بسم الله الرحمن الرحيم،
السادة رؤساء الدول والحكومات،
السيدات والسادة الحضور،
اسمحوا لي أن أتوجه إليكم جميعا بخالص الشكر والتقدير على ما بذلتموه اليوم من جهود ملموسة ومناقشات مثمرة وبناءة للانتهاء من جدول أعمالنا، وأن أعرب عن شكري لسيادتكم جميعا، وللسيدة أمين عام الكوميسا، ولجميع أعضاء الأمانة العامة، وكل من ساهم في إعداد وتنظيم قمتنا اليوم، على الجهد الكبير الذي بذل لإنجاح أعمال هذه القمة، على الرغم من التحديات الراهنة التي فرضتها جائحة كورونا.
إن ما حققناه اليوم يعكس الإرادة الحقيقية والعزيمة الصلبة لدول تجمع الكوميسا لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي في المنطقة. وذلك من خلال تبني أفضل الممارسات والسياسات لتحرير التجارة بين دولنا، والعمل على النهوض بالبنية التحتية، وتحقيق التنمية الصناعية، والعمل على جذب مزيد من الاستثمارات للمنطقة. حيث خرجت هذه القمة بنتائج ملموسة، تمثلت في إطلاق استراتيجية الكوميسا متوسطة المدى 2021-2025، والتي جاءت كدليل على وجود رؤية واضحة ومدروسة من جانب الدول الأعضاء لتعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات.
واتصالا بذلك، فلقد أصبح لزاما علينا أن نقوم باتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات تمكننا من تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين دول الكوميسا بشكل كامل في جميع الدول الأعضاء، وهي الغاية التي ببلوغها ستتحول التجارة البينية إلى محرك أساسي يرفع من معدل الإنتاج، ويعزز التكامل الإنتاجي والصناعي بين الدول الأعضاء، بما ينعكس إيجابيا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، ويضمن لشعوبنا الرفاهية والحياة الكريمة.
أصحاب الفخامة،
السيدات والسادة،
إن تحقيق أعلى درجات التكامل الاقتصادي الإقليمي بمنطقة الكوميسا، يلزمنا جميعا بأن نفسح المجال لكافة ال، لكافة الفاعلين الأساسيين المشاركين بشكل مباشر في تحقيق التنمية الاقتصادية للدول الأعضاء، وعلى رأسهم القطاع الخاص ومجتمع الأعمال، لما لهم من دور حيوي وفعال في تعزيز حركة التجارة البينية بين الدول الأعضاء.
وعليه، يصبح تعزيز ال.. وعليه، يصبح تعزيز التواصل مع القطاع الخاص، ومجتمع الأعمال بدول الكوميسا، والتعرف على تطلعاتهم، وإزالة كافة المعوقات التي يواجهونها، هدفا أساسيا لابد من تحقيقه، وجزءا لا يتجزأ من نجاح تطبيق سياسات التكامل الاقتصادي الإقليمي، المتبناه في إطار إقليم الكوميسا.
وهنا، علينا أن نشيد بالجهود المبذولة من جانب أعمال، من جانب أعمال مجلس أعمال الكوميسا، والتي تتمثل في سعيه الدائم والمستمر للبحث وراء الفرص المتاحة والممكنة لتعزيز التفاعل بين قطاع الأعمال في الدول الاعضاء.
أصحاب الفخامة،
السيدات والسادة،
انطلاقا من أهمية تجمع الكوميسا بالنسبة لاقتصاد الوطن المصري، وإيمانا بالواجب الملقى على عاتقنا للمساهمة في تحقيق أهداف تجمع الكوميسا، خلال عام رئاستنا للتجمع، وفي ضوء ما عرضناه على سيادتكم من مساع وأهداف، نرجو من تحقيقها في عدد من المجالات المقترح من تعزيز التعاون فيها خلال هذا العام.
فإنني أدعوكم جميعا للمشاركة في تنفيذ هذه الرؤية، والمساعدة في تحقيق تلك المساعي والأهداف، على النحو الذي يخدم مصالح وأهداف تجمع الكوميسا وشعوب الدول الأعضاء.
أصحاف الفخامة،
السيدات والسادة،
قبل الختام، لا يمكننا أن ننسى أن نتوجه بالتهنئة للسيدة قاضي محكمة عدل الكوميسا على تولي مهام منصبها، والسادة المفوضين الجدد بمفوضية الكوميسا للمنافسة، والسادة أعضاء لجنة حكماء الكوميسا، ونسأل الله أن يوفقهم في مهامهم الجديدة لما فيه صالح شعوب الدول الأعضاء.
كما أتوجه بالتهنئة للحائزين على جوائز الابتكار، وللإعلاميين الحائزين على جوائز التميز بإقليم الكوميسا، مؤكدا على دورهم، ودور كافة وسائل الإعلام في خدمة أهداف التكامل الاقتصادي للتجمع.
وبنهاية هذا اليوم المليء بالنتائج المثمرة والبناءة، اسمحوا لي أن اغتم الفرصة قبل ختام قمتنا اليوم، لأدعوكم جميعا للمشاركة في تنفيذ رؤية مصر لتحقيق مساعي وأهداف الكوميسا على النحو الذي يخدم مصالح شعوبنا.
كما نؤكد على دعم مصر الكامل، ومساندتها المستمرة لجميع الشعوب الأفريقية في مسيرتها لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي والقاري.
وإننا على يقين من قوة وعزيمة شعوب القارة، القارة لقيادة دولها نحو تحقيق السلم والأمن والاستقرار والعدالة، باعتبارها الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وفي الختام، أعلن انتهاء أعمال القمة الـ21، داعيا الله أن يوفقنا جميعا من أجل تحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من طموحات وآمال. شكرا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألقيت الكلمة في القاهرة، بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة السادة رؤساء الدول والحكومات أعضاء التجمع.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط