بسم الله الرحمن الرحيم، السادة أعضاء هيئة الشرطة، السيدات والسادة،
نحتفل اليوم معا بعيد الشرطة، والذي يوافق ذكرى غالية في سجل الوطنية المصرية، وهي معركة الإسماعيية المجيدة، التي تجسدت فيها بطولات رجال الشرطة، وقيم التضحية والفداء والاستبسال، دفاعا عن تراب الوطن، وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال، ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة وشرف الصمود.
أبناء مصر الكرام،
إن احتفالنا اليوم، هو مناسبة نستدعي فيها من ذاكرة الوطن الثرية المعاني والقيم، التي ضحى أبطالنا من أجلها بأرواحهم الغالية. ومن أسمى تلك القيم والمعاني، قيمة الكبرياء الوطني، فنتذكر معا شهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل رفع راية مصر عالية، حيث رسمت معركة الإسماعيلية عام 1952 لوحة خالدة تلاحمت فيها بطولات الشرطة والشعب، أثناء تصديهم للعدوان، لتشهد للعالم أجمع بأن المصريين يد واحدة أمام العدوان الغاشم.
وليصبح هذا اليوم عيدًا يحتفل به المصريون بكل طوائفهم وثقافاتهم، كل عام ويظل هذا الكبرياء الوطني، والرصيد الحضاري العميق هو الدافع القوي لمسيرة الوطن وأجياله المتعاقبة نحو مستقبل وواقع أفضل.
شعب مصر العظيم،
إننا وإذ نتذكر بطولات رجال الشرطة في الماضي، فإننا نتوجه في الوقت ذاته بأسمى عبارات التحية والتقدير والاحترام لبطولاتهم في الحاضر، فمع المتغيرات العالمية والإقليمية المحيطة، والتي تمضي في تسارع محموم لتعصف باستقرار الأوطان ومقدرات الشعوب وأمنهم واستقرارهم لتزيد من مخاطر الإرهاب وشراسته، بعد أن أصبح أداة صريحة لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات والمؤتـ، والمؤامرات.
وفي خضم تلك المخاطر والتحديات الجسيمة، كان الوضع المستقر لمصر تجسيدًا للإرادة الجمعية الصلبة للدولة وشعبها العظيم، وكان حصادًا لتضحيات أبنائها الأوفياء من رجال الشرطة، بجانب إخوانهم البواسل من القوات المسلحة، المدركين لمسؤوليتهم تجاه وطنهم بالقضاء على آفة الإرهاب.
وأقول بكل وضوح، إن الأمر يتطلب استمرار اليقظة والجهد منا جميعا، لمحاصرة وتطويق أي محاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار الوطن، أو المساس بمكتسبات الشعب المصري العظيم.
السيدات والسادة،
لا يخفى عليكم أن تحقيق ما نصبوا إليه من تقدم وازدهار في كافة المجالات، يحتاج من الأساس إلى بيئة آمنة ومستقرة، وأرض ثابتة. ونحن اليوم نخوض معركة لا تقل ضراوة أو أهمية، معركة البناء من أجل تحقيق التنمية الشاملة، وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ومن هنا، فقد عقدنا العزم، وعاهدنا الله وعاهدناكم على أن نفعل ما هو في مصلحة وطننا وشعبنا، دون النظر إلى أي عوامل أو مصالح أخرى.
لقد انتقلنا بخطى ثابتة، بفضل المولى عز وجل، ووعي ومساندة الشعب المصري العظيم، من مرحلة ترسيخ استقرار الدولة وتثبيت أركانها، إلى مرحلة البناء والتعمير والتنمية. وها نحن الآن نستكمل بجدية واجتهاد ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انتقلت في جميع أنحاء البلاد لتغير الواقع المصري إلى ما نطمح إليه من تنمية شاملة ومستدامة، ونحصد ثمار العمل الدؤوب على الاصلاح الاقتصادي في مؤشرات تتحسن باضطراد على الرغم من تداعيات جائحة كورونا والتي سببت صعوبات جمة وهيكلية لمعظم الاقتصادات الناشئة على مستوى العالم أجمع.
وأكرر ما أقوله دائما لكم، إن تلك هي الخطوة الأولى على طريق التطور والتنمية لوضع وطننا الغالي في المكانة التي تليق به.
