نص كلمة السيسي في جلسة "الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ لمواجهة التغيرات المناخية" 11/1/2022
شكرا جزيلا، واسمحولي في البداية إن أنا أرحب بيكم وأشكركم على، يعني، ال، التناول اللي أثرى هذا الموضوع المهم جدا في حياتنا وحياة العالم كله. وأشكركم على إن إنتم أعطيتوا قوة دفع جيدة للمؤتمر اللي إحنا هانعمله إن شاء الله في شرم الشيخ في نهاية هذا العام.
أنا يمكن هاتكلم بطريقة مختلفة شوية.. يعني، الإنسان هو المخلوق الوحيد اللي موجود على الأرض اللي ممكن يدمر، بس ممكن كمان يصلح. الإنسان هو المخلوق الوحيد اللي ممكن يدمر ويهدم، لكن هو كمان أيضا اللي عنده القدرة إنه يبني ويصلح.
فأنا، مش هاقول إن أنا، يعني، مش مستشعر الخطر اللي إنتوا اتكلمتوا فيه، واللي كلنا بنتكلم فيه.. ويمكن هاكلمكم عن تجربة مصر اللي إحنا، باختصار يعني، خلال السنين اللي فاتت.
لكن أنا قلت إن الكلمة دي أبدأ بيها للناس اللي بتسمعنا، سواء في مؤتمر هنا، أو الشباب اللي هايمشي من عندنا ويسافر لبلده، لازم تعرفوا إن إنتم، إنتم ربنا سبحانه وتعالى خلق الإنسان وقادر على الإعمار والتنمية، وبالتالي أي شكل من الأشكال اللي بيحصل من تطورات سلبية، ثقوا إنه آليات العمل الإنساني، مش بتكلم في سياسة ولا مابتكلمش في تمويل ولا بتكلم في التكنولوجيا ولا بتكلم في قطاع خاص، دي آلية آآ هائلة، موجودة، يستطيع من خلالها الإنسان إنه يتعامل مع الموضوع.
هادي مثال صغير كدا، بعد كدا أرجع مرة تانية.. كان في نيويورك وفي الدول آآ في الولايات المتحدة، من 100 سنة او أكتر شوية، 120، 130.. كان حجم، أنا آسف، حجم روث، روث مخلفات الخيول اللي موجودة، كانت تصل في بعض الأماكن إلى 5 أدوار، وكانت بتسبب في مقتل آلاف من البشر، نتيجة استخدام المركبات اللي بيجرها الخيل في ذلك الوقت.
وكان بداية التحرك الإنساني بردو، اللي هو إن، زي مابقول دايما في كل محنة، وفي كل أزمة، في فرصة. كان بداية صناعة السيارات في أمريكا في ذلك الوقت، وكان الفرصة شافها صانع ال، السيارات الشهير "فورد"، وابتدت من خلال ال، الموقف ده، يبقى في صناعة السيارات اللي إحنا بنشوفها دلوقتي اللي هي ليها تأثير على حجم الانبعاثات في الكون.
إحنا بنقول إن في 8 سنين قادمين، اللي بقوله ده مش معناه إن إحنا، كـ.. يعني، كمسؤولين، كمهتمين، حتى كمستمعين، إن مافيش خطر. لكن اللي لازم تتأكدوا منه، إن الخطر ده هايتم مجابهته، وهايتم التعامل معاه. مجابهته والتعامل معا هزي ما قلت كدا من، من الجميع، من الجميع بشكل أو بآخر.
لأن جواه فرصة، تصوروا.. إحنا في كام مليون سيارة في العالم؟ أتصور مئات الملايين، في العالم كله. تصوروا في خلال ال8 سنين دول حجم السيارات الكهربائية اللي ممكن تطلع، أو عالأقل الغاز والكهربا، ممكن تبقى قد إيه؟ 10%؟ 20%؟ 30%؟ هي دي الفرصة، هي دي الفرصة اللي هاتوفرها. هاتعمل إحلال لحجم ضخم جدا من السيارات اللي بتستخدم ال، يعني، الطاقة الأحفورية، سواء كان سولار أو، أو.. أو بنزين، ويتحول إلى غاز أو كهربا.
إحنا في مصر، كنا شايفين ده، زي ما كل الناس كانت شايفاه. بس اتحركنا، اتحركنا فيه بسرعة كبيرة جدا جدا.. أنا بتكلم عالسيارات.. ومن 5 سنين كنا بنتكلم مع شركات السيارات إن إحنا مستعدين هنا في مصر يكون لينا شراكة مع الشركات ديت لإقامة صناعة سيارات كهربائية في مصر، وابتدينا نعمل، مش هانعمل.. ابتدينا نعمل مبادرات لإحلال السيارات، أولا بالغاز، ثم عندما يتوفر لينا صناعة السيارات الكهربائية زي ما قال دولة الرئيس إن إن شاء الله اعتبارا من 2023، هايكون أول سيارة كهربائية مصرية تم إنتاجها، ده معناه إن إحنا كدولة، لأن إحنا عارفين إن السيارة دي تكلفتها غالية، وبتحتاج بنية أساسية ضخمة، عشان تبقى، يبقى ممكن السيارة دي تعمل بشكل أو بآخر. إحنا بنتحرك كدولة في هذا المجال.
