ذكر تقرير أصدره مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، استند إلى متابعة ما نشرته وسائل الإعلام، أن 1414 حالة انتهاك لحقوق الإنسان وقعت في مصر في النصف الأول من عام 2019، أغلبها يتعلق بالسجناء والمحبوسين احتياطيًا.
وتناول المركز الحقوقي، في تقريره الصادر اليوم الثلاثاء تحت عنوان من الإعلام: أرشيف القهر – النصف اﻷول من 2019، سبع صور من الانتهاكات، هي "القتل والوفاة في مكان الاحتجاز والتكدير أو التعذيب بصورتيه فردي وجماعي والإهمال الطبي والاختفاء القسري وعنف الدولة"، حسبما جاء في التقرير.
الاختفاء يتصدّر
على المستوى النوعي، تصدّر الاختفاء القسري الانتهاكات بـ492 حالة في 6 شهور، بنسبة بلغت أعلى معدلاتها في مارس/ آذار بواقع 111 حالة وأقلها في يونيو/ حزيران بـ 54 حالة.
وتذيّل قائمة الانتهاكات الوفاة في مكان الاحتجاز بـ30 حالة على مدار 6 شهور، كان أغلبها في يناير/ كانون الثاني بواقع 7 حالات وأقلها في فبراير/ شباط ومايو/ أيار بواقع 4 حالات لكل شهر منهما.
في المركز الثاني بين الانتهاكات، حلّ "القتل" بواقع 302 حالة في 6 شهور، كان أكثرها في يناير بـ89 حالة وأقلّها في مارس بـ9 حالات، أما المركز الثالث فكان "التكدير/ التعذيب الفردي" (داخل مقّار الاحتجاز) بإجمالي 283 حالة في 6 شهور، كان أكثرها 86 حالة وقعت في فبراير وأقلّها 18 حالة في مايو.
فبراير اﻷول
زمنيًا، كان فبراير أعلى الشهور في إجمالي حالات الانتهاكات بمختلف صورها، وذلك بواقع 272 حالة، كان أغلبها تكدير فردي (86 حالة) وأقلّها التكدير الجماعي (حالة واحدة)، تلاه شهر يونيو بـ249 حالة أغلبها تكدير فردي (26 حالة) وأقلّها الوفاة في مكان الاحتجاز (5 حالات).
وبفروق بسيطة حلّ شهر مايو وأبريل/ نيسان في المركزين الثالث والرابع في حالات الانتهاكات، بواقع 248 و246 حالة في كل منهما على الترتيب، وكان مارس في المركز الخامس بـ 209 حالة، بينما تذيّل يناير القائمة بواقع 190 حالة.
في حالات "القتل"، كان عدد غير المعروفة أسمائهم 284 شخصًا مقابل 30 قتيلاً نشر التقرير أسمائهم، اختلفت أماكن وفاتهم بين المحاكم وأماكن الاحتجاز والمنزل عقب الخروج من السجن مباشرة، وتصدّرها السجون بـ17 حالة ثم أقسام الشرطة بـ7 حالات، تصدّر الأسباب الإهمال الطبي بـ19 حالة.
تكديرات طُرة
وفي حالات التعذيب، تصدّرت السجون أيضًا أماكن وقوعها بـ24 حالة تلاها 20 حالة أثناء الاختفاء ثم 15 حالة في أمن الدولة، وتنوع التعذيب بين صور مختلفة كان أغلبها الضرب.
شهد مجمع سجون طرة بمفرده 47 حالة تكدير فردي، ليصبح اﻷول بين اﻷماكن التي شهدت تكديرًا لسجناء اختلف بين صور عديدة كان منها الحرمان من التريّض أو الصلاة أو دخول ملابس وأدوية، أو استمرار الحبس رغم صدور قرارات إخلاء السبيل، أو الاحتجاز في عنابر الإعدام لسجناء غير محكومين بهذه العقوبة".
لم يختلف اﻷمر كثيرًا فيما يتعلق بالتكدير الجماعي، الذي تصدّره سجن برج العرب بـ16 "استغاثة"، من تكديرات جماعية اختلفت بين "التعنت في تفتيش أغراض الزيارة، أو تجريد سجناء من متعلقاتهم الشخصية، والتجويع والتعطيش، أو منع الزيارات ﻷيام".
ولم تغب السجون عن الصدارة فيما يتعلق بالإهمال الطبي، بواقع 32 حالة في السجون من إجمالي 111 حالة لهذا النوع من الانتهاكات، كان أعلاها في طُره.
وفيما يتعلّق بالاختفاء القسري، كشف التقرير أن من بين 399 حالة، وقع 27 منها ﻷشخاص كانوا سُجناء واختفوا بعد حصولهم على قرار إخلاء السبيل مباشرة، بينما كانت أعلى الحالات هي 172 حالة اختفاء من المنازل، وبينها 242 حالة وقعت فترة اختفائها في 2019 فقط.
واختتم "النديم" تقريره برصد لوقائع "عنف الدولة"، والتي بلغت خلال النصف الأول من العام 143 حالة، تمثّلت في أحداث مختلفة كان منم بينها "الاعتقالات العشوائية، واعتقال أهالي من المحاكم، وتعنّت في تسليم جثامين بعد الإعدام، وتفريق مظاهرات طُلابية، وتخطّي الحد الأقصى للحبس الاحتياطي". وكانت القاهرة في الصدارة الجغرافية بين مسارح هذه الأحداث بواقع 90 حالة.