السيسي: تسمحيلي إن أنا أتحدث، وأضيف مساهمة لكل ما قيل؟ مش عارف.. هل تسمحيلي بكدة؟
أكرر الكلام مرة تانية، وأقول إن أنا عارف إن إنتم أنهيتوا ال، ال، أنهيتوا النقاش، وأنا كان.. هل تسمحيلي، إن أنا أساهم معاكم في هذا النقاش؟
المحاورة: Absolutely
السيسي: (يضحك) متشكر جدًا.
(تصفيق)
آآ اسمحولي مرة تانية أرحب بيكم وأشكركم وأسجل بكل التقدير كل المساهمات اللي انتم تحدثتم بيها خلال النهاردة كله حتى وخلال هذه الجلسة. ولكن أنا اسمحولي هاضيف نقاط أرجو إن إحنا، يعني، لقيت إن أنا من المناسب بكوني مصري ومن قارة أفريقيا أن أتحدث عنها.
تحدثنا كتيرًا عن التحديات، ولكن اسمحولي إن أنا أكلمكم عن تحدي موجود إحنا شايفينه هنا في مصر، وأكيد هو موجود بشكل أو بآخر في أفريقيا، تحدي الوقت، تحدي الوقت.. الزمن.. يا ترى معدلات العمل إللي إحنا ممكن نتعامل بيها جوة بلادنا هي معدلات مناسبة ولا لأ.
هل النهاردة ونحن بنتحرك في أفريقيا وفي مصر والعالم المتقدم والعالم كله قد سبقنا بسنوات طويلة، هايتيحلنا الوقت الفرصة إن إحنا نتقدم بمعدلات متسارعة في ظل المعايير والسياسات المعمول بيها سواء، سواء كان هذه المعايير والسياسات اللي إحنا اللي هي النظريات الموجودة الاقتصادية والمالية المعمول بيها في بنوك التمويل في العالم، ولا هاتبقى هي كأنها معمولة طبقا لمعايير، معايير علمية، ومعايير اقتصادية مافيش كلام، وبالتالي لما تيجي تنطبق على ظروف القارة الأفريقية، قد لا تنطبق.
وبالتالي قد لا تنطبق لأن أي بنك هايدي تمويل في أفريقيا، هايحط آآ بيحط (كارتيريا) بيحط شروط، مش شروط علينا لكن شروط الحفاظ على المال اللي هو بينظم البنك، اللي البنك بينظم عممله واقراضه. يا ترى هو هايبقى داخل ومستعد يدينا ده. طب الوقت هايبقى كتير قوي علينا في أفريقيا وفي دولة زي مصر عشان نحققه، هاديكوا مثال.
إحنا في مصر لما جينا نعمل كل زملائي اللي شغالين معايا يجدون إن أنا مندفع جدًا في الأداء، فيقولوا إنت مستعجل ليه كدة؟ مستعجل ليه كدة؟ في قناة السويس كانوا بيتكلموا على 5 سنين، وفي أحسن الحالات 3 سنين، ولكن أنا كنت مصر على سنة، وربنا وفقنا وعملناها في سنة.
بس أنا هاقولكوا، أنا ماكنتش بعملها في سنة كوقت، من باب..
(تصفيق)
كوقت، هي عشان يعني إن أنا أقول إن مصر عملت معدلات غير مسبوقة.. أبدًا.. دي كانت الحاجة، الضرورة، الحتمية، هي اللي بتفرض عليا إن أنا أخلص بسرعة، ليه؟ لأن أنا مش هاحط المشروع الاقتصادي بعيدًا عن بقية الاعتبارات، الاعتبارات بتاعة بناء الأمل، وارضاء المصريين بعد فترة صعبة عاشوا فيها، فعايز أقولهم لأ، إنتوا تقدروا، ونفس الكلام عايزين نعمله في أفريقيا.
عايزين نقول للأفارقة اللي موجودين، ماتسيبوش بلدكم، خليكوا موجودين معانا، انتوا تقدروا تعملوا هاتعملوا، فكان الوقت هنا عنصر بالنسبة لي، عنصر مهم. ده بعيد عن الاقتصاد. لكن أنا مجرد ما خلصت بعد سنة، ورغم الركود الاقتصادي اللي كان موجود في الفترة ديت 2015 و16، على سبيل المثال اللي إحنا على الأقل خلال 17 و18 معدلات الزيادة السنوية في دخل القناة مابين الـ 500 وال700 مليون دولار، دول تحققوا لي من إن أنا أنجزت المشروع في وقت، في وقت قليل.
