جاء هذا الصيف محملاً بالأخبار غير السارة، ارتفع أسعار السلع الغذائية مع ارتفاع التضخم الأساسي في يونيو -أول أشهر الصيف- إلى نسبة 14% بزيادة 2,9% عن شهر مايو. كما مضت الدولة في خطتها التقشفية برفع الدعم عن المواد البترولية والكهرباء، إذ رفعت الحكومة أسعار المواد البترولية بين 17.4% و66.6%، كما زادت أسعار الكهرباء لجميع شرائح الاستهلاك، بمتوسط نحو 26% بداية من أول يوليو.
لكن لا تجعل تلك الضغوط الاقتصادية تثنيك عن محاولة تدبير قدر من المال للترفيه عن أسرتك. فوفقًا لدراسات عدة، الترفيه عنصر أساسي في الحياة الاجتماعية للإنسان، ويسهم في توطيد العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة. وتؤكد العديد من الدراسات العلمية أهمية الإجازات المصيفية تحديدًا للصحة النفسية والجسدية للإنسان. تربط تلك الدراسات بين سلامة العقل والصحة البدنية.
ومع اتساع الشواطئ المصرية المطلة على البحرين الأحمر والمتوسط، تتعدد الخيارات بين الراغبين في المصيف بدءًا من الشواطئ الشعبية (الآخذة في التناقص) والمصايف مرتفعة الثمن. في هذا التقرير نستعرض أهم المناطق المصيفية وأسعارها في هذا الصيف.
مرسى علم.. قُرى موفرة
قد يبدو اختيار قرية سياحية اختيارا مكلفًا، لكن بالتواصل مع إحدى القري السياحية في مرسى علم "أكاسيا"، تبيّن أن هناك عروض "فاميلي روم" تحوي 3 أسرّة وصالة تكفي فردين و3 أطفال لا تتعدى أعمارهم11 سنة. يشمل العرض الوجبات والمشروبات بسعر 2150 جنيه لليلة الواحدة.
يُعد هذا المصيف مناسبًا للأُسر الصغيرة. كما أن القري السياحية لا تعاني الازدحام. ولكن يعيبها محدودية أماكن الترفيه، فلا سينمات أو مسارح او ملاهى متنوعة موجودة. وجود شاطىء واحد على البحر للقرية كلها.
رأس البر.. المدينة المحتلة
"ادعو لراس البر، فهي محتلة الآن" بهذه الكلمات بدأ محمد فتحي، سمسار من مدينة رأس البر، كلامه ضاحكا حول وضع رأس البر الآن كمدينة مصيفية، يشيع عنها رِخَص الأسعار.
واصل محمد فتحي حديثه "ضيوفنا على رأسنا من فوق. الناس تفضل رأس البر لأسعارها البسيطة، فاليوم في العشة (الشاليه) يبدأ من 200 جنيه، وقد يصل إلى 800 جنيه حسب قربه من البحر. الآن صار الوضع أفضل بوجود عدة صفحات على الفيس بوك للعديد من السماسرة. وأنا لدي صفحتي التي تعرض أرقام تليفوناتنا للتواصل وصور للشاليهات"
لكن مياه البحر في رأس البر تعاني من انتشار بقع الشحم الذي تفرغه السفن قرب المدينة. يقول فتحي "رأس البر مدينة سياحية ولو اهتمت محافظة دمياط بها لصار لها شأن آخر. ولكن الاهتمام دائما من نصيب المدن التي يكثٍُر بها السياح الأجانب دون النظر إلى أهمية السياحة الداخلية".
مطروح.. نيس الجنوب
المياه الصافية شديدة الزرقة، والرمال الناعمة البيضاء كما تراها في الصور تكفيك كلاما عن مرسى مطروح، وتشعرك أنك على أحد شواطىء أوروبا أو هاواى.
تزدحم مدينة مرسى مطروح بالأجانب لأهميتها التاريخية، إذ كانت مسرحًا لمعركة العلمين بين قوات الحلفاء وقوات المحور بقيادة روميل، الذي تحوي المدينة متحفًا باسمه يضم خرائطه و ملابسه العسكرية وأسلحته، أهداها حفيده للمدينة. كما تضم العلمين مقابر الجنود الذين قتلوا في المعركة.
تمتاز شوارع مطروح بالنظافة الشديدة، منتصف الليل فيها كمنتصف النهار، إذ يتحرك الناس في الشوارع حتى ما بعد منتصف الليل بحرية تامة ودون خوف. رغم كل تلك المميزات فالسفر مرهق للغاية لبعدها الشديد عن القاهرة (ست ساعات تقريبًا).
