بسم الله الرحمن الرحيم،
يعني، دايما اليوم دوت يوم... يعني، إني ألتقي ... نلتقي جميعا بأسر شهداء مصر، والمصابين، اللي قدموا أرواحهم، زي ما إحنا دايما، وبكرر لكم إن هم... يعني... عشان خاطر إحنا نعيش، ونعيش في أمان وسلام (تصفيق).
فـ... أنا مش عايز أقولهم إن إحنا مش هاننساكم، لأن ده... يعني... يبقى جحود مننا كلنا لو إحنا نسيناهم، والجحود هنا مش... مش عطاء لهم، تؤ... الجحود هنا هو عطاء ليها هي... لبلدنا مصر، لو إحنا مافضلناش نقدم لها، ونجري عليها، وزي ما اتقال كده في... للشهيد الفريق أول، الفريق عبد المنعم رياض، لما قال: الأمانة إنك تعرف، يعني، قدرتك وحجم النقص اللي عندك، والأمانة إنك على قد القدرة ديت، بالمهارة، بالمهارة تحقق.
فإحنا صحيح يمكن تكون قدراتنا مش كتير قوي، ويمكن تكون نواقصنا كتير قوي، لكن أتصور إن ممكن بمهارتنا نحقق الكتير.
فـ... اليوم ده يوم من الأيام الجميلة، رغم إن هي، يعني، بتحمل مآسي وآلام لأسرنا كلنا، وأتصور إن كل أسرة مصرية النهاردة، حتى الحضور هنا، يعني بيشاركوني الإحساس ده.
فـ... أنا بشكرهم، واسمحولي من خلالكم إن إحنا نوجهلهم كل التحية وكل التقدير وكل الاحترام وكل الاعتزاز (تصفيق) و... ونعاهدهم إن إحنا، يعني، كلنا، شبابنا، و... حتى أولادنا اللـ... اللي لسه ماوصلوش لسن الشباب، يبقى عهدنا كله إن إحنا نستكمل مسيرة عطاء حقيقية ومخلصة وأمينة لبلدنا ولأجل خاطر الناس اللي موجودة في مصر.
بسم الله الرحمن الرحيم،
شعب مصر العظيم،
أيها الشعب الأبي الكريم،
في يوم تتلاقى فيه تضحيات أبناء الوطن مع مفاخر مجدهم، يوم من أعظم الأيام خلودًا في تاريخ أمتنا، وهو يوم الشهيد، نلتقي هنا، نتذكر معا ما جاد به هؤلاء الأبطال، بأنفسهم وبأرواحهم، ليكتبوا صفحات مضيئة، تهتدي بها أجيال تأتي من بعدهم، تسير على خطاهم، وتقتضي برحلة كفاحهم. وتدرك أن الحفاظ على الأوطان ليس بالأمر الهين، وإنما الحفاظ عليها يتطلب الجهد والتضحية، وما حققه أبناء مصر على امتداد تاريخها الوطني إنما يؤكد أن أرضها المقدسة لا يمكن أن تنضب أبدًا من الأبطال.
وكما كان الماضي زاخرًا بأمجاد الأجداد، فإن الحاضر أيضًا يأتي مصحوبًا بإنجازات الأحفاد، فما يسطره أبناؤنا من شهداء مصر الأبرار من تضحيات، سيتوقف التاريخ أمامه إجلالًا واحترامًا، وستأتي الأجيال اللاحقة تتفاخر وتتحاكى ببطولاتهم.
وهنا لا بد أن أشير، ومن موقع المسؤولية، إلى أنه لولا تلك الدماء الزكية الطاهرة التي سالت فداء لأمن الوطن، ما كان يمكن توفير المناخ الآمن والمستقر لمصر، لننطلق نحو تحقيق التنمية الشاملة التي تجري في ربوع الوطن كافة.
السيدات والسادة،
ليس خافيًا على أحد أن العالم قد شهد خلال العقد الأخير أحداثًا غيرت.. أحداثا غيرت مسار دول كانت تنعم بالأمن والاستقرار، مما أحدث جرحًا غائرًا في صدر مفهوم الدولة الوطنية. من الصعب أن يلتئم، أو تعود تلك الدول إلى سابق عهدها في المستقبل القريب.
وكانت المنطقة التي نعيش فيها هي بؤرة كل هذه الأحداث. فاندلعت شرارة التخريب والتدمير، وانتهكت سيادة تلك الدول، وأصبح قرارها الوطني يتخذه غيرها، وقد فطنت مصر لكل هذه الأحداث والتطورات، فبنت سياجًا متينًا من القوة والوعي والإدراك، حصنت به شعبها بدعم من جيشها، صاحب العقيدة الوطنية التي تربى عليها، وهي الولاء المطلق للأرض، أرض مصر، وشعب مصر.
وإنني إذ أبعث من هنا بتحية إجلال وتعظيم إلى رجال القوات المسلحة البواسل، على اختلاف رتبهم ودرجاتهم، لما يحملونه من شرف الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن. كما أوجه أيضًا تحية إعزاز وتقدير إلى رجال الشرطة المخلصين لجهودهم في حفظ أمن مصر... في حفظ أمن مصر الداخلي وتوفير البيئة الملائمة للاستقرار، حتى تتمكن باقي أجهزة ومؤسسات الدولة من أداء دورها الوطني المنوط به.
كما لا يفوتني ونحن نتحدث عن تضحيات أبناء الوطن جميعًا، أن أغفل الدور الكبير والمتعاظم الذي يؤديه بكل تفان وإخلاص، أبناؤنا الذين يعملون في المجال الطبي، لمحاربة وباء فيروس كورونا، الذي يجتاح العالم كله، فما يقوم به هؤلاء الأبطال من جهد كبير لتوفير الراحة والطمأنينة للمرضى، سيبقى خالدًا في ذاكرة شعبنا.
كما أوجه تحية... كما أوجه تحية خالصة، خاصة للحكومة المصرية وكافة مؤسسات الدولة، على ما تقوم به من أداء متميز، ضربت به المثل في إدارة قدرتها على إدارة الأزمات بحكمة، وتوفي بها كافة المستلزمات الطبية، واللوجيستية للمواطنين للتعايش مع تداعيات الجائحة.
شعب مصر العظيم،
في نهاية كلمتي، ونحن... ونحن نحتفل بيوم الشهيد، يجب هنا أن أشير إلى تضحيات أسر شهدائنا الأبرار، إلى من فقدوا الابن، أو الأب، أو الزوج، أو الأخ، إليكم جميعًا، أهدي تحياتي وتحيات وتقدير شعب مصر، على صبركم وتحملكم واحتسابكم فقيدكم عند الله سبحانه وتعالى، ورضاكم بقضاء الله وقدره. وأقول لكم: أنتم في عقل وقلب مصر، لن نترككم تواجهون الحياة وحدكم، سنكون معكم في كل خطوة... في كل خطوة تخطونها، فإذا كنتم قد فقدتم فردا عزيزا غاليا من أهلكم، فإنني أؤكد لكم إن مصر كلها أهلكم.
ودائمًا وأبدًا، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (تصفيق).
ألقيت الكلمة في القاهرة الجديدة، بمركز المنارة بالتجمع الخامس، بحضور عدد من الوزراء وأسر الشهداء.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط