صورة متخيّلة لحوت فيومسيتس أنوبيس. الصورة: محمد سامح- فيسبوك آلة قتل من قبل التاريخ: الحفرجي وحوار عن "فيومسيتس أنوبيس" مجتمع_ محب سمير منشور الأحد 29 أغسطس 2021 للمرة الثانية تعود جامعة المنصورة لتصدر المشهد العالمي في مجال البحث العلمي، بعد تمكن فريق من باحثيها المصريين من تسجيل اكتشاف جديد لنوع من الحيتان البرمائية بالمياه المصرية يرجع لما قبل 43 مليون عام، أطلقوا عليه اسم فيومسيتس أنوبيس، نسبة إلى موطنه بصحراء الفيوم، وأنوبيس هو إله الموت والتحنيط عند قدماء المصريين، للتشابه بين رأس الحوت وابن آوى الذي يجسِّد شكل الإله المصري، كذلك كان الحوت المكتشف يعد من أشرس الحيتان التي عاشت يومًا على كوكب الأرض، وحضوره كان يعني الموت لفرائسه. وقبل هذا الاكتشاف بثلاث سنوات (يناير/ كانون الأول 2018) كتبت جامعة المنصورة اسمها في المشهد العلمي بحروف من ذهب، باكتشاف الديناصور المصري منصوراسورس بواسطة فريق مصري أيضًا بقيادة الدكتور هشام سلام عالم الحفريات، واليوم يعود الباحث الشاب عبد الله جوهر، وهو أحد تلامذة الدكتور سلام، ليضيف سطرًا جديدًا ببحثه الأخير عن الحوت المصري النادر، الذي يعتبر الاكتشاف الأول من نوعه لفريق بحثي مصري وعربي في مجال الفقاريات البرمائية، ومن حسن حظه أنه وُجد في موطنه الفيوم، حيث نشأ الباحث الشاب. عبد الله جوهر، المعروف باسم "الحفرجي" نسبة إلى قناته العلمية على يوتيوب، التي كان يحاول فيها تبسيط العلوم للعامة، ولاقت شهرة كبيرة لفترة قبل أن يوقفها ويتجه إلى البحث العلمي، هو الآن باحث ماجستير بجامعة المنصورة، وأحد أعضاء فريق "سلَّام لاب". يقول للمنصَّة " أنا في الأساس خريج كلية علوم جامعة الأزهر، تخصص علم الحيوان، ونظرًا لصعوبة التعيينات بالجامعة، اتجهت لعمل الماجستير في التشريح المقارن للأجنة، ثم عملت باحثًا في الجامعة التي تعتبر قِبلة الباحثين في مجال الحفريات الفقارية في مصر". دكتور هشام سلّام يتحدث عن الاكتشاف الاكتشاف الذي أُعلن عنه مؤخرًا ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى عام 2008، فبحسب جوهر الاكتشاف تم على يد فريق بحثي متخصص من وزارة البيئة بقيادة الدكتور محمد سامح، عالم الحفريات، ومدير عام محميات المنطقة المركزية بجهاز شؤون البيئة، ودُرست بواسطة مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، ومجموعة سلَّام لاب البحثية برئاسة العالم هشام سلام رئيس المركز، في إطار بروتوكول تعاون بين وزارة البيئة وجامعة المنصورة. "منذ 2017 وطوال ثلاثة أعوام درست الحفرية تشريحيًا بالتفصيل، حتى موعد نشر البحث، الذي أثبتنا فيه أن هذا الحوت هو نوع جديد لم يعرفه العلم من قبل، وأطلقنا عليه اسم "فيومسيتس أنوبيس" تخليدًا لواحة الفيوم التي عُثر عليه فيها والتي تعد أحد أهم المناطق في العالم في مجال الحفريات البحرية، واسم إله الموت المصري القديم "أنوبيس"، لشراسة الحوت المكتشف، فقد كان بمثابة آلة قتل لكل الكائنات التي تقترب من محيطه وقد بلغ طوله ثلاثة أمتار وكان يزن 600 كجم وكان من البرمائيات وله أربعة أطراف يستخدمها في المشي على اليابسة، وأنه يمتلك العديد من الخصائص التشريحية، التي مكنته من التعايش في ذلك الوقت، كما وجدنا آثار أنياب قروش على الحفرية، حاولت عض الحوت وهو على قيد الحياة لكنها لم تتمكن منه، وبعدها تغذت عليه بعد موته"، يقول جوهر. حفرية فيومسيتس أنوبيس. الصورة: دكتور محمد سامح- فيسبوك ويشير الباحث الشاب إلى أنه رغم التاريخ الطويل للبحث العلمي في مجال الفقاريات، الذي يصل إلى مائة وخمسين سنة، لكن كل الاكتشافات كان يسجلها باحثون أجانب، وكان"منصوراسورس" هو أول اكتشاف مصري بالكامل، ثم يأتي الحوت "فيومسيتس" ليصبح الاكتشاف الأول من نوعه في تاريخ الحفريات الفقارية للحيتان على يد فريق مصري بالكامل أيضًا. ويوضح جوهر أن الاكتشاف الجديد يعتبر إضافة كبيرة لدراسات التراث الطبيعي المصري والأفريقي في مجال الحفريات، لاسيما الحيوانات القديمة، التي تساعدنا كل يوم في كشف ألغاز علمية مهمة، كما أن توثيق نوع جديد من الحيتان البرمائية يمثل نقطة محورية في فهم تطور الحيتان التي تعيش بيننا اليوم، فلو كان الحوت الجديد أجاب على تساؤلات كثيرة حول تطور الحيتان، فإن يفتح في الوقت نفسه بابًا لكثير من التساؤلات لفهم تطور الحيتان من اليابسة إلى الماء، ربما تكون الإجابة في اكتشافات أخرى جديدة في نفس المنطقة الثرية بحفريات الحيات طوال العصور. من اليمين: هشام سلام، عبد الله جوهر، ومحمد سامح. الصورة: محمد سامح- فيسبوك وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر أصدرت بيانًا أمس ، كشفت فيه تفاصيل الاكتشاف العلمي الجديد الذي تم على يد الفريق المصري الذي شارك فيه الدكتور هشام سلام، أستاذ الحفريات بجامعة المنصورة، ومؤسس مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، والباحث عبدالله جوهر، طالب الدراسات العليا بجامعة المنصورة، والدكتور محمد سامح، مدير عام محميات المنطقة المركزية بجهاز شئون البيئة، ومنسق التعاون بين جامعة المنصورة ووزارة البيئة. وقال البيان إن الحفرية المكتشفة ترجع لما قبل 43 مليون سنة. وأشار إلى أن الاكتشاف يمثل طفرة لعلماء الحفريات العرب، حيث إنه يعد المرة الأولى في التاريخ التي يقود فيها فريق عربي مصري توثيق جنس ونوع جديدين من الحيتان. البحث المزمع نشره يعد أحد المخرجات لرسالة الماجستير التي يعدها عبد الله جوهر، بجامعة المنصورة، الذي يقول للمنصة "كان لي الشرف في إعداد البحث ووضع المقارنات فيه وكتابته، تحت إشراف الدكتور سامح والدكتور سلام، الذي ساهمت تجربته بعد عودته من جامعة أكسفورد وإنشاء مجموعة "سلّام لاب" في تربية جيل جديد من الباحثين، ونقل كل خبراته لنا ولم يبخل علينا بالمعرفة، وأعتبر نفسي من الجيل الثاني من باحثي "سلام لاب"، والذي سهل علينا الكثير في مجال البحث العلمي". اقرأ أيضًا: هشام سلاّم.. مكتشف الديناصور يحارب الحفريات الأكاديمية عالم الجيولوجيا والحفريات هشام سلام مع أحد اكتشافاته