زي ما بقول، لو كلنا تصورنا، أو كلنا كدول والقطاع الخاص شاف الفرص اللي موجودة في عملية الإجراءات اللي بتتعمل لمجابهة التغير المناخ، هايتحرك وهايشتغل فيها.
هاديكم بردو مثالين لحاجة إحنا عملناها في مصر هنا، وكانت بالنسبالنا أتصور إنها فرصة.. الدكتور مصطفى اتكلم على موضوع البحيرات اللي كانت موجودة، وحجم التلوث اللي كان موجود فيها.. أنا بتكلم على موضوع بقاله عشرات ويمكن مئات السنين ماحدش اقترب منه هنا في مصر. إحنا دخلنا في برنامج بقالنا 4 سنين لتطهير جميع هذه.. لتطهير هذه البحيرات.. ماهو العمل ده وإحنا بنعمله هايترتب عليه تشغيل للناس القائمين على عملية التطهير، ثم أيضا ستتحول هذه البحيرات إلى طاقة اقتصادية مناسبة بعد ما يتم تطهيرها وتجهيزها.
المشروع بتاع حياة كريمة اللي طرحه بردو دولة الرئيس على إن إحنا بنغير حياة 60 مليون، سواء كان بإن إحنا بنعمل تبطين للترع.. إحنا بنتكلم على 40000 كيلو متر من الترع، هايكلفونا أكتر من 80 مليار جنيه.. هم ال80 مليار جنيه دول مش دول فرصة عمل متاحة للناس القائمين على عملية التبطين؟ هم مصانع مواد الأسمنت والحديد اللي بتشتغل، دي هاتبقى فرصة عمل للناس اللي بتقوم بهذه الصناعة؟ ثم وسائل النقل وحاجات أخرى كثيرة..
إذن، رغم إنها، يعني، محنة.. إن إحنا كان عندنا هذا الأمر وعايزين نغيره، وهايكلفنا تكاليف كثيرة جدا جدا، لكن هو في النهاية هايبقى في فرص جواه، بالإضافة طبعا للهدف الرئيسي منه اللي هو الإصلاح عملية المناخ.
الكلام دهب ينطبق أيضا عندنا هنا في.. لما جينا نتكلم على شبكة الطرق في مصر، كتير من المتابعين لينا كانوا بيجدوا إن إحنا مبالغين في حجم المشروع القومي للطرق في مصر. شايفين إن إحنا بنتكلم على حارات كثيرة جدا، 6 و7 و8 حارات، بنسب كبيرة جدا.. طب ده كتير.. ده عشان نقلل أي شكل من أشكال التوقف للعربيات عشان نقلل من حجم الانبعاثات اللي بتتم.
لو كلمتكوا على الموضوعات اللي إحنا تصدينا ليها في مصر هنا، ولقيناها إنها بتحقق، رغم إنها بتكلفنا أموال، لكن هي كمان رغم إنها بتعالج، أو.. إحنا ماعندناش مشكلة انبعاثات، مصر، زي ما اتقال في التقديم، انبعاثاتها من الكربون تكاد تكون لا تُذكر، ولكن بالرغم من كدا إحنا اشتغلنا، وانتبهنا لهذا الأمر، وبنتحرك فيه بقوة وبفاعلية وبنقول إن جواه فرصة.
زي ما بقول كدا لشبابنا. الإرادة بتاعة التغيير. إرادة تغيير الواقع بتاع هدم أو تلوث الكون اللي إحنا عايشين فيه، أو الأرض اللي إحنا عايشين عليها. بقولكم، المؤتمر زي اللي إحنا فيه، والتناول الإعلامي اللي بيتم، ووسائل الاتصال اللي بتتم، هي عبارة عن.. عبارة عن إخطار مستمر بالخطر، هايولد ثقافة لمجابهة هذا الخطر، هايتحرك من خلاله الجميع.. السياسيين زي ما اتقال، والتمويل زي ما اتقال، والقطاع الخاص، لأن جواه فرصة. لما تيجي تقول إن أنا هاغير 200، 300 مليون عربية خلال 20،30 سنة من طاقة أحفورية إلى طاقة الكهربا، أتصور إن ده هايبقى فرصة، وهايبقى النتايج...
مش الإنسان اللي هايدمر الوجود.. مش الإنسان اللي هايدمر الوجود.. الإنسان هايفضل يبني ويعمر حتى يعتقد إن هو سيد الوجود. ساعة لما يعتقد إنه سيد الوجود.. خلاص.. تنتهي ال.. ينتهي الوجود.. شكرا جزيلا (تصفيق)
...
ألقيت الكلمة في مدينة شرم الشيخ، خلال بدء أعمال منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، وعدد كبير من الشباب وأصحاب الرؤى والمبادرات من مختلف دول العالم.
...