قطعت نتائج أحد أطول اجتماعات القادة الأوروبيين، الطريق- ولو مؤقتاً- أمام خروج اليونان من منطقة اليورو، على خلفية فشلها في تسديد مستحقات الدائنين الأوروبين.
وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي، دونالد تاسك، اليوم الاثنين من بروكسل، عن اتفاق قادة منطقة اليورو علي منح اليونان حزمة انقاذ مالي ثالثة، بعد مفاوضات ماراثونية استمرت من أمس الأحد، حتى فجر اليوم، بحضور قادة 19 دولة أوروبية.
خالف بقاء الدولة المتعثرة في فلك الإقتصاد الأوروبي، توقعات المتابعين الأزمة المتصاعدة في الأسابيع الماضية، بخروجها من منطقة اليورو بعد تصويت شعبها في استفتاء يوم الأحد قبل الماضي على رفض شروط الدائنين باتخاذ حزمة إجراءت تقشفية منها تقليص الإنقاق العام.
في عالم مواز، للكواليس المحتدمة للمفاوضات الماراثونية بين أثينا، ممثلة في رئيس وزرائها المنتمي لحزب يساري أليكسيس تسيبراس، والدائنين الأوروبين، وعلى رأسهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، انشغلت مواقع الإعلام الإجتماعي بتطورات الأزمة اليونانية على مدار الأسبوع الذي أعقب الاستفتاء الشعبي، بين مؤيد لمطالب الدائنين ومعارض لها.
من تويتر كان الإعلان عن خروج المفاوضات الأوروبية من عثرتها، بالتوصل إلي "اتفاق"، كما غرد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل علي حسابه الخاص الذي أعاد متابعوه نشر تغريدته أكثر من 4 آلالاف مرة. وعلى تويتر بدأت المناقشات حول الاتفاق الذي تم الإعلان عنه دون الإفصاح عن بنوده مفصلة بعد. غرد المستخدمون بالإنجليزية واليونانية والألمانية، ولغات أخري علي هاشتاج #agreekment، وبلغت عدد التغريدات أكثر من 3700 تغريدة.
http://i.imgur.com/DNZLIpd.png
عقب عدد من الخبراء الاقتصاديين العالمين علي الاتفاق الجديد، علي مواقع الإعلام الاجتماعي، منهم مدير مركز الأرض البحثي، في جامعة كولومبيا، جيفري ساش، الذي يتابعه علي حسابه علي توتير قرابة 200 ألف متابع. قال في عدة تغريدات إنه يقف ضد منح اليونان قروض جديدة، موضحا "أنا مع إعادة هيكلة الديون، من خلال تخفيف عبء الدين، وتخفيض أسعار الفائدة، وتسديدها علي فترات طويلة بما يجنب اليونان اللجوء إلي قروض جديدة لتسديد القديمة.
أكد لفت ساش إلي أهمية توصل قادة اليورو إلي اتفاق، قائلاً "كانوا على صواب أن يتجنبوا الوصول إلي حافة الهاوية، ولكن الاختبار الحقيقي يتمثل في فتح البنوك اليونانية المغلقة، وتنفيذ تدابير الإصلاح، بالإضافة إلى تخفيف عبء الديون".
وتابع ساش انتقاده للسياسات الاقتصادية والمالية لمنطقة اليورو المتأثرة بالمصالح السياسية للدول الأعضاء، محذراً من أنها كانت ستؤدي إلى انهيار النظام بأكمله والقضاء على البنوك اليونانية، مضيفاً "يجب عليهم أن يتوقفوا على اللعبة السياسية والعمل باحترافية للخروج من الأزمة"
على هاشتاج #ThisisAcoup الذي يعني هذا انقلاب، هاجم قرابة النصف مليون مستخدم الاتفاق، حيث كان في المرتبة الثانية في أكثر الهاشتاجات تداولاً عالمياً، وفي المرتبة الأولى في ألمانيا واليونان.
http://i.imgur.com/osyyUdU.png
تدفقت عشرات الآلاف من التعليقات الغاضبة من المقترح الأوروبي بقيادة ألمانيا بشأن دفع اليونان إلى تمرير قوانين جديدة خلال الأيام المقبلة، لرفض الضرائب وخفض الإنفاق على المعاشات التقاعدية.
وحصل الهاشتاج علي المزيد من الزخم عندما أشاد به الخبير الاقتصادي الحائز علي جائزة نوبل، بول كروغمان،في مقاله علي موقع صحيفة "نيويورك تايمز": "هذا الهاشتاج على صواب تماماً، فهذا الاتفاق يدمر بشكل كامل الوطنية لليونان، ولا أمل في استعادة عافيتها مرة أخرى".