شكرًا جزيلًا، لكن طبعًا، الفضل لله سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ثم للمصريين، قبل ما نتكلم، لأن هم بتكاتفهم، وبوقفتهم اللي مازالت حتى الآن صلبة، صخرة قوية جدًا جدًا تتحطم عليها أي تحدي، وزي ما قلنا وإحنا بنتكلم، الموضوع ماعملوش حد لوحده، ده إحنا عملناه كلنا مع بعض، ومش هاينجح إلا لما نفضل كلنا مع بعض، ماحدش يقدر يعمل حاجة لوحده مهما كان، لكن ربنا المستعان يعني.
بسم الله الرحمن الرحيم.. بس مش المستعان بتاعة الاختيار... (يضحك الرئيس) لأ، للأسف يعني، للأسف...
بسم الله الرحمن الرحيم،
شعب مصر العظيم،
أيها الشعب الأبي الكريم،
نحتفل اليوم بالذكرى السابعة لثورة الثلاثين من يونيو 2013، تلك الثورة المجيدة التي سطرت خلالها جماهير أمتنا بإرادتها، بإرادتها الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن، وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها أي عائق.
السيدات والسادة،
لقد تابع العالم أجمع باندهاش وإعجاب، انطلاق شرارة ثورتنا المباركة، التي قضت على كل محاولات البعض المستميتة لطمس الهوية الوطنية، فقد ظن هؤلاء، ومن يقف وراءهم، أن مصر قد دانت لهم دون غيرهم من أبناء الوطن، وأن أهدافهم التي يسعون إليها قد أصبحت قريبة المنال، فخرجت جموع الملايين معلنة رفضها القاطع لكل محاولات اختطاف الوطن، الذي تولى أمره من لا يدرك قيمة وعظمة مصر.
وفي خضم هذه الأحداث كانت القوات المسلحة تتابع وتراقب مطالب جماهير هذا الشعب العظيم، حيث انحازت إلى الإرادة الوطنية الحرة، وذلك استنادًا إلى ثوابتها التاريخية، وعقيدتها الراسخة، وباعتبارها ملاذ الشعب الآمن، وسنده الأمين، واتخذت قرارها التاريخي بمشاركة مختلف القوى والتيارات السياسية بوضع خارطة مستقبل، تسير الدولة المصرية على خطاها للعبور من الفوضى والعبث إلى بر الأمان.
شعب مصر العظيم،
إننا ننظر إلى واقعنا الراهن باعتباره حلقة جديدة من سلسلة حلقات تاريخنا المفضل، تاريخنا المتصل، نرصد الظواهر المتغيرة والتحديات المتجددة، نحاول جاهدين أن نبني وننمي، لنغير الواقع الحالي على نحو نرضاه ونفتخر به، واضعين نصب أعيننا أن تكون مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها وللأجيال القادمة، مع إدراك متغيرات العصر المتسارعة، وشواغله الجديدة.
ولقد كانت، ولقد كنا ندرك منذ اللحظة الأولى لثورة 30 يونيو المجيدة، أننا سنخوض مواجهات عنيفة مع تنظيم إرهابي دولي غادر، لا يعرف قدسية الأرواح وحرمة الدماء، ومن هنا كان خطر الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات على مدار السنوات الماضية، حيث سعت أيادي الشر لترويع الآمنين في ربوع مصر، وخلق حالة من الفوضى من خلال العنف المسلح في محاولة بائسة للعودة مرة أخرى إلى الحكم.
وهنا، أثبت الشعب البطل أصالة معدنه وصلابة عقيدته، من خلال الوقوف خلف رجال قواته المسلحة البواسل، ورجال الشرطة الأوفياء، الذين سطروا ملاحم البطولة والفداء، حيث استطاعوا خلال السبعة أعوام الماضية أن يقضوا على البنية التحتية لتلك العناصر الإجرامية.
وفي هذه المناسبة، أوجه التحية والتقدير باسم شعب مصر كله إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الذكية ثرى مصر الطاهر.
الأخوة والأخوات،
أبناء شعب مصر،
لم تكن ثورة الثلاثين من يونيو مجرد، مجرد انتفاضة شعبية على نظام حكم لا يرضى عنه الشعب، وإنما كان تغييرًا لمسار أمة، تملك رصيدًا كبيرًا من المجد، وتاريخًا فريدًا من الحضارة، ومكانًا عظيمًا بين الأمم الأخرى، وتتطلع إلى أن تعود إلى سيرتها الأولى، وتتبوأ مكانتها التي تستحقها، فكانت الإصلاحات الاقتصادية بمثابة وقفة جادة مع النفس. صارحنا فيها أنفسنا بحقيقة وضعنا الاقتصادي، ووجدنا أنه لا سبيل أمامنا سوى المضي قدمًا في هذا الطريق الصعب، باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الجذرية، ترتكز بالأساس على إعادة بناء الاقتصاد الوطني، والتي لولا تحمل الشعب لها، وثقته في نفسه وفي قيادته، ما كانت لتؤتي ثمارها، حيث حققنا في هذا المقام إنجازات شهد لها العالم بأسره.
ولقد أثبت شعب مصر العظيم أن لديه من قوة الإرادة وصلابة العزيمة للمضي قدمًا ودائمًا للأمام، متخطيا جميع الصعاب والتحديات. وأؤكد لكم أن الدولة تقدر حجم التضحيات التي تحملها شعب مصر العظيم، وإننا مستمرون في العمل على الإصلاح والتطوير، إدراكًا منا لضرورة مواجهة الأزمات التي طال أمدها في الدولة.
وها نحن اليوم، نخوض اختبارًا جديدًا في مواجهة تحدي جائحة كورونا، والتي تتأثر بها الإنسانية بأسرها، وأقول لكم بكل صراحة وصدق، إن من حق الشعب المصري أن يفخر بتضحيات أبنائه الأوفياء من الأطقم الطبية والقائمين على المنظومة الصحية بالدولة، لمحاصرة فيروس كورونا واحتواء تداعياته، وهو الأمر الذي يستوجب منا بلا شك التوقف أمامه، باعتباره شاهدًا على تفرد وصلابة الشعب المصري، وقدرة مؤسسات دولته التي تسعى جاهدة لتحقيق التوازن بين حماية المواطنين من خطر الفيروس، وبين استمرار عملية الإنتاج والتنمية.
شعب مصر العظيم،
إن مستقبل الأوطان لا تصنعه الأماني البراقة، والشعارات الرنانة، ولعلكم تدركون أن أمن مصر القومي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن محيطها الإقليمي، فهو لا ينتهي عند حدود مصر السياسية، بل يمتد إلى كل نقطة يمكن أن تؤثر سلبًا على حقوق مصر التاريخية.
ولا يخفى على أحد أننا نعيش وسط منطقة شديدة الاضطراب، وأن التشابكات والتوازنات في المصالح الدولية والإقليمية في هذه المنطقة، تجعل من الصعوبة على أية دولة أن تنعزل داخل حدودها، تنتظر ما تسوقه إليها الظروف المحيطة بها، ومن هنا، كان استشراف مصر لحجم المخاطر والتحديات، التي ربما تصل إلى تهديدات فعلية تتطلب التصدي لها بكل حزم، على نحو يحفظ لمصر وشعبها الأمن والاستقرار.
ورغم امتلاك مصر لقدرة شاملة ومؤثرة في محيطها الإقليمي، إلا أنها تجنح دائما للسلم، يدها ممدودة للجميع بالخير والتعاون، لا تعتدي على أحد، ولا تتدخل في الشؤون لا داخلية لأحد، لكنها في الوقت نفسه، تتخذ من الإجراءات ما يحفظ لها أمنها القومي.. هذه هي سياسة مصر التي تتأسس على الشرف في كل تعاملاتها دون التهاون في حقوقها.
شعب مصر العظيم،
وفي الختام، نحن على ثقة تامة بأننا بالإرادة والعزم قادرون بعون الله، على تحقيق رؤيتنا المضيئة التي نحلم بها لوطننا الغالي. كما أؤكد لشعبنا العظيم أننا ماضون على عهدنا، نحمي وطننا ونجدد وعدنا بألا نفرط أبدا في حق من حقوقه.
أتوجه إليكم جميعا مجددًا بالتحية والتقدير، كل عام وأنتم بخير ومصر العزيزة في أمان وتقدم، وتحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألقيت الكلمة في مجمع الجلاء للقوات المسلحة بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعلي عبد العال رئيس البرلمان، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط