شكرا جزيلا.
بسم الله الرحمن الرحيم،
اسمحولي إن أنا أولا أرحب بالفريق المائي للأمم المتحدة اللي شارك في إعداد وإخراج هذا التقرير، طبعا بالتنسيق مع الحكومة. فكل الشكر وكل التقدير والاحترام لكم، إن إنتم ساهمتم في شهادة استمر إيقافها لمدة 10 سنوات تقريبا ماكانتش بتخرج عن مصر، وبالتالي هي شهادة بتتسم بالشفافية والمصداقية أكتر، لأنها، يعني شهادة من متخصصين أولا، ثم من مسؤولين دوليين عندهم الخبرة والحنكة اللي يستطيعوا إنه يتعاملوا بيها مع البيانات، ويطلعوها في صورة تقرير بالمستوى اللي إحنا شوفناه ده.
اسمحولي أقولكم إن أنا دايما في كل مناسبة بانتهز الفرصة من خلالها إن أنا، مش اتحدث مع المفكرين ولا الباحثين، ولا مع المثقفين، لكن أنا باتحدث من خلال، أو في المناسبات ديت، مع المصريين، كل المصريين، وبلغة بسيطة جدا يفهموها، ويستقبلوها بعيدا عن ال، يعني الأسلوب المهني والحرفي اللي إنتم بتشتغلوا بيه.
وخليني أقول أنا هاخد نقطة مهمة جدا قالها الدكتور عادل عبد اللطيف، وقال يا ترى إنتم حطيتوا في الاعتبار ما يدور في الإقليم من تحديات كاعتبار من الاعتبارات التي ممكن أن تؤثر على المسار؟ مسار التنمية في مصر.
وأنا الحقيقة هذا الأمر يعني شجعني إن أنا أتكلم في النقطة ديت. معرفش، يا ترى إحنا كتقرير، في الديباجة بتاعته الأولانية تحدثنا عن كل التحديات اللي مرت بمنطقتنا، وبما فيهم مصر. وأنا بقول للمصريين، كان المسار المحتمل اللي ممكن كل الناس وكل المتخصصين إن هم يعني يرشحوه، يأكدوه إن إحنا ممكن نمشي فيه، هو مواجهة الإرهاب والتطرف والحرب الصعبة اللي مرت على مصر خلال الـ 7 8 سنين اللي فاتوا. وده كان هايبقى مسار له أيضا منطقه، وهايبقى ليه أيضا حججه، إن إحنا مشغولين بمواجهة الإرهاب. وبالتالي كانت عجلة التنمية في مصر تتوقف كمان المدة دي.
فإحنا ماعملناش كدة.. واعتبرنا إن حربنا ضد الإرهاب في مصر وفي المنطقة هي حرب مبنية أيضا على البناء والتنمية والتعمير بكل ما تعنيه هذه الكلمة من عنف في الأداء، عنف في الأداء.. يمكن كتير يقولوا إن العمل في مصر، في كل المجالات، يعني، متسرع جدا، عنيف جدا، شامل جدا، عميق جدا، في كل حاجة، لأن إحنا اعتبرنا إن حربنا ضد الإرهاب جزء منها هو البناء والتنمية في مصر.
وبالتالي إحنا خدنا مش مسار واحد في المواجهة، إحنا خدنا المسارين: مسار مواجهة الإرهاب، وحشد القوى الدولة في مواجهته، جنبا إلى جنب مع التحرك في بناء والعمل بمسار، خليني أقول هو مسار فلسفته، الفلسفة شاملة، مش قطاع دون قطاع، يعني قطاع واحد نستهدفه ونأجل آخر، لأ، إحنا استهدفنا مسارات الدولة بالكامل. مافيش قطاع من قطاعات الدولة ما استهدفناش إن إحنا نشتغل فيه بمنتهى القوة وبمنتهى العمق وبمنتهى الشمول.
الشهادة بتاعة التقرير، مش لينا إحنا الحكومة، ولا للدولة، الشهادة دي للمصريين، للشعب المصري. اللي هو اللي انا دايما أقول إن هو البطل الحقيقي. لأن إحنا ممكن قوي كنا نعمل خطة إصلاح اقتصادي. لكن تمرير الخطة وقبولها من جانب الرأي العام في مصر هو اللي نجحنا. لما تحملوا المصريين، وأنا بقول في المناسبات اللي زي كدة باحط، يعني ما القرار ده كل الناس تعرفه. وبالمناسبة كل الدول لديها مفكريها وباحثيها والمتخصصين اللي ممكن يطرحوا المسارات المختلفة, لكن النجاح من عدمه مرتبط بتنفيذ القرار واستيعاب الناس وقبولهم ليه.
