الاختبارات والتدريبات المرتبطة بمسابقة الـ 30 ألف معلم، قبيل بدء إجراءات التعاقد معهم رسميًا، عن طريق المديريات التعليمية بالمحافظات.

ووفق البيان الرئاسي، فإن السيسي تابع عبر منظومة تسجيل نتائج الاختبارات الإلكترونية، كافة البيانات الخاصة بالمتقدمين، وما حققوه مـن نتائج أثناء تأديتهم مراحل الاختبارات المختلفـة حتى وصولهم إلى مرحلة الاختبار النهائي.

وحسب البيان "أكد الرئيس حرص الدولة على اتباع أعلى المعايير لانتقاء أفضل الكوادر المؤهلة علميًا وفنيًا وشخصيًا، وذلك بعد اجتيازهم لفترة تدريب شاملة ومتكاملة، وفقا لأحدث وسائل وبرامج التدريب والتأهيل الفني والشخصي التي تتناسب مع طبيعة عملهم وتؤهلهم لأداء مهامهم وتحمل مسؤولياتهم بكفاءة، في إطار جهود الدولة لتحديث الجهاز الإداري بالتركيز على تطوير العنصر البشري والاهتمام بالإنسان والعمل على تحقيق تحسن ملموس في مستوى تقديم الخدمات العامة للمواطنين".

وقال المصدر، إن التدريبات التي خضع لها المرشحون للتعاقد معهم، داخل الأكاديمية العسكرية، كانت طبية ونفسية ورياضية، وصولًا إلى المرحلة النهائية بكشف الهيئة، في ظل وجود قرار رئاسي بعدم إتمام إجراءات التعيين لأي عنصر جديد في الجهاز الإداري بالدولة، دون خوض الاختبارات المؤهلة للتعيين، عن طريق نفس الجهة، لمزيد من "الانضباط واختيار العناصر الكفء فقط".

وهذه المرة الثانية التي يشهد فيها السيسي، ومسؤولون عسكريون، على رأسهم وزير الدفاع، جانبًا من اختبارات المتقدمين للالتحاق بوظائف بوزارة التربية والتعليم، التي تُعقد بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية، حيث سبق وحضر في الثالث من أبريل/ نيسان الماضي، اختبارات مماثلة، لكنها كانت آنذاك خاصة بالشباب المتقدمين لوظيفة مدير مدرسة.

وجرى العرف أن يشارك السيسي في الاختبارات النهائية للطلاب المتقدمين للكليات العسكرية، مثل الحربية والشرطة، لكنه أصبح يشارك في اختبارات المتقدمين للالتحاق بعدد من الوظائف المدنية، مثل التربية والتعليم والهيئات التابعة لوزارة النقل، التي حضرها أيضًا في فبراير/ شباط الماضي.

ولم تحدد مؤسسة الرئاسة، في بيان الأمس، هوية المتقدمين للوظائف الذين التقاهم السيسي، لكن المصدر القيادي قال للمنصة، إنهم "الذين انطبقت عليهم شروط التعاقد ضمن مسابقة المعلمين، لكنهم لم يتعرضوا داخل الأكاديمية العسكرية لاختبارات تربوية، بل اقتصر الأمر على النواحي الطبية والرياضية والنفسية والسلوكية، وأخيرا الهيئة العامة (المظهر)".

وأضاف المصدر أن "المفروض إن الحصول على دورة التأهيل داخل الأكاديمية العسكرية لمدة 6 شهور أصبح من شروط التعيين في الحكومة، لكن بالنسبة لـ30 ألف معلم، فمش هيطبق عليهم الشرط ده، كاستثناء، علشان عددهم كبير جدًا، وكان الاتفاق إننا ندربهم تربويًا ونختبرهم ذهنيًا من خلال الجامعات الحكومية، وبعدين يروحوا الأكاديمية العسكرية يكملوا فترة الاختبارات المؤهلة للتعاقد"، معقبًا "الرئيس عايز معلمين بمواصفات خاصة جدًا، علشان كده في تشدد في الاختبارات".

وتتضمن شروط مسابقة الـ 30 ألف معلم، وفق ما أعلن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة قبيل بدء التقديم رسميًا، أن يكون متمتعًا بالجنسية المصرية، محمود السيرة، حسن السمعة، وألا يكون سبق الحُكم عليه بعقوبة جنائية أو بعقوبة مقيدة للحرية في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ما لم يكن قد رُد إليه اعتباره، وألا يكون قد سبق فصله من الخدمة بحكم أو قرار تأديبي نهائي، ما لم يمض على صدوره أربع سنوات على الأقل، وألا يزيد سن المتقدم عن 40 عامًا من تاريخ نشر تفاصيل الإعلان.

وتضمنت الشروط أيضًا، أن يكون المتقدم خريج أحد الأقسام بكلية التربية أو التربية النوعية، والتقدير العام للمتقدم (مقبول) فأعلى، و"يجتاز الامتحانات المقررة لشغل الوظيفة، والكشف الطبي، وتحليل المخدرات لمن اجتازوا الامتحانات".

وكانت الاختبارات التي خضع لها المتقدمون للمسابقة، في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بالقاهرة، عبارة عن امتحانات في التخصص الأكاديمي، والسمات الشخصية والنفسية والثقافة العامة، والمهارات التكنولوجية، واللغة، أي أن كافة شروط المسابقة للذين اجتازوا الاختبارات والامتحانات، لم تتضمن، مسبقًا، خضوع الناجحين لاختبارات أخرى، طبية ونفسية ورياضية وكشوف هيئة.

الوظيفة محفوظة ولو بعد الاستبعاد

وعقّب المصدر القيادي حول إمكانية استبعاد أي خريج في الكشوفات الطبية والنفسية والرياضية وغيرها من الاختبارات التي تُجرى في الأكاديمية العسكرية، قائلًا "هذا لم يتضح بعد لأن الانتهاء من اختبار 30 ألف شخص سيأخذ وقتًا طويلًا"، ولكن هذه شروط وضعتها الدولة لاختيار أفضل الكفاءات التي تعمل بوظيفة معلم، وإن لم تكن معلنة عند الإعلان عن المسابقة وشروطها وإجراءاتها، غير أنه "لا خلاف على حاجة المدارس لمعلمين منتقين بعناية".

قانونًا، قالت المحامية المتخصصة في القضاء الإداري أسماء حلمي، وسبق لها رفع قضايا للمعلمين لتعديل الأجور وتعديل أساسي المرتب، إنه "يحق لأي متقدم في وظيفة 30 ألف معلم، يمكن استبعاده من التعاقد أو التعيين، لأسباب وإجراءات لم يتم الإعلان عنها وقت نشر المسابقة، اللجوء للقضاء، للمطالبة بحقه في حفظ الوظيفة، طالما أن إجراءات التعاقد أو التعيين تغيرت، وتعرض لضرر أدى لاستبعاده".

وأضافت للمنصة، مساء الثلاثاء، أنه "يحق للحكومة وضع شروط صارمة لانتقاء أفضل العناصر في أي وظيفة، ولكن أن يكون ذلك معلن مسبقًا عند فتح باب التقديم، ويكون أيضًا متسقًا مع القوانين المنظمة للتعاقد أو التعيين أو الترقيات، معقبة "دي إجراءات قانونية بحتة، وإن كانت الدولة محقة في ضرورة انتقاء الكفاءات، ولكن قانونا يجب الالتزام بإجراءات الاختبارات والشروط المتفق عليها، لا تعديلها لاحقا".

وكان يفترض التعاقد مع الناجحين في اختبارات الـ 30 ألف معلم، مطلع الفصل الدراسي الثاني (11 فبراير الماضي)، وفق تأكيدات سابقة لوزير التربية والتعليم رضا حجازي، الذي أعلن، في مؤتمر صحفي يوم 2 فبراير، أن الوزارة تسلمت نتيجة الـ 30 ألف معلم، على أن يتسلموا العمل بداية الفصل الدراسي الثاني، وسيتم عمل العقود الخاصة بهم داخل المديريات، وسيكون توقيع العقد في الإدارة التعليمية التي تقدّم لها المعلم.