بسم الله الرحم الرحيم،
أخي فخامة الرئيس ماكي سال، رئيس الاتحاد الإفريقي،
أخي فخامة الرئيس بول كاجامي، رئيس لجنة توجيه رؤساء دول وحكومات النيباد،
السادة رؤساء دول وحكومات لجنة توجيه النيباد،
السيد موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي،
السيدة نردوس بكيلي توماس، المديرة التنفيذية لسكرتارية الوكالة،
أود في البداية أن أتقدم بخالص الشكر لأخي فخامة الرئيس بول كاجامي، على ما بذله من جهود خلال فترة توليه رئاسة اللجنة على مدار السنوات الثلاث الماضية. لا سيما في ظل التحديات الجمة خلال تلك الفترة.
كما أشكركم على ثقتكم الغالية التي منحتموني إياها لتولي رئاسة اللجنة خلفا للرئيس كجامي، وأود في ذات السياق أن أعرب عن التقدير للرئاسة السنغالية للاتحاد الإفريقي على مدار عام كامل، التي شهدت جهدًا خالصًا من جانب أخي فخامة الرئيس ماكي سال لدعم مواقف القارة الإفريقية، والدفاع عن مصالحها في مختلف المحافل الدولية.
كما أود الإشادة في هذا الصدد بنتائج القمة التي استضافتها السنغال مطلع شهر فبراير الجاري لتمويل مشروعات البنية التحتية بالقارة.
السيدات والسادة،
لا شك أن الأزمة الاقتصادية الدولية التي نمر بها تقوض من جهود التنمية في قارتنا الإفريقية، الأمر الذي يستلزم النظر في موارد تمويلية جديدة، وغير تقليدية. كما يتطلب بذل الجهد مع شركاء القارة في حل أزمة الديون المتراكمة، بما يمكن القارة من استعادة وتيرة التعافي الاقتصادي.
واسمحوا لي في هذا الصدد أن استعرض معكم أولويات رئاسة مصر لوكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية النيباد خلال الفترة من 2023 إلى 2025، والتي تمثل أهدافًا ستسعى مصر جاهدة لتحقيقها بالتعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة، ومن خلال سكرتارية الوكالة.
أولًا: تكثيف جهود حشد الموارد المالية في المجالات ذات الأولوية بالنسبة للقارة. ومن بينها تطوير البنية التحتية بما يصب مباشرة في صالح تحقيق أهداف أجندة التنمية الإفريقية 2063، لا سيما من خلال حشد التمويل لقائمة المشروعات ذات الأولوية في مجال البنية التحتية، والتي تتضمن 69 مشروعات خلال الفترة من 2021 إلى 2030. من بينها مشروع خط الربط الملاحي بين بحيرة فكتوريا والبحر المتوسط، والذي أشرف بتولي ريادته، وكذا طريق القاهرة كيب تاون ضمن مشروعات أخرى ذات أهمية لدولنا.
ثانيًا: التركيز على محور التحول الصناعي، والبناء على ما ت تحقيقه من نتائج خلال القمة الإفريقية الاستثنائية حول التصنيع التي انعقدت في ميامي في نوفمبر 2022، وبما يضمن تطوير سلاسل القيمة المضافة القارية التي أصبحت تمثل ضرورة قصوى، خاصة بعد تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.
ثالثًا: الإسراع في تحقيق الآمال المستهدفة من اتفاقية التجارة الحرة القارية، مع دعم الدول الإفريقية لتعظيم الاستفادة مما ستتيحه الاتفاقية من فرص للاندماج في الاقتصاد العالمي، ومن زيادة فرص العمل، خاصة بين قطاعات الشباب والمرأة.
رابعًا: تأكيد أهمية مشاركة الدول الإفريقية لخبراتها في مجال البنية التحتية، إذ انخرطت مصر في تجربة تنموية رائدة في هذا المجال على مدار الأعوام الثمانية الماضية. كما أود الإشارة في هذت الصدد إلى مشروع تنموي ضخم وهو سد جوليوس نيريري في تنزانيا، الذي يعد نموذجًا يحتذى به للتعاون بين الدول الإفريقية في المجال التنموي، ويتم تنفيذه بأياد مصرية وتنزانية، ونحن على أتم استعداد لمشاركة خبرات الشركات المصرية مع الدول الإفريقية الشقيقة الأخرى.
خامسًا: تكثيف التعاون والتنسيق مع الشركاء الدوليين، ومؤسسات التمويل الدولية لسد الفجوة التمويلية في مشروعات التنمية المستدامة، وتخفيف أعباء الديون عن الدول الأكثر تضررا مع الاستفادة من المبادرات الجديدة التي يتم طرحها خلال قمم الشراكات التابعة للاتحاد الإفريقي.
السادة الحضور،
أتطلع للتنسيق بشأن أولويات الرئاسة المصرية للنيباد مع أشقائي أصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات، أعضاء اللجنة التوجيهية، والتعرف على مقترحاتهم في هذا الصدد، إذ تأتي رئاسة مصر للنيباد تمثيلًا لدول القارة الأشقاء، حيث تمثل تلك الأولويات أهدافًا نتشارك في تطلعنا لتحقيقها، تلبية لطموحات شعوبنا وسعيًا لتحقيق التنمية التي نصبو إليها.
شكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألقيت الكلمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث شارك الرئيس في أعمال الدورة ال 40 للجنة التوجيهية لرؤساء الدول وحكومات الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقي "النيباد"، وذلك بمشاركة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية الأعضاء.