وبالتالي لما عملنا الإصلاح الاقتصادي كمسار آخر محتاجين نتحرك فيه نتيجة التحديات اللي بتمر في مصر، كان الشعب المصري، اللي أنا من هنا بقوله: شوف النهاردة التقرير ده شهادة لك. شهادة لك إنت. شهادة الدولة المصرية دي شهادة للشعب المصري. مش شهادة لينا إحنا. لأن إحنا كنا بنتحرك بس. كنا بنقول القرار وبنجري على تنفيذه. لكن هم اللي كانوا بيتحملوا كتير من التبعات، حتى لو عملنا إجراءات حمائية، حماية اجتماعية للتخفيف من آثاره، لكن في النهاية، مجمل التحديات اللي كانت موجودة للدولة المصرية وما زالت، اللي هي بتمثل عبء ضاغط على المجتمع المصري كله باختلاف مستوياته.
فأنا بس بقول، إن التقرير ده، بهني.. بشكركم أولا مرة تانية.. لكن بهني المصريين على إن هم قدروا بفضل الله سبحانه وتعالى إن هم من خلال تضحياتهم، وصبرهم، وتحملهم، وعملهم أيضا في إن يطلع هذا التقرير بالشكل ده.
ومادام اتكلمنا في التقرير وقلنا إن إحنا محتاجين نحط في الديباجة بتاعته الظروف المحيطة بما فيها الإرهاب وبما فيها الإقليم وتحدياته، وأيضا الهجرة غير الشرعية أو الهجرة اللي موجودة عندنا في مصر. إحنا عندنا ملايين كتيرة تعدت الخمسة مليون إنسان وإنسانة موجودين في بلدنا مصر. إنتوا مابتشوفوهمش في معسكرات. خالص. ماعندناش معسكرات في مصر للاجئين. إحنا عندنا مواطنين، ضيوف عندنا في مصر، بيعيشوا وسطينا، اللي بنقدر نقدمه لمواطنينا بنقدملهم، بنقدمه لهم.
فأنا بردو عايز أقول حطوا ده في الاعتبار. لما يكون 5 6 مليون، في دولة فيها أكتر من 100 مليون، محتاجين إن إحنا يتقدملهم الخدمات ويتقدملهم الأمور الحياتية اللي بتقدم. الخمسة مليون ده أو الستة مليون، عشان أكون محدد، ده ممكن يكون دولتين تلاتة. يعني حجم دولتين تلاتة ليهم موازنتهم وليهم يعني إنفاقهم العام وكدة.. فده أيضا نحطه في الاعتبار.
بقول نحطه في الاعتبار ليه؟ حتى عندما يُقرأ هذا التقرير، مش دلوقتي، كمان سنين طويلة قادمة، الديباجة اللي بنحطها في التقرير تبقى عبارة عن رصد للحالة اللي مرت بيها مصر، وإزاي المصريين بفضل الله سبحانه وتعالى قدروا إن هم يتجاوزوها بالتحديات اللي موجودة في الديباجة، بالإضافة طبعا لبقية الأمور الأخرى.
مهم قوي إن أنا أقولكم إن.. إن الحماية الاجتماعية اللي بنتكلم فيها، للتخفيف من آثار الإصلاح الاقتصادي، وأيضا من مسار حالة الفقر اللي تم تناولها في التقرير.
أنا عايز أقولكم على حاجة. إنتو بتقولوا إن التقرير ممكن يطلع كل سنتين. إحنا بنتمنى إن السنة اللي هايطلع فيها التقرير، إن شاء الله السنة الجاية، السنة بعد الجاية يعني، تروا أمر أحب أسجله دلوقتي.. أنا عايز أقولكو إن الخطة اللي موجودة بتاعة حياة كريمة، اللي مرصودلها 600 700 أو يزيد.. المفروض ده موازنات استثمارية لوزارات يا دكتور مصطفى، لمدة 10 سنين. يعني الكلام ده كان ممكن يبقى الإنفاق ده يتم تحقيقه خلال 10 سنوات قادمة عشان يحقق مراده. إحنا مصرين إن إحنا نحققه خلال التلات سنين دول، اعتبارا من نص السنة دي ولمدة 3 سنين، ينفق ال600 700 مليار دول.
بالمناسبة، المسار هنا شامل، المواجهة هنا مش.. المواجهة هنا حاسمة قوي.. وخليني أقولكم، إنتوا اتكلمتم عن البيئة، واتكلمتوا عن التعليم، واتكلمتوا عن الفقر، واتكلمتوا عن التشغيل، واتكلمتوا عن الوعي، أمور كتيرة جدا بنود التقرير لازم تحتويها وترصدها وتطلع بياناتها.
طب أنا عايز أقولكو على حاجة.. تصوروا إن إحنا في مصر، إن شاء الله، خلال التلات سنوات القادمة دول، إن إحنا نقدر نحول حياة 58 مليون مصري... وهاخد حاجة و، يعني كأمثلة.. لما نيجي نتكلم على إن إحنا، كان عناصر الصرف الصحي في مصر، او في الريف يعني، كانت 12% وبقت حاجة و30 يا دكتور مصطفى دلوقتي؟ 38. يعني فاضل 62% كنا ممكن ناخدهم بقى في 10 سنين.. إحنا مصرين إن شاء الله إن إحنا خلال ال3 سنين دول يبقى مافيش حاجة اسمها.. صرف صحي يليق بالآدميين.
الكلام دهب ينطبق أيضا على حجم المدارس وحجم المستشفيات، والخدمات المحلية اللي بتقدم وبقية الأنشطة اللي الدولة مسؤولة عنها داخل الـ 4500 قرية اللي إحنا بنتكلم عليهم. أنا ماعرفش يا ترى التقرير القادم هايقدر يرصد حجم التحول الهائل؟ يعني إيه النهاردة إن إحنا تشوفوا الترع اللي موجودة في مصر، اللي كانت موجودة قبل كدة ومعمولة على مدى مئات السنين يمكن، ونقوم بعملية تبطين شامل لها، عشان نقضي على أي شكل من أشكال أو مظاهر التلوث البيئي أو أي حاجة تانية.
الموضوع على بعضه هي عناصر جنب بعضها. إنت بتعمل صرف صحي، وبتعمل ترع تغطية للترع. بتعمل محطات معالجة للصرف الصحي والزراعي والصناعي على المستوى القومي، أقول يعني بمعنى إن ممكن يكون إنفاقنا.. أو أنفقنا خلال المدة اللي بنتكلم فيها من 2014 للنهارده، وخلال التلات سنين اللي جايين، يمكن أكتر من 600 700 مليار جنيه لمحطات معالجة 600 700 مليار جنيه محطات معالجة ثلاثية أو ثنائية. ثلاثية متطورة او ثنائية، من أجل الاستفادة من المية أولا، ثم للقضاء على التلوث البيئي الناجم عن هذه المية.
إحنا، ماعرفش هل ده متاح ولا لأ، إن إحنا كحكومة ننظم رحلات لمنطقة زي منطقة المنزلة على سبيل المثال. بحيرة مساحتها 250 ألف فدان، كان ممكن تعتبر منطقة غير صالحة. أنا عايز آخدكم وتروحوا تشوفوا الـ 250 ألف فدان، اللي ما أتصورش إن في حد في الدنيا تدخل لمعالجة التلوث البيئي وإعادة الحياة عليها، يمكن لـ 500 600 سنة فاتت قد اللي إحنا بنعمله ده.
دي مش دي بس.. وبحيرة التمساح.. وكينج مريوط.. بنرجعها مش زي ماكانت، تؤ.. لأ.. إحنا بنعمل حاجة.. أنا بقولها للمصريين.. غير مسبوقة في تاريخ مصر.. غير مسبوقة في تاريخ مصر والمنطقة (تصفيق)
فـ... كل الكلام دوت هو عبارة عن زي ما قلت كدة، هي خطة كان فلسفتها مواجهة شاملة لكل القطاعات، بمعدلات عمل غير مسبوقة. غير مسبوقة. ماسيبناش قطاع في الدولة إلا لما، مش قلنا هانحله مرحليا، لا لا لا.. أنا عايزكوا للمصريين بقولهم عشان يسعدوا بالشهادة اللي هم شافونا النهاردة وإحنا بنحضر خروجها، يعني، يا ترى نجحنا في الخطوة ديت اللي من الـ 1000 خطوة اللي إحنا عايزينها؟ أتمنى إن إحنا نكون نجحنا.
أنا بشكركوا، وأرجوا يا دكتورة هالة إن إحنا نوفر البيانات ديت اللي موجودة. دي بيانات موثقة. بيانات وتحليل ذو مصداقية وشفافية كبيرة. ومعمول بآراء متخصصين إن إحنا نوفر ده للجامعات، وللوزارات اللي مطلوبة، وطبعا لوسائل الإعلام. عايزين تعرفوا عن مصر؟ مش إحنا اللي هانقول إيه اللي حصل في مصر. ومش بنقول إن إحنا إيه اللي إحنا عملناه في مصر. إحنا بنقول دي، ده مصر اللي عملته لنفسها.. شعبها.. حكومتها.. كله مع بعض إيد في إيد واحدة، من أجل تجاوز التحديات اللي موجودة عندنا.
مرة تانية أنا بوجهلكو كل الشكر والتقدير. وأتمنى لو كان لينا عمر إن شاء الله، خلال العامين القادمين، تكون الشهادة التانية أكثر.. ناخد فيها درجة أفضل من كدة بكتير.. شكرا جزيلا.
ألقيت الكلمة في القاهرة، بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعدد كبير من الوزراء والشخصيات الدولية.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط