أصدقاء الغريب| وداعًا للفتنة رؤى_ رشا شريف منشور الأربعاء 4 أبريل 2018 الرحيل، ذلك الطبع المؤلم لنا بني البشر. أول رواية قرأتها له كانت الأسطورة الأولى، أسطورة مصاص الدماء والمذؤوب على ما أعتقد. سنين مرت ومن أول سطر لآخر نقطة وأنا أهيم بعشق الدكتور رفعت إسماعيل /د. أحمد خالد توفيق. لم يكن وسيمًا ولا مثاليًا في الشكل، لولا تلك الإبتسامة الخجلة بركن فمه، وبذلته الكحلية التي جعلته فاتنًا. أما سخريته ومنظوره للحياة فقد جعلاه الرجل الطبيعي في عوالم ماوراء الطبيعة. في مدينتي العتيقة مكة المكرمة، في بلدي المحافظ المملكة العربية السعوية، كان انتظارنا لروايات مصرية للجيب يطول ربما لأشهر، وحين وصولها يحل العيد وتبدأ الرحلات إلى عوالم أخرى بقلم فنان ساحر ساخر، رحمة الله عليك يا د. أحمد خالد توفيق. ثم جاءت عبير في فانتازيا، لتحملني كفتاة حالمة عاشقة للمغامرة في ظروف محدودة. عبير ليست إلا صورة مني حين أقرأ كتابًا فأرحل معه وأعيش دور البطولة أو أي دور شئت، إنها فقط فانتازيا. وحتى حين انتهت السلسلة في فانتازيا. لم أكن أعرف مرارة الرحيل بعد. ولكني عرفته، حين رجلت عن بلدي الحبيب بنية البقاء لأشهر انتهت بغربة في بلد علمت أن د. أحمد خالد توفيق لم يكن يفضلها لبهرجتها ووقاحة ألوانها، ورغم رحيله إليها فقد فضل دومًا أوروبا الهادئة العريقة. وفي جيبي حملت ما استطعت أن أملأ به جيوبي: أسطورة النبات، أسطورة الميناتور، أسطورة الفرعون الأخير. بل حملت معي الأهم؛ أخلاق د. أحمد، الكرم والنبل والوفاء للوعد وللحبيب. حملت طقوس يوم الجمعة من بخور و تلاوة قرآن، وحملت صوت " سومة" من مذياع قديم في تسجيل على اليوتوب. واستمرت رعشة الرعب في ليالي البرد الثلجية تذيبها حرارة أسطورة وحش الثلوج أو النافاري، فلكل فصل هنالك أسطورة. ولكل مزاج هنالك قصة يرويها حبيبي وبطلي د. رفعت. حتى حين اصبت باشتباه مرض خطير في الدم، لجأت لرواية من د.رفعت لكي أرتاح. ووسط تعبي تمنيت أن يكون د.رفعت هو طبيبي. وحين أًسأل من طلابي، طلاب اللغة العربية: هل تحبين الأدب؟ وأي أدب؟ أخبرهم أحب الأدب العربي- المصري- و أدب د. أحمد خالد توفيق ليس مثل أي أدب. فمن ترجمة روايات و بين كتابة إبداعات، قدمت بعضها في صفوفي لأعلمها لطلاب اللغة هنا، ووجدوها غير تقليدية، بل مكتوبة باحترافية وسهلة الوصول إلى القارئ غير المتحدث باللغة العربية. أحقاً كان قدر د. رفعت إسماعيل أن يموت؟ هو قدر كل البشر، وفهمت أن رفعت بطل وليس خارق للطبيعة. لم أصدق موت رفعت. رفضت قراءة الأسطورة، ولم أستطع إنهائها لليوم. فكيف لي أن أصدق، والدوام لله وحده، خبر رحيل د.أحمد خالد توفيق البارحة، ولم استطع سوى أن أقرأ الفاتحة على روحه. ومرّ أمامي شريط ذكرياتي، بل كلماتي وطريقة تفكيري، وكيف أن الكثير من معتقداتي كانت من خط د. أحمد خالد توفيق في مختلف كتاباته. غريبًا عشت يا د.أحمد خالد توفيق. غريبًا في عالم غريبًا وقد وعدت أن أدعو ابني البكر أحمد، واليوم أضفت إليه أحمد خالد توفيق. ورسالتك ستعيش وتستمر جيل بعد جيل يتربى عليها. فهو أيضًا غريب من بيت غريب وطوبى للغرباء في كل مكان رحمة الله عليك أيها العرّاب مقالات الرأي تعكس آراء وتوجهات كتابها، وليس بالضرورة رأي المنصة.