بالتواصل مع عدة صفحات خاصة بمكاتب لتأجير الشقق بمرسى مطروح عبر موقع فيسبوك؛ فإن أسعار السكن تبدأ من 500 جنيه وتصل 1700 جنيه لليوم الواحد حسب طبيعة السكن، بدءً من شقة صغيرة وحتى فيلا تصلح للأُسر كبيرة العدد، وكذلك حسب قربها من البحر.
ويفضل الراغبين في زيارة مطروح استئجار مساكن قريبة من الشاطئ لغلاء أسعار التنقلات في المدينة. وبعض الشواطئ الشهيرة بها كشاطئ روميل أو شاطئ الفيروز لا تقل تذكرة الدخول للفرد فيها عن 20 جنيهًا على الأقل بخلاف الكراسي والشمسيات.
اسكندرية ماريا.. تجربة شخصية
الأسكندرية تظل لها متعة مختلفة بين جميع المدن المصيفية المصرية. زرتها فى اوائل مايو الماضي قبل رمضان واخترت منطقة ميامي بناءً على نصيحة أصدقائي. وكانت نعم النصيحة حيث قرب سكني المصيفي من شارع خالد بن الوليد المكتظ بالمحلات و الباعة الجائلين و الزبائن، وتباع فيه المايوهات الاسلامية والعادية والنظارات الشمسية ونظارات البحر والشمسيات وأشياء أخرى لا علاقة لها بالشاطىء والبحر، تباع في ذلك الشارع بأسعار معقولة. لا يعيبه سوى زحامه بالبشر وقلة نظافته.
بعد ربع ساعة سيرًا على الأقدام من مكان سكني، يوجد شاطىء خاص بالقوات المسلحة تذكرته للعسكريين 5 جنيهات فقط لثلاثة أفراد وترابيزة وشمسية، بينما تذكرته لغير العسكريين 25 جنيه للفرد الواحد. ويتميز بوجود مصد للموج ما جعل الشاطئ مناسبًا لسباحة الأطفال واستمتاع من لا يجيدون السباحة.
وﻷنها مدينة سكنية حية، تمتاز الأسكندرية بانتشار المواصلات وبساطة أسعارها، وتكثر فيها أماكن النزهة والترفيه من سينمات ومسارح وحدائق ومطاعم متميزة، بالإضافة للأماكن الأثرية.
"الشقة ب 700 جنيه لليوم الواحد على البحر مباشرة في الوقت ده من السنة. من حوالي 3 سنين بس كانت ب 175 جنيه. بس نقول إيه؛ الغلاء طال كل حاجة وهترتفع لأكتر من كدة لما نوصل أغسطس". هذا ما قاله لي رأفت الصعيدى بواب العمارة التي اخترت شقتي المصيفية بها، والذي يعمل سمسارًا لتأجير الشقق بجانب عمله كبواب ولثقة أصحاب الشقق فيه يتركون له مفاتيح شققهم لتأجيرها ثم يحاسبونه بعد ذلك كما أخبرني
مصايف في المشتى
رغم ان الغردقة و شرم الشيخ تعتبران مناطق لطيفة لقضاء إجازة الشتاء، لارتفاع درجات الحرارة فيهما صيفًا؛ إلا أن وجودهما على البحر الأحمر وانخفاض أسعار الإقامة بالقرى السياحية بهما مع ارتفاع مستواها جعلتا المدينتين مقصدًا لراغبي المصيف من المصريين. خاصة وأن فنادق الغردقة وشرم الشيخ تستقبل الأجانب خلال فصل الشتاء.
بالتواصل مع الشركة السياحية جو شارم تورز go sharm tours فان الأسعار تبدأ للفرد فى الغرفة المزدوجة من 1400 جنيه إلى 1600 جنيه في الليلة، حسب الفنادق والانتقالات. وتضم الرحلات التي تنظمها الشركات برامجًا ترفيهية. و بتصفح موقع Booking المتخصص في حجز الفنادق والشقق، تجد أن الأسعار في مدينة شرم الشيخ تبدأ من 258 جنيه مصري لتصل في المتوسط إلى 2088 جنيه.
أما عن الغردقة، فبالتواصل مع شركة وييك إند ترافل week end travel فالأسعار لغرفة ترى البحر تبدأ من 2175 جنيه وتصل إلى 2500 جنيه خلال إجازات العيد والعطلات الرسمية.
وتوجد العديد من الشركات السياحية المنظمة لرحلات لمدينتي شرم الشيخ والغردقة، ولديها تعاقدات مع العديد من الفنادق والقري السياحية في المدينتين بأسعار متقاربة.
والأفضل هو التعامل مع تلك الشركات التي تقدم لها الفنادق في المدينة عروضًا خاصة، عن أن تحجز بنفسك في أي فندق من فنادق المدينتين.