والكلام ده بينطبق على مشروعات أخرى. أنا النهاردة لما آجي أعمل مشروعات للطاقة في مصر. أنا بجيب مصر كمثال مش عشان أقدمها لكم، عشان أقولكم إنتم انظروا لأفريقيا من هذه الوجهة، من هذه النظرة، أنتم تتكلمون على مشروعات القيمة المضافة للحديد والنحاس والحاجات اللي موجودة في أفريقيا، لكن قولي وانت بتعمل الكلام ده في أي دولة بدون ذكر الدولة ديت، إنت عندك الطاقة لها؟ عندك الطرق والمواني لها؟ عندك ده ولا مش موجود؟ إنت هاتمول مشروع واحد، مشروع الحديد والصلب فقط، لكن هاتجيب الطاقة منين؟ وبالتالي مش هاتتعمل المشروع.
وهاتفضل القارة الأفريقية أو دولنا في حالة، في الحالة اللي إحنا فيها، وبقى هنا نقول بعد كدة الناس بتسيب، آآ بتسيب دولها وتمشي، هاتمشي، ماهو مافيش أمل، ماهو النهاردة المشروعات إذا ماكانتش بتتعمل بشكل جمعي، برؤية شاملة تحل المسائل الموجودة عشان المشروعات دي تتعمل، المشروعات دي مش هاتتعمل غير بإن إحنا ندور على إن مش بس الجدوى الاقتصادية لمشروع زي الحديد والصلب أو النحاس أو غيره، لأ.. يا ترى الطاقة موجودة؟ طب هانعملها إيه؟ طب البنية الأساسية لل، للنقل موجودة؟ طب هانعمل إيه؟
الفاصل مابـ، الفاصل الفجوة الكبيرة ما بين أفريقيا ودولها وأنا واحد منهم، وأنا واحد منهم، ومابين العالم الآخر، ضخمة..
(تصفيق)
ولا بد.. إحنا كقادة، كمسؤولين، حتى مش بس في أفريقيا، حتى في العالم إللي برة، عايزين تسيبوها كدة؟ ولا تاخدوا وتساعدوا معانا؟ إذا كنتوا عايزين تسيبوها كدة أنا أتصور إن الأمن والاستقرار استثمار.
أقولكوا تاني؟
(تصفيق)
الأمن والاستقرار استثمار.. إذا لم تستقر هذه القارة والأمن بيها يبقى معدلاته عالية، هذا الأمر سينعكس بالسلب علينا كلنا، علينا هنا يعني أفريقيا، والعالم كله بقى قرية صغيرة.
فأرجع تاني أقول الوقت.. عندما تحدث صديقنا وزميلنا عن كوريا وعن التعليم وعن ده، كان لديكم الوقت، وكان العالم لسة مادخلش في أعتاب، في تقديري التشبع الذي بدأ أو بدأت ملامحه تظهر في العالم في الصناعة، في التجارة.. طب إحنا مكانا فين في أفريقيا، إذا كان العالم كله خلاص تقريبا حجز مكانه في الصناعة والتجارة واحنا لسة مكانا، فإحنا الوقت أنا بعتبره في تقديري عامل حاسم جدًا جدًا لابد من وضعه في الاعتبار، كتحدي من التحديات اللي احنا في أفريقيا وفي مصر.
زمايلي زي ما قلتلكم كدة كانوا دايما يقولولي، أجيب الشركات وأقولهم تعمل المشروع ده في قد إيه؟ يقولي في 3 سنين أقوله من ضمن المواصفات إنك تعملهولي في سنة ونص، تقدر؟ يقولي طب ممكن يبقى سنتين، وبنفس المعايير اللي هي اللي إحنا محتاجينها.. كان الهدف من ده إيه؟ كان الهدف إللي إنتم دلوقتي بتقولوه، بتقولوا إن مصر ابتدت تاخد مكان مناسب.
زمايلي اللي موجودين ماحدش أبدًا في تقديري كان بيدعم أو طرح سياسات وأفكار بالمعنى ده، وهم زمايلي كلهم موجودين، ماحدش طرح الأفكار دي خالص وشاف إن هو عملية تسارع مع الوقت، هو آآ يعني، هدفه إيه؟
إذا كنتم عايزين كمسؤولين، كمسؤولين عن التمويل، إنتوا بتحطوا معايير تمويل خاصة بكم، ونحن في أفريقيا لدينا ظروف خاصة بنا. تقدروا تعملوا كوبري، جسر، بين الفجوة التي لدينا، وبين المعايير التي لديكم؟
(تصفيق)
تقدروا تعلموا ده؟ ولا هاتقولوا لأ المال ده مانقدرش نتعامل فيه بالأفكار غير بالمعايير إللي هي تنطبق على تقدمكم، تقدمكم في أوروبا وفي آسيا، ولكن لا تنطبق على تخلفنا، وأنا بقولها وأنا واحد منهم، مستعدين لده؟ مستعدين تدونا بتكلفة آآ، بتكلفة آآ خدمات للقرض، تتناسب مع ظروفنا؟ ولا بدون حتى تكلفة؟ ولا ده مايمشيش معاكوا؟ (يبتسم) مايمشيش معاكوا.. فـ.. (يضحك).
(تصفيق)
طيب، ماتنسوش، مادام إحنا اتكلمنا عن التحدي كوقت، التحدي الآخر اللي بيقابلنا وإنتوا بتتكلموا عنه، ده في فرق كبير جدًا إن انتوا تطرحوا الكلام كأفكار وكسياسات، وبين الواقع إلللي إحنا موجودين فيه، واقع نقص الخبرة والكوادر، إللي هي من خلالها ممكن تدرس وتطلع مشروع يبقى مناسب لتنفيذه ساعتها، يا ترى إحنا عندنا في بلادنا المستوى ده؟ ده تحدي آخر موجود هايقابنا ويقابلكم، لأن إنتوا في الآخر، يعني كتمويل، كدعم من الخارج، هايبص للموضوع ده من خلال دراسات الجدوى.
وأنا في تقديري، إحنا في مصر، كان دراسات الجدوى لو أنا مشيت بيها وخليتها العامل الحاسم في حل المسائل في مصر، أنا أتصور إن إحنا كنا هانحقق فقط 20 لـ 25% من ما حققناه.. 20 لـ 25%.
ده مش معناه إن المسار العلمي آآ نغفله، لأ، بس أنا كان عايز على سبيل المثال في مصر هنا، أشغل من 4 لـ 5 مليون مواطن، وكنت بعتبر إن ده استثمار في حد ذاته لاستقرار الامن، والحفاظ عالدولة، من خلال إعطاء الأمل وإعطاء فرص للتشغيل بمشروعات مختلفة، على رأسها البنية الأساسية وحاجات أخرى.
فأرجع مرة تاني ليكم إن إنتم كمان لازم تحطوا في الاعتبار إن إحنا مش قادرين نفكر زيكم، مش قادرين نخطط زيكم، لأن إحنا ماعندناش لا الخبرات ولا الكوادر اللي زيكم، وبالتالي بتطالبونا بأمور يمكن إحنا مانكونش، ممكن الكلام ده يزعل زمايلي في أفريقيا، أنا بقول وأنا منكوا، أنا واحد منكوا، مصر دولة منكم، محتاجين الدعم الفني والعلمي والخبرات ديت، عشان تُقدم كمان ضمن ما يُقدم يعني.
آآ النقطة التانية إللي إحنا، إنتوا بتقولوا إن في تحدي ديموغرافي في أفريقيا، تحدي إيجابي أفتكر، طب ما قدام منه تحدي سلبي في دول متقدمة في العالم المتقدم، يعني إذا كنا إحنا بنزيد بمعدلات كبيرة، ففي تناقص بمعدلات كبيرة في الدول المتقدمة.
هل الدول المتقدمة مستعدية تعطي فرصة لبعض الصناعات ويعاد توطينها في بلادنا باستفادة من هذه، من هذه القدرات الديموغرافية اللي موجودة عندنا، ولا هانبقى مصرين على إن هي نحتفظ بيها في الدول ديت، رغم إن في عندنا مشكلة في النمو الديموغرافي في هذه الدول، وعلى الجانب الآخر، نحن لدينا الفرصة، العمالة اللي انتوا بتتكلموا على إنها، يعني، مش متوفرة عندكم أو في تناقص ليها، هي بالفعل موجودة عندنا، بشيء من التأهيل والتدريب تستطيع أن تفعل ذلك.
القرار هايتاخد إمتى؟ الكلام ده مش لحضراتكم إللي قاعدين، الكلام ده بقولوا لنفسي وبقوله لزمايلي القادة والمسؤولين وكل الحاضرين هنا، وحتى للي بيسمعني من الدول الأخرى، هاتفضلوا مستنيين لغاية إمتى؟ لغاية لما تبقى القارة فيها 2 تريليون مابيشتغلوش ومش لاقيين شغل؟ زي ما قلت وقلت أول عامل تنتبهوا ليه هو العامل الوقت.
آآ، يا ترى إحنا قبل مانـ، هنا أنا بتكلم القارة الأفريقية، قبل ما تتكلم عن العمل وفرص التصدير للخارج، طب خلونا الأول نلبي مطالب المستوى الوطني، ثم المستوى القاري لأفريقيا، ثم نتكلم بعد كدة، وده بعتبره مش تحدي، بعتبره فرصة، إن إحنا الأول عندنا أسواقنا الوطنية، يعني لدولنا، ثم أسواقنا القارية تستطيع إن إحنا على الأقل إذا كنا تخلفنا كثيرا فنستطيع إن إحنا نكفي، أو نحقق التكامل والاكتفاء لأسواقنا الوطنية أو لحاجاتنا الوطنية ثم ل، ثم ل، على المستوى القاري.
أنا اتكلمت في البنية الأساسية، وحضراتكم موجودين معانا هنا، وأنا بكررها تاني، إذا كنتم ترغبون في تغيير وجه القارة الأفريقية، فالإتحاد الأفريقي كقيادة أممية أو قيادة قارية للقارة تستطيع أن تعمل وتدرس بشكل مركزي لمشروع عملاق قد يتكلف 150 مليار دولار لبناء بنية أساسية على مستوى القارة، وأنا ده رابع مرة أكرره، وقد يختلف معي الخبراء ومن يدركون ده.
ولكن أنا عايز أقولك، أنا لما بأبقى عايز أجيب حاجة من، ببساطة خالص، من دولة في وسط أفريقيا، أو في غرب أفريقيا أو في شرق أفريقيا، ولا أستطيع أن آخدها إلا من خلال الخطوط الملاحية البحرية على أحسن تقدير.
في حين لو إحنا عندنا بنية أساسية أنا بقولكم تاني، وبكررها وهافضل أكررها، لو اتعملت بنية أساسية للطاقة الكهربا، يبقى الكهربا دي تنقل من مصر، تنقل من أثيوبيا، تنقل من أي دولة تانية، إلى دول القارة اللي تنتج كلها 3% من الحجم العالمي، ومش ممكن هانعرف نعمل مشروعات كدة، مش ممكن هانعرف نعمل مشروعات بقيمة مضافة أو غيره، مش هانقدر.
فالبنية الأساسية اللي بتكلم عليها، الطاقة إللي ممكن في مصر، إحنا في خلال سنتين ونص تلاتة بالكتير، حلينا مشكلة الطاقة، وزودنا مواردنا ب20- 25%، ونستطيع إن إحنا ننقل الطاقة دي لأشقاءنا عشان عامل الوقت، علشان عامل الوقت يعني ايه، بدل ما ينتظروا هم مشروع يعملوه 7 سنين، 8 سنين، لأ إحنا ممكن من خلال مشروعات بنية أساسية لنقل الطاقة بنقدر نحل مسائل فيما بيننا على مستوى القارة بالكامل. ونفس الكلام للسكة الحديد والطرق.
يا ترى مستعدين يا أفريقيا يا مسؤولين يا قادة يا مستثمرين يا رجال الأعمال يا.. المؤسسات التمويل الدولة، إن إنتم تساهموا معانا لإحياء أكتر من مليار وشوية الآن و2050 هايبقوا أكتر من كدة؟ ولا إيه؟ شكرا جزيلًا. (تصفيق)
ألقيت الكلمة في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة منتدى شباب العالم ودعوة 100 من رواد الأعمال فى إفريقيا للحضور والمشاركة في يوم شباب رواد الأعمال (YED)
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط