المستشارة أنجيلا ميركيل،
السيدات والسادة،
في البداية، أعرب عن خالص التقدير والامتنان للسيدة المستشارة ولجمهورية ألمانيا الاتحادية.
نحن نقدرك تقديرًا خاصًا، آآآ آآآ معجبين جدًا بكل الـ آآآ الـ آآآ العطاء اللي تم تقديمه ليكوا من ألمانيا للعالم، أثناء فترة القيادة ديت. أنا اسمحيلي إن أنا بهنيكي وبهني الشعب الألماني على كل ما قدمتميه.
والحقيقة أنا عايز أقولك وأقول للشعب الألماني، احنا في مصر بننظر بكل الاعجاب والتقدير والاحترام لما فعلتميه من أجل اللاجئين اللي تم استقبالهم هنا في في ألمانيا.
إن العلاقات بين البلدين تمثل شراكة متنوعة في مختلف المجالات، وتدل ذلك، على ذلك، اللقاءات المتعددة التي جمعتني مع المستشارة ميركل خلال الأعوام الثلاثة الماضية، والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، كذلك المستوى المتميز من التعاون الثنائي والتنسيق المستمر بشأن العديد من الملفات الاقليمية والدولية.
السيدات والسادة،
لقد عقدنا اليوم جلسة مشاورات بناءة، تطرقنا خلالها لسبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، وتبادلنا الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، أكدنا عزمنا على تعميق وتطوير آفاق الشراكة بين البلدين في ضوء المكانة المهمة التي تحتلها ألمانيا دوليًا وداخل الاتحاد الأوروبي، والدور المحوري التي تقوم به مصر لتحقيق الاستقرار الإقليمي، ومواجهة التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
أود أن أشير بما تشهده العلاقات الثنائية من تطور في شتى المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والتنموية، وأن أُعرب عن التقدير لمواقف ألمانيا المساندة لمصر في حربها على الإرهاب وقوى التطرف والعنف، حيث أكدنا خلال مباحثاتنا اليوم أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لخطر الإرهاب، وما يمثله من تهديد لشعوب العالم.
واتفقنا كذلك على أهمية تطوير التعاون الأمني والعسكري المشترك بما يمكنا من التعاون مع مختلف التهديدات. وقد استعرضت من جانبي العبء الكبير التي تتحمله مصر في هذا المجال انطلاقًا من دورها وموقعها ورسالتها عبر استضافتها لملايين اللاجئين، كما تناولت النجاحات الفائقة التي حققتها مصر في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا منذ سبتمبر 2016 وحتى الآن، وأكدت أن التركيز على الحلول الأمنية لهذه القضية دون معالجة جذور المشكلة الاقتصادية والتنموية في دول المصدر، لن يؤدي إلى تحقيق النتائج المنشودة، ولن يقضي سوى إلى نتائج قصيرة الأمد.
في هذا الإطار، تبادلنا الرؤى حول آخر تطورات الأزمات والصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والمساعي القائمة لإيجاد حلول سلمية لها، واتفقنا على ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود، لوضع حد لتلك الصراعات، بما يحفظ مفهوم الدولة الوطنية، ويحقق الاستقرار لشعوب المنطقة.
تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة، مستند إلى القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة.
على الصعيد الثنائي، تناولنا، تناولت مباحثاتنا اليوم سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وزيادة تدفق الاستثمارات الألمانية إلى مصر، بما يعكس التطور الملحوظ الذي يشهده التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.
وفي هذا السياق أود تأكيد تقديرنا للدعم الألماني لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح الذي تنتهجه مصر، وكان برنامج التعاون الإنمائي بين البلدين الذي يسهم في تدعيم الاقتصاد المصري، خاصة في مجالات البنية التحتية والتعليم الفني والتدريب المهني، وقد ناقشنا سبل تكثيف وتنويع هذا التعاون بما يحقق الآمال المرجوة منه.
أود أو أعرب عن سعادتي لاستعادة السياحة الألمانية لمصر لمستواها المعمود... المعهود، حاملًا رسالة مودة وصداقة من الشعب المصري للشعب الألماني، الذي نكن له كل تقدير واحترام، ونأمل في استمرار توجه السياح الألمان إلى المقاصد المصرية التي يكون فيها كل المودة والترحاب والأمان.
ختامًا، إنني أؤكد مرة أخرى على قوة علاقات الصداقة الخاصة التي تربط بين بلدينا، وأهمية مواصلة الحوار والتنسيق بين الجانبين على جميع المستويات من أجل بلوغ مستويات أعلى من التعاون الثنائي، وتكثيف التشاور الهادف إلى مواجهة التحديات المشتركة، وترسيخ الاستقرار والسلام والتنمية في العالم.. وشكرًا.
ألقيت الكلمة في برلين خلال لقاء الرئيس مع المستشارة أنجيلا ميركل بمقر المستشارية الألمانية في برلين 2018.
خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط.