شعب مصر العظيم،
أيها الشعب الأبي الكريم، الذي يُثبت في كل وقت وحين أنه شعب نابض بالحياة، وقادر على تحدي التحدي ذاته. شعب قادر على إنفاذ إرادته الحرة، وإعلائها فوق أية أهواء أو مصالح، إلا مصالح الوطن وغاياته.
أتحدث إليكم اليوم، مجّدِدا معكم عهد الصدق والشفافية، الذي عاهدتكم عليه، وأتجرد في خطابي إليكم من قواعد اللغة الرسمية، أو التراكيب اللغوية المعتادة.
سأحدثكم بمشاعر الفخر والإعتزاز التي أحاطتني، وأنا أتابع عن كثب مشاهد احتشادكم أمام لجان الاقتراع، ولم يكن احتشادكم بهذه الصورة الوطنية المبهرة من أجل اختيار شخص يرأس الدولة، بل كان احتشادًا لتجديد العهد على مسار وطني، انحاز أبناؤه له وقرروا الاستمرار في خوض معركتي البقاء والبناء.
أبناء مصر الكرام،
إن فخري واعتزازي بكم مسألة راسخة في يقيني. وثقتي في عبقرية الأمة المصرية لا تحتمل الشك أو التأويل، وعلى الدوام كانت اختياراتي الوطنية المنحازة لإرادة المصريين نابعة من هذه الثقة، ومن يقيني بأننا أمة عظيمة تستشعر الصدق وتصدّقه بمقدار ما تستشعر كذب من يتاجر بأحلامها ومستقبلها وتثور عليه.
وأقول لكم بكل الصدق والتجرد، إن كل التحديات التي واجهناها، وكل المشكلات التي اقتحمناها، وكل الأزمات التي عبرناها، كان السر في تحقيق الانتصار عليها هو الرهان الصادق على عبقرية هذا الشعب، وثراء خلفيته الحضارية والثقافية، وتاريخه الممتد بامتداد الحضارة ذاتها.
ولم يخب رهاني على المصريين يومًا، ولم يخذلني إخلاصهم وحماسهم وتجردتهم، واستنهضنا سويا قدرات الأمة بكل مكوناتها وأعمدتها.
وها هو الوطن، العظيم، يرسم لنا وبنا لوحة وطنية رائعة. مرة أخرى، لوحة لم يستثن منها أحد، وكان مشهد الاصطفاف الوطني لكل أطياف النسيج المصري مبهرًا وباعثًا على الأمل.
فها هي الأسرة المصرية تتقدم بثبات وطمأنينة. شبابًا مفعما بالحماس والأمل، وشيوخا يؤدون حق الوطن، وعمالا يصنعون المجد، وفلاحين يزرعون الحلم. وتقدمتهم المرأة المصرية، صوت الضمير، وأيقونة التحدي، رمز التضحية والصلابة في مواجهة التحديات، مما رسخ لدي اليقين بأنها هي أعظم جملة مصرية في سجل الشرف الوطني.
وقد كان هذا الاصطفاف الوطني دليلا دامغا على قوة ومتانة البناء المصري وصلابته في مواجهة من أرادوا هدمه. وازدادت تلك اللوحة الوطنية بأبطال مصر من القوات المسلحة والشرطة المدنية الذين عقدوا العزم على توفير أقصى درجات التأمين والسلامة، لجموع الشعب المصري، وحمايتهم وهم يعبرون عن إرادتهم، وتحت إشراف قضائي كامل من قضاة مصر الأجلاء، الذين عبّروا عن الشفافية، والتجرد، بكل صدق وإخلاص.
اقرأ أيضًا: نص كلمة السيسي في احتفالية الأسرة المصرية 19/3/2018
شعب مصر العظيم،
ليس لدي ما أقوله لكم سوى أن أتوجه إليكم جميعا بالتحية والتقدير والاحترام، على ما بذلتموه وتبذلونه من أجل مصر، ذلك الوطن العزيز.
وأعدكم، وعد الصدق المبين، بأن أظل على عهدي معكم، مخلصًا في عملي، غير مدخر لجهد، من أجل رفعة وطننا العظيم. وساعيا لبناء مؤسساته بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة، وباحثا عن مكانته بين الأمم، عاقدا العزم على تحقيق التنمية والاستقرار، وتوفير الحد اللازم من جودة الحياة لأبنائه.
وأعدكم، بأن أعمل لكل المصريين دون تمييز من أي نوع، فالذي جدد الثقة بي وأعطاني صوته، لا يختلف عن من فعل غير ذلك. فمصر تسعى وكل المصريين ما دام الإختلاف في الرأي لم يفسد للوطن قضية، والمساحات المشتركة بيننا أوسع وأرحب من أيديلوجيات محددة أو مصالح ضيقة.
ولعل العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصريين سيكون على أولويات أجندة العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة. وبهذه المناسبة العظيمة، أتوجه بالشكر والتقدير للسيد موسى مصطفى موسى، والذي خاض وأعضاء حملته الانتخابية منافسة وطنية شريفة ومتحضرة، دللت على ما يتمتع به من حس وطني عال وأداء سياسي راق.
السيدات والسادة،
إن هذا الوطن العظيم يستحق منا أن نعمل من أجله، فنزرع له الأمل، ونصنع له المستقبل، ونكتب له تفسير حلمه، ونرسم له طريقا للغد، يعبر به نحو ما يستحقه ويليق بتضحيات أبنائه.
إن مصر، لن يبنيها أو يحميها، سوى أبنائها. هذه نبوءة التاريخ، التي ستحققها الجموع من أبناء أمتنا مرددين في كل وقت وحين: تحيا مصر. تحيا مصر.. تحيا مصر..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقراءة مزيد من خطابات الرئيس.. اضغط هنا.