السيدات والسادة،
أبناء مصر الأوفياء،
كما يتواكب اليوم، مع احتفال مصر بذكرى ثورة الـ25 من يناير، تلك الثورة التي قادها شباب مخلصون، متطلعين لمستقبل وواقع أفضل، وأقول لشباب مصر: إن وطنكم يحتاج إلى سواعدكم الفتية، وجهودكم الصادقة، لاستكمال طريق الاصلاح والبناء والتنمية، ولتحقيق آمال كل المصريين في مستقبل مشرق، يوفر لجميع المواطنين فرصا متساوية في الحياة الكريمة.
السيدات والسادة،
رجال الشرطة الأوفياء،
شعب مصر العظيم،
في تلك المناسبة الوطنية التي يحفظها التاريخ للشرطة المصرية، أبعث برسالة تقدير وعرفان لكل رجال الشرطة الساهرين على أمن مصر، على امتداد مواقع العمل الأمني في كافة أرجاء البلاد، وهم يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن.
كما أتوجه بتحية وفاء وتوقير لشهدائنا الأبرار في معارك النضال الوطني، وفي ملاحم العمل الأمني، وأقول لأبنائهم وعائلاتهم: إن مصر لم ولن تنساكم أبدا. وتحية للشعب المصري العظيم الذي يعي قيمة الأمن، والأمان، والاستقرار، ويحافظ عليها، ويقدر لرجال الشرطة مجهوداتهم المخلصة في خدمة هذا الوطن.
حفظ الله بكم مصرنا العزيزة الغالية، لتظل لنا دائما وطنا آمنا، مطمئنا، ومنارة للخير والنماء والتقدم. وكل عام وأنتم بخير، ومصر العزيزة الغالية في تقدم وازدهار. ودائما أبدا.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
(تصفيق)
أنا بس قبل ما، قبل ما، قبل ما أنهي الكلمة تماما.. يعني، اسمحوا لي إن أنا أتحدث في موضوع، أتصور إن إحنا كلنا مهتمين بيه. سواء اللي موجودين في الحضر، أو اللي موجودين في الريف، وهو المشروع اللي أطلقته الحكومة، أو بدأنا في إن إحنا، الخطوات العملية لتنفيذه، وهو مشروع تطوير الريف المصري، وتحسين حياة الناس في الريف المصري.
إحنا بنتكلم على ما يقرب تقريبا من 4500 قرية، وبنتكلم على ما يقرب من أكتر من 30-35 ألف تابع لهم. في خطة بنتمنى إن إحنا ننهيها في خلال 3 سنوات. الحكومة والدولة وضعت كل المطلوب منها، من تقدير لحجم العمل، تقدير لحجم المطالب اللي هايتطلبها هذا العمل، ثم كمان الموارد اللازمة لتنفيذ هذا العمل.
اللي أنا عايز أقوله، إن الأمر اللي إحنا متحركين فيه، هو تحدي كبير، لأن إحنا بنتكلم على تقريبا ما يقرب من 50-55 مليون إنسان، بنتمنى إن إحنا في نهاية هذا، هذه المبادرة، أو هذه المرحلة، نكون غيرنا تماما من الواقع اللي موجود، وبيعيشوا فيه.
بنتكلم على.. إحنا قلنا الكلام ده قبل كدة، بس أنا بكرره عشان أستدعيه وأستدعي أهميته، لينا كلنا، ومش بس كدة، وكمان بستدعي الهمم، همم كل الناس، حتى اللي موجودين في القاهرة، واللي موجودين في إسكندرية، واللي موجودين يعني في المحافظات، أيوة، نعم، نحن سنتحرك من أجل أهلنا، أهلنا اللي موجودين في كل حتة من ريف مصر.
زي مابقول الدولة حطت ال، يعني الموارد المطلوبة، لكن يبقى إن حجم العمل، عمل ضخم جدا جدا، وتحدي حقيقي إن إحنا ننفذه في خلال المدة الزمنية اللي إحنا ألزمنا نفسيها، ألزمنا نفسينا بيها إن إحنا نخلصها خلال 3 سنوات.
زي ما قلت قبل كدة وبكرر الكلام تاني، إن في فرصة كبيرة جدا لكل الصناعة الوطنية التي من المفترض إن هي هاتغذي كثير من المطالب أو الاحتياجات المطلوبة لصالح هذه المبادرة. هادّي مثال صغير جدا، إحنا كنا بنتحدث بالأمس مع السيد وزير الكهربا ودولة رئيس الوزراء عن حجم المطالب اللي تم حصرها حتى الآن لموضوع الكهربا للريف. إحنا بنتكلم من 66 لـ70 مليار جنيه. كل الرقم اللي أنا بتكلم فيه ده، ده لقطاع واحد، هو قطاع الكهربا فقط. لكن عايز أقول ده هو بيتكلم على المطالب، يعني الي هي المواد اللي هايتم الإنفاق عليها، غير حجم العمل اللي هايتم عالأرض عشان هذه المطالب تبقى موجودة، يعني تتم تجهيز المواقع بيها.
الموضوع المهم اللي أنا بتكلم فيه، إن كل هذه الأرقام، سواء كانت بقى لقطاع الكهربا أو لقطاع الصحة أو لقطاع الإسكان أو لقطاع الصرف الصحي وغيره، القطاعات دي كلها، إحنا بنقول للمصانع اللي بتسمعني دلوقتي، وأصحابها من القطاع الخاص، من فضلكم، لدينا فرصة عظيمة جدا جدا جدا إن إحنا نعمل، يعني، قوة دفع كبيرة جدا للصناع في مصر خلال ال3 سنوات القادمين. ليه؟ لأن إحنا بنتكلم على ما يقرب من 500 مليار جنيه تم حصرهم حتى الآن لتلبية أو لتنفيذ هذه المبادرة.
النقطة التانية اللي أنا عايز أتكلم فيها في هذا الموضوع بردو تحديدا، إن العمل ده مش قائم على شركات المقاولات فقط، سواء كانت هذه الشركات في القطاع العام أو القطاع الخاص، لأ، أنا بتكلم إن كل الدولة المصرية مدعوة إن هي تساهم معانا، مش تساهم بالأموال، وإن كان ده مش مرفوض يعني، ولكن تساهم معانا في إن إحنا نكثف جهودنا عشان هذا العمل يتم الخروج بيه وإخراجه بالشكل اللي يتناسب مع حجم الجهد والموارد التي خُصِّصَت من أجله. مش ممكن نكون إحنا هانحط هذه الأرقام الضخمة من الأموال، في مدة زمنية لا تزيد عن 3 سنوات، ويبقى العائد بتاعها مايسعدناش كلنا.
أنا بقول الكلام ده لأن أنا كان ليا كلام مع حتى القوات المسلحة ومع وزارة الداخلية، وبقية قطاعات الدولة، وقلتلهم من فضلكم أرجو إن كل إنسان في موقعه يبقى مشارك معانا، حتى بالمتابعة، حتى بالإشراف، حتى بالإشارة لينا على أي مطالب ممكن مانكونش إحنا منتبهين لها، أو لأن إحنا طبعا بصراحة عشان بردو أكون، حد يقولي يعني معقول الدولة هاتراجع موضوع وماتكونش منتبهة ليه؟ أقوله لأ، الفكرة كلها إننا بنتعامل مع واقع، وأرجو إن الكلمة دي ماتؤلمش حد، واقع غير منظم، إحنا هانخش على قرى غير منظمة، مافيش تخطيط كان موجود لها، واتشكلت جزء كبير جدا منها، بالإضافة طبعا للنمو اللي تم، اللي إحنا بنقول عليه التوابع يعني. فده موضوع مش متخطط ومش متنظم كويس. وبالتالي إحنا عايزين نعمل شغل مخطط على شغل يعني.. فهايبقى في كتير من الجهد والتحدي.
مش عايز أطيل عليكم يعني، لكن عايز أقول، بفضل الله سبحانه وتعالى، إحنا جادين في إن إحنا ننهي هذا الأمر تماما من مصر، ننهي تماما فكرة إن في ريف في مصر غير، يعني، أهله يعانوا، ونتمنى من الله سبحانه وتعالى إنه يعينها على إن إحنا في نهاية ال3 سنين، نكون انجزنا هذا الأمر، وفعلا غيرنا، وستون إن شاء الله ال، هذا الأمر يعني، وإحنا بنطلقه، وبنطلقه عمليا يعني، ثم وإحنا بنحتفل إن شاء الله بكل مرحلة بعد ما نخلصها.
مرة تانية وكل سنة وإنتوا طيبين، وأنا بشكر وزارة الداخلية ورجال الشرطة، جميعهم، بشكرهم على الجهد اللي اتبذل، بشكرهم على التضحيات اللي اتقدمت، ومازالت بتتقدم، واللي هاتتقدم بعد كدة. الحفاظ على أمن وطن، وحمايته، ده في تمن كبير بيدفعه، بيدفعه أهل الوطن، سواء كانوا في الجيش أو الشرطة، أو حتى من المواطنين العاديين. شكرا جزيلا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألقيت الكلمة بمجمع الاحتفالات والمؤتمرات بمقر أكاديمية الشرطة فى القاهرة الجديدة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وعدد من الوزراء.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط