بسم الله الرحمن الرحيم،
أخي العزيز، فخامة الرئيس فيليكس تشسيكيدي،
رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة،
السيدات والسادة،
أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة،
ملوك ورؤساء الدول والحكومات الإفريقية،
أخي السيد موسى فقيه محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.
السيدات والسادة الحضور،
يطيب لي في البداية أن أتوجه بالتهنئة لأخي فخامة الرئيس فيليكس تشسيكيدى، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، على توليه رئاسة اتحادنا الإفريقي، متمنيا لفخامته النجاح والتوفيق في مهامه، في ظل هذه الفترة الصعبة التي تموج بتحديات وصعاب مختلفة، تأتي على رأسها تداعيات جائحة كورونا، وتنفيذ استحقاقات اتفاقية التجارة الحرة القارية، واستكمال مراحل التفاوض بشأنها، وتفعيل التوصيات الخاصة بالإصلاح المؤسسي والمالي والإداري للاتحاد الإفريقي.
كما أتوجه لأخي فخامة الرئيس سيريل رامافوزا، ولجمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة، بخالص الشكر والتقدير على الجهد الصادق الذي بذل على مدار العام المنصرم، نحو تعزيز آليات العمل الإفريقي المشترك، ومواصلة تدعيم جهود الاندماج والتكامل الإقليميين في تلك الظروف غير المسبوقة التي يشهدها عالمنا اليوم.
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر كذلك لأخي السيد موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، لقيادته الحكيمة لدفة المفوضية، ولجهوده المستمرة للنهوض بأجندتنا الإفريقية، وتنفيذ بنودها وأنشطتها، في ظل التحديات والصعوبات القائمة، متمنين له التوفيق لإعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية كرئيس لمفوضية الاتحاد الإفريقي.
أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة،
ملوك ورؤساء الدول والحكومات الإفريقية،
أود أن أثمن الخطوات التي تمت خلال الفترة الماضية، في إطار عملية الإصلاح المؤسسي والمالي والإداري للاتحاد الإفريقي، وأن أتقدم بالشكر إلى فخامة الرئيس بول كوجامي على جهوده المقدرة، الهادفة إلى الارتقاء بمنظمتنا العريقة، والشكر الموصول إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي على ما بذلته من جهد لتنفيذ مقررات القمم الإفريقية في هذا الشأن.
وإذ تؤكد مصر على أهمية الاستناد إلى القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، باعتباره الدستور الحاكم للدول الأعضاء، ومفوضية الاتحاد على حد سواء، وأخذًا في الاعتبار الولاية الكاملة للدول الأعضاء على عملية الإصلاح، فإنها لتشدد على أهمية العمل بالهيكل الجديد للتوظيف، مع الالتزام بمراعاة الحصص والأنصبة في الوظائف، وفقًا لمبدأي التضامن، ومدى مساهمة الدول الأعضاء في ميزانية الاتحاد الإفريقي.
السيد الرئيس،
إن التفكير في التكامل القاري لا ينفصل عن الاندماج الإقليمي، فالبرنامج القاري لتطوير البنية التحتية، بما يتضمنه من مشروعات طموحة، مثل مشروع محور القاهرة كيب تاون، ومشروع ربـط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، يمثل حجر الزاوية الأبرز في تحقيق الاندماج والتكامل المنشودين، وركيزة أساسية لتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية.
ولعل تجربة مصر الرائدة في تطوير مشروعات البنية التحتية، تعد مثالًا يسعدنا مشاركته مع أشقائنا الأفارقة، كأداة من أدوات تعزيز الاستقرار والتنمية في إفريقيا.
كما أعاود التأكيد على دعم مصر الكامل لتحقيق الأهداف المنشودة للنهوض بالاتحاد الإفريقي ومؤسساته، وتدعيم أجندة 2063 وخطتها العشرية الأولى، فضلا عن تنفيذ استحقاقات موضوع عام 2021: الفنون والثقافة والتراث.
وأود التأكيد في هذا السياق، على أهمية حماية تراثنا الإفريقي، والترويج البناء للثقافة الإفريقية، لاسيما وأننا بصدد افتتاح العديد من المشروعات الثقافية والأثرية والمتحفية، وعلى رأسها المتحف المصري الكبير، والذي سيعد أكبر المتاحف عالميًا.
السيدات والسادة،
ليس ثمة شك، فيما تمثله جائحة كورونا من تحد كبير أمام قارتنا الإفريقية، بما يستوجب المزيد من التضامن والتكاتف بين شعوبنا وحكوماتنا، من أجل السيطرة على انتشار هذا الفيروس، والحد من تداعياته الخطيرة على حياة ومستقبل شعوبنا وأبنائنا.
وإننا إذ نثمن الدور الذي يقوم به كل من مركز الاتحاد الإفريقي لمكافحة الأمراض والأوبئة، والصندوق الإفريقي للاستجابة لفيروس كورونا، ولمجموعة العمل الإفريقية المعنية بتوفير اللقاح، فإننا نرحب بالدعوة الموجهة إلى مصر للانضمام إلى هذه المجموعة، ونؤكد حرصنا على الاضطلاع بمسؤولياتنا سعيًا لتوفير اللقاح لدول القارة.
السيد الرئيس،
وقبل أن أختتم كلمتي، أود أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى أخي فخامة الرئيس سيريل رامافوزا، على جهده المقدر للتوصل إلى اتفاق شامل وعادل ومتوازن، وملزم فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة، وانخراطه شخصيًا في هذه المفاوضات، بما يعكس حرص سيادته على إعلاء المصالح المشتركة للدول الإفريقية، والبحث عن الحلول للقضايا والأزمات التي تواجه قارتنا.
ومن هذا المنطلق، فلقد انخرطت مصر بحسن نية وجدية في المسار الإفريقي أملًا في التوصل إلى الاتفاق المنشود، بما يراعي مصالح وحقوق الأطراف المعنية، وهو الهدف الذي لن يتأتى تحقيقه إلا بتوافر الإرادة السياسية لكافة الأطراف.
وإنني إذ أؤكد على حرصنا الشديد لحل هذه المسألة من خلال المفاوضات الجادة، بما يعزز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، فإنني على ثقة في قدرة الاتحاد الإفريقي، تحت قيادة الرئيس تشسيكيدي، في المساهمة في دفع مساعينا الرامية للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، قبل تنفيذ المرحلة الثانية من عملية ملء السد، وبما يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث.
السيد الرئيس،
أختتم كلمتي أمامكم على أمل بلقاء فعلي قريب، بعد أن نكون قد طوينا بإذن الله وإلى الأبد صفحة جائحة كورونا، بما يتيح لنا استئناف عقد قممنا وفعالياتنا الأخوية وجهًا لوجه، ولمواصلة العمل الجاد والدؤوب، بغية تحقيق التقدم الذي تصبو إليه قارتنا الإفريقية، ويحقق تطلعاتنا وأهدافنا المنشودة.
أشكركم على حسن الاستماع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألقيت الكلمة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بحضور فيليكس تشسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، وسيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، وموسى فقيه محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وعدد من ملوك ورؤساء الدول والحكومات الإفريقية.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط