ما يزال الغموض يحيط بمصير ملك الكاشف، الفتاة العابرة جنسيًا، وذلك بعد مرور يوم كامل على القبض عليها في ساعة مُبكرة أمس الأربعاء، وانتشار أنباء تفيد بالقبض عليها بسبب دعوة وجهتها للتظاهر، فيما أعلن محاميها اتخاذه خطوة جديدة للكشف عن مصيرها.
وعلى مدار الساعات اﻷربع والعشرين الماضية، حاول حقوقيون استجلاء مصير الكاشف، والتي تُعدّ واحدة من الناشطات في مجال الحقوق والحريات الجنسية، وذلك عبر البحث عنها في عدد من أقسام الشرطة والنيابات، وهو ما لم يُسفر عن شيء حتى ظهر اليوم الخميس.
وقال علاء فاروق، المحامي بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية للمنصّة "ملك لحد دلوقتي ماظهرتش، وامبارح سألنا في نيابة اﻷزبكية ونيابة أمن الدولة العُليا لكن مفيش نتيجة"، مُشيرًا إلى أن الخطوات المقبلة ستكون بعد مراجعة أسرتها والتشاور معها لاتخاذ القرار اﻷنسب.
في الوقت نفسه، أعلن عمرو محمد، المحامي بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، أنه تقدّم أمس بتلغرافات لجهات تنفيذية وقضائية تمثّلت في وزارة الداخلية ومكتب النائب العام، حول واقعة قبض قوات اﻷمن الوطني عليها من داخل منزلها بالجيزة، حسبما أبلغه أحد المقرّبين منها.
وقال محمد للمنصّة إن هذه البلاغات تتضمن تفاصيل عن حالتها الصحية والجسدية، وإن جنسها في البطاقة الشخصية ما يزال ذكرًا وليس أنثى، على الرغم رغم إجرائها عملية التصحيح الجنسي، مضيفًا "ذكرنا في البلاغات أن بحوذة ملك تقارير حكومية رسمية صادرة من مستشفى الحسين الجامعي تشرح حالتها الصحية".
ونفى المحامي ما تم تداوله على مدار الساعات الماضية عبر فيسبوك عن ظهور الكاشف في قسم شرطة اﻷزبكية، موضحًا أن سر انتشار هذه المعلومة "غير الصحيحة" هو خبر نشرته إحدى الصحف عن أن القبض عليها كان في حي اﻷزبكية.
وفي خبر منشور بموقع "الوطن"، مساء أمس، ذكر مصدر أمني لم يُفصح عن هويته، أن "الأجهزة الأمنية ألقت بالفعل القبض على ملك الكاشف بمنطقة الأزبكية، لاتهامها بالتحريض على التظاهر"، وأنها "محتجزة بشكل منفرد، وأنه جرى تحرير محضر بالواقعة، وجارٍ عرضها على النيابة العامة لمباشرة التحقيق".
وأشار المحامي عمرو محمد إلى أنه وعلى مدار يوم أمس كان البحث جاريًا عن ملك الكاشف في أكثر من جهة، تمثلت في "نيابة أمن الدولة العُليا وقسم شرطة ونيابة الهرم وقسم شرطة ونيابة الأزبكية، لكن دون العثور عليها حتى هذه اللحظة"، مُختتمًا بقوله إنه سيستمر في البحث على أمل أن تظهر اليوم في أي من النيابات.
وتداول عدد من مستخدمي فيسبوك وتويتر صورًا لملك الكاشف، مع أنباء أفادت بالقبض عليها بسبب دعوتها للتظاهر تحت شعار "راجعين التحرير"، والذي لاقى تفاعلًا من عدد كبير من مرتادي الموقع.
وأبدى عدد من المتابعين لقضية ملك تخوّفًا من ظروف الاحتجاز التي قد تخضع لها، بسبب التضارب بين جنسها وبين المذكور في الأوراق الثبوتية الخاصة بها، والتي لم تتمكن من تغيير نوعها فيها من ذكر إلى أنثى حتى الآن، ما قد يؤدي إلى احتجازها في زنزانة رجال، ويجعلها عُرضة لمضايقات.
ويأتي ما وقع لملك الكاشف في إطار حملة أمنية بدأت منذ الخميس 28 فبراير/ شباط، شهدت القبض على عشرات الأشخاص من محيط شوارع وميادين في منطقة وسط القاهرة، واحد منهم كان الطبيب صيدلي أحمد محيي، وذلك أثناء وقوفه في ميدان التحرير رافعًا لافتة تطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرحيل عن حُكم البلاد.
وشهد فيسبوك وتويتر انتشار دعوات للتظاهر عقب حادث قطار محطة مصر، يوم 27 فبراير، والذي راح ضحيته ما لا يقل عن 22 شخصًا، فضلاً عن إصابة عشرات آخرين.