اسمحولي السادة القادة إن أنا أرحب بكم مجددا، وبكم جميعا، وأنقل لكم تحيات فخامة الرئيس رامافوزا واعتذاره عن عدم، يعني، حضوره، لأن هو كان موجود معانا بالأمس، لكن حصلت تطورات في جنوب إفريقيا خاصة بالفيضانات اللي موجودة هناك، والحقيقة كان ده سبب لعودته مرة أخرى وقطع زيارته لينا، وماكملش، لذلك فأنا بقدملكم اعتذاره.
كمان مش هايفوتني إن أنا أهني الرئيس ماكي سال بعيد ميلاده، كل عام وإنت طيب، وهانحتفل النهاردا بالليل بهذا العيد أثناء العشاء.
(تصفيق، والرئيس يضحك ويصفق).
أنا فيما يخص، فيما يخص ما تم الحديث عنه، التحديات اللي بتواجه إفريقيا، اسمحولي إن أنا هاتكلم الأول إن أنا رغم كل التحديات اللي موجودة ورغم كل الصعوبات اللي موجودة إنما أنا شايف إن في أمل وفي تفاؤل، يمكن يكون نتيجة حجم التحديات دي و، يعني، وكثافتها تعطي انطباع غير كدة، لكن أنا شايف إن التحرك اللي تحركته إفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية، تحرك إيجابي جدًا، ويدعوا للتفاؤل، وحجم النمو اللي تحقق في دول كثير من دول القارة، يدعو أو يؤكد المعنى دا.
صحيح، إحنا محتاجين مقاربة شاملة في معالجة التحديات اللي بتواجه القارة، مبنية على التنمية المستدامة في القارة، ويمكن إحنا اتحركنا في دا في القارة بالكامل، سواء كان على مستوى الاتحاد الإفريقي أو حتى على مستوى الدول. وأنا لما هاتكلم عن التنمية المستدامة وأقول إن هي دا هدف تحقيقه بيحقق الاستقرار والأمن، وبيحقق تطلعات الشعوب الإفريقية في مستقبل أفضل.
وأنا في النقطة ديت اسمحولي أتحدث عن، باختصار، عن تجربتنا في مصر، لأن أتصور إن ما يحدث أو ما حدث لنا في مصر، هو صورة مصغرة للواقع الأفريقي اللي إحنا بنعيشه. في 2013 كانت الدولة المصرية بتواجه تحديات كثيرة جدًا جدًا بما فيها حرب أهلية، وإرهاب، وكان قدامنا خيارات، يا ترى نواجه الإرهاب ونتوقف عن التنمية؟ ولا نعمل التنمية ونتخلى عن مواجهة الإرهاب؟
إحنا اتحركنا في المسارين، وعشان كدة، إحنا في أفريقيا ماعندناش غير التحرك في التنمية المستدامة وتعزيز منظومة السلم والأمن الإفريقية. إذا كنا عايزين نتجاوز ما نحن فيه، لما نتكلم عن التنمية المستدامة، إحنا بنتكلم عن بنية أساسية قارية، ويمكن كلامي مع فخامة الرئيس رامافوزا امبارح، كان بيتعلق بالأمر ده، قلتله إن إحنا لو كان النهاردا نتج عن الأزمة الموجودة في جنوب أفريقيا حجم هائل من انقطاع أو توقف محطات الكهربا في جنوب أفريقيا، قلتله لو كان بيننا بنية أساسية تربط بين القارة وبعضها البعض، بنية أساسية قارية، أو حتى على مستوى الأقاليم الجغرافية الإفريقية، كان ممكن قوي.
والكلام ده أنا قلته أكتر من مرة، وبأكّده هنا قدامنا كلنا، نحن ليس لنا مستقبل في أمل كبير للدولة، للقارة الإفريقية، إلا بإقامة بنية أساسية متطورة، تربط بين دول القارة، سواء كان بالطرق أو بالسكة الحديد أو بشبكات الربط الكهربائي، واللي أنا بقول عليه، إذا كان النهاردة في آسيا، زي ماقال فخامة الرئيس إن الكيلو واط أقل من نص التمن اللي إحنا بيكلفنا هنا في القارة، فده نتيجة إن هم بيستفيدوا من قدرات النقل المتاحة ليهم.
مثال، أنا كان ممكن قوي لدينا في مصر الآن أكتر من، يعني، 20% احتياطي من الطاقة المصرية متاح إن إحنا نقدر ننقله لدولنا أو لأشقائنا في أفريقيا. لو كان في شبكة ربط كهربائي بيننا وبين دول القارة، كان ممكن هذه الكهربا تصل ببساطة إلى أشقائنا، وبأسعار ماتبقاش بنفس التكلفة اللي فخامة الرئيس قال عليها، اللي هي 14 سنت للكيلو. لا ممكن تبقى بنص القيمة ديت.
فاللي أنا عايز أقوله عشان بس التنمية المستدامة اللي بنتكلم عليها، إحنا إذا كنا عايزين نعمل قفزة ضخمة كبيرة في هذا الأمر، طيب، أنا بردو يعني بيحضرني فخامة الرئيس التشادي جنبي، لو في عندي ربط مباشر بين مصر وبين تشاد، على سبيل المثال يعني، كان النهاردا كل المنتجات اللي موجودة في تشاد واللي مصر بتحتاجها كان من السهل جدا علينا إن إحنا نتحصل عليها، ويبقى فايدة مشتركة أو عائد مشترك بين مصر وما بين تشاد.
أنا عايز أقول، في التنمية المستدامة إذا كنا بنحلم بيها، آه إحنا اتحركنا في اتفاقية التجارة الحرة القارية ودخلت حيز النفاذ، ده كلام مهم جدا وهايعمل تقدم كويس، ولكن إذا أردنا تنمية مستدامة قارية، فليس أمامنا غير البنية الأساسية القارية.
وهارجع بقى لمصر هنا في التجربة بتاعتنا اللي أنا بقول إن كانت مصر عبارة عن نموذج صغير للي بيحدث في إفريقيا. إحنا تحركنا في إعادة تأهيل وتطوير البنية الأساسية في مصر بشكل ضخم جدًا، وبالتالي أوجدنا فرص عمل محلية لمواطنينا، لغاية لما نستطيع إن إحنا من خلال البنية الأساسية اللي تم تطويرها وإعدادها تبقى الدولة المصرية قادرة على القيم المضافة الأخرى في الزراعة وفي الصناعة وفي المواد الخام اللي موجودة في أي دولة، في مصر أو في الدول الأفريقية اللي أنا بتكلم عليها.
إذن، تجربتنا في إن إحنا وإحنا بنتعامل مع التحديات اللي موجودة في مصر واللي هي موجودة مثيل لها في القارة الأفريقية، ليس لنا مسار غير التنمية المستدامة وتعزيز منظومة السلم والأمن، ليه؟ لأن إحنا إذا كان دول الساحل والصحراء بتتكلم النهاردة عن تحدي الإرهاب، هذا التحدي مازال قائما في مصر، وكان قائم بشكل أكبر كتير من الواقع اللي إحنا موجودين فيه دلوقتي، ولكن إحنا واجهناه جنبا إلى جنب أو بالتوازي مع إطلاق ال، خطة طموحة جدًا جدًا لصالح التنمية المستدامة في مصر.
طيب.. الإرهاب اللي إحنا بنتكلم عليه، سواء في مصر أو في دول الساحل والصحراء أو في أي منطقة أخرى في القارة أو خارج القارة، بتتطلب منا زي ما اتقال، أيوة، عمل جماعي، وإحنا في مصر مستعدين مع أشقائنا وإحنا قلنا الكلام ده خلال اللقاءات اللي فاتت إن إحنا مستعدين إن إحنا نتعاون ما أمكن، إحنا دولة برضه ليست لدينا قدرات اقتصادية ضخمة عشان نقدر نستطيع أن نقدم دعم شامل في مواجهة الإرهاب، لكن ما أمكن من التدريب ونقل الخبرات وبعض المعدات والأسلحة والذخاير المتاحة اللي ممكن نقدمها لأشقائنا في دول الساحل والصحراء.
الإرهاب لن نستطيع أن نواجهه إلا بعمل جماعي، ليس فقط بواسطة الدول اللي هي بتواجه الإرهاب، ولكن بكل الدول الإفريقية بل والعالم كله. دي نقطة، النقطة التانية بصراحة يجب أن نتعامل بحسم، بحسم، مع الدول التي تقوم بدعم ورعاية الإرهاب، ولا ننظر بنظرة ضيقة إلى مصالح من جانب هذه الدول في دعمها لينا بشكل أو بآخر، وأنا مش عايز أتكلم بشكل أكبر من كدة، لكن لابد إن إحنا يكون لينا رد جماعي في مواجهة الإرهاب، ورد حاسم مع الدول التي تقوم بدعم هذا الإرهاب، لأنها الجماعات الإرهابية لم يكن لها القدرة ولن يكون لها القدرة مهما حصل إنها تقاتل بالشكل دا إلا إذا كان بيتقدم لها دعم ضخم مادي وعسكري ومعنوي كمان.
فأنا بتكلم في النقطة ديت، أرجع بقى لمنظومة السلم والأمن الإفريقية. لدينا منظومة بالفعل، مجلس السلم والأمن الإفريقي، لدينا القوى الإفريقية الجاهزة، لدينا لجنة الأركان الحرب، لدينا آلية الإنذار المبكر والسياسة الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية، لدينا صندوق السلام، ولدينا لجنة الحكماء.
إحنا متحكمين في هذا الإطار بإن إحنا بنقول لابد من أن نعزز من قدرة القوة الأفريقية الجاهزة، حتى على مستوى الأقاليم الجغرافية حتى تستطيع أن تقوم بمساهمات لصالح إقرار السلام والمساعدة في مواجهة التحديات الأمنية التي تجابه القارة.
نحن في مصر خلال هذا الشهر سيتم عقد مؤتمر لصالح عمل توجيهات بوساطة لجنة الوزارية للأمن والدفاع، عشان تنظر في التوجيهات الاسترشادية التي تحكم عمل هذه القوة.
اللي أنا عايز أقوله عشان لا أطيل عليكم، نحن لدينا القدرات التي نستطيع معا أن نجابه بيها تحدياتنا، ولا نتصور إن التحدي اللي موجود في دول الساحل والصحراء، أنا عايز أقول إن كان عندنا في مصر تحدي كبير قوي، وكنا، مش بقول الكلمة دي معناها إننا نتخلى عن بعضنا البعض، لكن كنا لوحدنا، مصر كانت لوحدها، ومازالت لوحدها تقاتل بالنيابة عن العالم كله الارهاب في.. مش بس في سينا، زي ما الناس كانت متصورة، ولكن أيضا في حدودنا الغربية على مواجهة ليبيا، اللي إحنا أول من تضرر، أول من تضرر من الموقف اللي حدث في ليبيا، واللي إحنا بندعوا بنتحرك عشان سرعة إنهاء هذه الأزمة التي تؤثر على أمننا واستقرارنا جميعا.
لكن اللي أنا عايز أقوله في هذا الأمر: نستطيع معا، مرة تانية، إن إحنا نواجه هذا التحدي، تحدي الإرهاب، اللي هو الحقيقة بيؤثر على قدراتنا الاقتصادية وبالتالي قدرتنا على التنمية وتحقيق آمال شعوبنا، بيتأثر بيها.
لكن، ليس لنا خيار غير إن إحنا نتحرك مع بعضنا البعض، وكل الدول التي لديها هذا التحدي، أنا بقولكم وبعلن هنا قدام الجميع: مصر مستعدية إنها تساهم ما أمكن في دعم هذه الدول في مواجهة هذا الإرهاب، وبدعو وإحنا يعني في كلام بيتم دلوقتي تحدثت فيه مع يعني قادة الدول اللي موجودة معانا النهاردا في هذا الأمر، ولن نتحدث فيه علانية حتى يتم بلورته بشكل قوي، ولكن عايز أقول إن إحنا قادرين على إن إحنا نواجه هذا الأمر وننجح فيه، والمسألة الليبية في القريب إن شاء الله خلال الشهور القليلة القادمة نكون أوجدنا حل ليها، حل شامل فيما يخص، وهذا الحل حل سياسي بالطبع، عشان تبقى ال، بؤرة الإرهاب اللي بيتم دفع المقاتلين والذخاير والأسلحة من خلالها إلى دول الجوار بما فيهم مصر، تنتهي بشكل كبير.
أنا متفائل، اسمحولي إن أنا كرئيس للاتحاد الأفريقي وخلاص أنا على مشارف انتهاء دورتنا، ما تحقق خلال السنين اللي فاتت، وخلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، جيد، وسنستمر حتى بعد تسليم هذه الرئاسة لجنوب إفريقيا في دعم جهود الاتحاد الإفريقي في هذا المجال.. شكرا جزيلا.
(تصفيق).
ألقيت الكلمة في مدينة أسوان ضمن فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، بحضور رؤساء عدد من الدول الأفريقية والحكومات وكبار المسؤولين.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط