بسم الله الرحمن الرحيم،
أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون،
رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة،
السيدات والسادة الحضور،
إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بأخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون في أول زيارة رسمية له إلى بلده الثاني مصر. متمنيًا له إقامة طيبة. وأغتنم هذه المناسبة لأعرب عن تقدير مصر البالغ للروابط التاريخية العميقة التي تجمعها مع الجزائر، في ظل علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين، ووحدة مصيرهما، وأهدافهما المشتركة.
لقد أجريت اليوم مع فخامة الرئيس تبون مباحثات مكثفة وبناءة، تناولنا خلالها مختلف الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل بين البلدين، وقد عكست المشاورات إرادتنا السياسية المشتركة نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب.
وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون وآليات التشاور والتنسيق على كافة المستويات. أخذًا في الاعتبار التحديات المشتركة التي تواجه مصر والجزائر، ومنها تحقيق التنمية الشاملة ومواجهة التدخلات الخارجية في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وصون مفهوم الدولة ودور مؤسساتها الوطنية.
وفي هذا السياق، فقد توافقنا على ما يلي:
تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وتذليل أي عقبات في هذا الخصوص، بما يحقق أهداف التنمية الشاملة في البلدين، ويعظم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
توجيه الأجهزة المعنية في البلدين بسرعة بدء إجراءات الإعداد لعقد الدورة المقبلة لكل من اللجنة العليا المشتركة، وآلية التشاور السياسي، بما يخدم جهود دعم العلاقات وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين، وتعزيز أطر التعاون والتنسيق إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
استمرار التعاون المكثف في مجال مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، وضرورة تبني المجتمع الدولي لمقاربة شاملة للتصدي للإرهاب بمفهومه الشامل ومختلف أبعاده. إلى جانب مواصلة مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية، بدون استثناء أو تفرقة، وتكثيف الجهود لتقويض قدراتها على استقطاب أو تجنيد عناصر جديدة، وتجفيف منابع تمويلها.
وقد ثمنت في هذا السياق جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء في ظل التحديات بتلك المنطقة.
على جانب آخر، تناولنا آخر المستجدات المطروحة على الساحة العربية، حيث توافقنا في الرؤى على أهمية دفع آليات العمل العربي المشترك، بما يهدف إلى صون الأمن القومي العربي، وحماية وحدة وسيادة مقدرات الدول العربية.
ولا يفوتني في هذا الصدد أن أعرب عن خالص تنميات مصر للجزائر الشقيق بالتوفيق والنجاح في رئاسة القمة العربية المقبلة.
وقد بحثنا آخر تطورات القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحقيق تطلعاته في دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما تناولنا مستجدات الأزمة الليبية، حيث توافقنا في الرؤى على ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب بدون استثناء، وفي مدى زمني محدد، تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومخرجات مساري باريس وبرلين، وبما يعيد لليبيا إلى الليبيين.. وبما يعيد ليبيا إلى الليبيين ويحقق وحدتها وسيادتها واستقرارها.
من ناحية أخرى، فقد تناولنا قضية الأمن المائي المصري، كونه جزءًا من الأمن القومي العربي، وتوافقنا على ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية لمصر باعتبارها قضية مصيرية. وقد ثمن الرئيس تبون من جانبه الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق شامل ومنصف بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
كما اتفقنا على تعزيز جهودنا.. جهودنا المشتركة على الساحة الأفريقية، في ظل الدور المهم الذي تضطلع به كل من مصر والجزائر في هذا الشأن. واستمرار التنسيق والتعاون في إطار الاتحاد الأفريقي، ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن والتنمية في القارة الأفريقية، بما يمكنها من تجاوز أي تحديات تواجهها وتحقيق الرخاء والاستقرار لسائر أبناء قارتنا الأفريقية.
أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لقد أسعدني لقاءكم اليوم، وإنني لأتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين بلدينا، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويلبي تطلعاتها، متمنيًا للجزائر الشقيق كل الخير والاستقرار والرفاهية تحت قيادتكم الحكيمة، وأجدد ترحيبي بكم في بلدكم الثاني مصر.
أرحب بيك فخامة الرئيس، اتفضل. (تصفيق)
...
ألقيت الكلمة في القاهرة بقصر الاتحادية، وذلك بحضور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والوفد المرافق له، وعدد من الصحفيين.
...
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط