بسم الله الرحمن الرحيم،
السادة أعضاء هيئة الشرطة،
الحضور الكريم،
في يوم من أيام العزة والكرامة والوطنية، تمتزج فيه مشاعر الفخر بتضحيات رجال، هانت عليهم أنفسهم، ولم يهن عليهم وطنهم، فقاتلوا، وصمدوا، وضربوا أروع الأمثلة في الزود بالروح والنفس، دفاعا عن شرف الوطن، وإعلاء لقيمته العليا، التي سكنت داخل نفوسهم، واستقرت داخل ضمائرهم.
ومع شعورنا بالفخر الذي يعلو جبين أمتنا، يتنامى لدينا إحساس بأن جينات الصمود وسمات البطولة متأصلة ومتوطنة، تنبت بها الأرض المصرية الطيبة، أجيالا وراء أجيال، فالملحمة التي سطرها السابقون من رجال الشرطة البواسل يوم الـ25 من يناير عام 1952، ستبقى محفورة في وجدان وذاكرة الأجيال المتعاقبة من أبناء هذه الهيئة الوطنية الموقرة، الذي يعيدون صياغة التاريخ للحفاظ على أمن الوطن واستقراره.
شعب مصر العظيم،
إن عيد الشرطة المصرية ليس يوما مقصورا على رجالها فحسب، وإنما هو عيد لكل المصريين، فأبناؤها لم يكونوا منفصلين في يوم من الأيام عن آمال الوطن وآلامه، وهم أيضا جزء من نسيجه الوطني.
كما أنه فرصة لاستعادة الذكريات، وتدبر المعاني والقيم الأصيلة والنبيلة، الراسخة في قلب المجتمع المصري، والتي يأتي في مقدمتها الولاء والانتماء المطلق لمصر، أرضا وشعبا، هذه القيم التي تعرضت خلال السنوات الماضية لمحاولات مستميتة من قبل أهل الشر ومن يعاونهم للقفز عليها والنيل من ثوابتها، طمعا في تنفيذ مخططاتهم، وأهدافهم الخبيثة، في القضاء على أسس ومبادئ الدولة الوطنية، لكن الله سبحانه وتعالى يسخر دائما لهذا الوطن من أبنائه من يقف حائلا أمام أطماع الطامعين، وتآمر المتآمرين.
السيدات والسادة،
إن التاريخ سيتوقف طويلا وبإعجاب، أمام التجربة المصرية النابعة من قوة الإرادة وصلابة وعزيمة شعب مصر الأبي، الذي أدرك بحسه الوطني أن مستقبله لن يبنيه أحدًا.. أحد غيره، فصبر وتحمل قسوة إجراءات اقتصادية غير مسبوقة، في ظل أوضاع إقليمية ومحلية غير مستقرة، لكنه مضى في طريقه رافعا شعار نكون أو لا نكون، وقد رأى العالمَ، وقد رأى العالمُ أجمع كيف تحولت مصر في أعوام قليلة إلى واحة من الأمن والاستقرار.
كما تحقق على أرض مصر من إنجازات اقتصادية ونهضة عمرانية سيكون مرتكزا للانطلاق نحو بناء الدولة المصرية الحديثة، التي يسودها العدل، وتعلو فيها قيمة الإنسان المصري.
فتحية لكل امرأة مصرية حافظت على بيتها، وكانت ظهرا وسندا لعائلتها، وتحية لكل رجل مصري قهر المستحيل، وواجه الشدائد والمحن، وتحية لشباب مصر، وتحية لشباب مصر الواعد، وقود الوطن وذخيرة مستقبله.
الحضور الكريم،
يتواكب اليوم مع ذكرى ثورة الـ25 من يناير بمطالبها النبيلة لتحقيق سبل العيش الكريم للمواطن المصري، ولا يفوتني.. ولا يفوتني أن أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لأبناء شعب مصر العظيم في هذه المناسبة الغالية، متطلعين لاستكمال مسيرة البناء والتنمية، لنوفر لمصر وشعبها واقعا جديدا ومتطورا.
السيدات والسادة،
أعضاء هيئة الشرطة،
إن ما تخوضونه من حرب شرسة بالتعاون مع أقرانكم من رجال القوات المسلحة البواسل ضد الإرهاب الأسود، سيظل محل تقدير واعتزاز مني، ومن جميع أفراد شعبنا العظيم، فالمهام المقدسة والتضحيات الجسام، لا يستطيع حمل أمانتها إلا رجال أشداء، يدركون جيدا قيمة الانتماء الوطني، فأنتم أبناؤه الأوفياء، ومصدر فخره وعزته، وإن مصر تتطلع إليكم وإلى دوركم الرائد في حماية الوطن من كل شر.
مرة أخرى، تحية لكم في يوم عيدكم، وتحية لشهدائنا الأبرار، التي تطوف أرواحهم حولنا، تزهو في عزة وكرامة بمنزلتها العليا في الدنيا والآخرة،
كل عام وأنمت بخير، ومصر العزيزة الغالية في تقدم وازدهار دائما وأبدا.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر..
(تصفيق)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ألقيت الكلمة في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعدد من الوزراء والشخصيات العامة وكبار رجال الدولة.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط