منذ ثلاثة أشهر عرج عبد الرحمن نادي على كلية التجارة بجامعة عين شمس لينهي بعض الإجراءات الخاصة بشهادة تخرّجه، يشبّه الجو العام للمكان بوقت دخوله أول مرة في العام 2009 يقول "طلبة مش مهتمين بأي حاجة وجو هادي ما فيهوش حركة".
دفعه المشهد لاستدعاء الوقت الذي كان فيه طالبًا في الكلية، خلال عامي 2009 و2010، حيث الهدوء في إحدى قاعات كليته، وأمناء أسرتين من اﻷسر المعروفة يخططون لاتحاد الكلية: "ما كانش تخطيط لانتخابات، كانوا بيقعدوا يظبطوا مين هياخد لجان إيه، ومين اﻷمين ومين اﻷمين المساعد على طول". كان فضوله هو الدافع لينضم إلى إحدى اﻷسرتين، وهي "أسرة الزهرة".
يحكي عمرو ممدوح، أحد مؤسسي نشاط "ألوان" الفني الذي انطلق بعد ثورة يناير، تفاصيل مشابهة لحكاية نادي، ولكن من مقعد بعيد عن اﻷسر ذات النفوذ "مواعيد الانتخاب والترشّح كانت بتتخبى، أو بيتم الإعلان عنها على ورق في أماكن صعب إن حد يشوفها"، تحدث عمرو عن تضييق كبير في النشاط واستحالة ممارسة أي نوع من الأنشطة خارج نظام الأسر، على حد قوله، واعتماد نوعية محددة من الأنشطة لا تشتبك في كل الأحوال مع الشأن العام في البلاد.
كلاهما شهد عصرًا كانت فيه الجامعات تحت وطأة تضييق وضغوط على النشاط الطلابي بمواد اللائحة الطلابية التي صدرت عام 2007، والتي وصفها تقرير مؤسسة حرية الفكر والتعبير الصادر عام 2011 بأنها الأسوأ من بين اللوائح الطلابية، لتقييدها كافة الحقوق والحريات. كلاهما انطلق بعد ثورة يناير في 2011 في طرق فتحها هامش الحرية الذي اتسمت به الجامعة خلال تلك الفترة.
ولكن بعد ست سنوات، ﻻ يريان واقعًا يترجم أحلامهما وطموحاتهما للحريات الجامعية، إذ أقرت في 2017 ﻻئحة لا تضع في الاعتبار طموح الطلاب ومطالبهم، إلى جانب تزايد الشكاوى من الشطب والحرمان من الترشح للانتخابات الأخيرة، وتضييق على الحريات الأكاديمية والطلابية.
صدرت اللائحة الطلابية قبيل الانتخابات التي أجريت في ديسمبر/كانون اﻷول الماضي، ووصفها عبد الله أنور، رئيس اتحاد طلاب مصر السابق، بأنها قزّمت دور الاتحادات الطلاّبية وأنتجت تجربة هي الأسوأ في تاريخ الحركة الطلابية، ذلك أنها تعد تراجعًا عن مكاسب طلابية منحتها سابقتها المقرّة في 2013 على مستوى الحريّات الممنوحة للطلاب، كما أنها لم تقم على التوافق من الطلاب أنفسهم. اللائحة الجديدة جعلت من أنور آخر رؤساء اتحاد طلاب مصر على الإطلاق، لأنها ألغت الكيان.
https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fabdullah.anwar3%2Fposts%2F1930340046981012&width=500تحولات المجتمع والسياسة خلال السنوات الماضية لم تكن منفصلة عن الجامعة، تحكي مجموعة من الطلاب المشاركين والشاهدين على الحراك والنشاط الطلابي للمنصة رؤيتهم لوضع الحريات والعمل الطلابي في جامعاتهم وتحولاته، في محاولة للبحث عن المتبقّي من أثرهم وأثر مجهوداتهم في العمل الطلابي في وعي الطلاب ومكتسبات جامعاتهم.
2011.. الفرصة الضائعة
متأثرًا بحالة النشوة والحماس التي صاحبت رحيل مبارك في فبراير/شباط 2011، وحملت الكثيرين على تقديم بلاغات لجهات التحقيق في كل ما يرونه فسادًا، حمل عبد الرحمن نادي شهادته على سير العملية الانتخابية التي جرت في جامعته عام 2010 إلى الرقابة الإدارية في بلاغ يتهم فيه إدارة الكلية بارتكاب مخالفات، انخرط في الحركة الطلابية في جامعة عين شمس، دون الانضمام لحزب معيّن، حتى تخرجه في 2013.
شارك خلال هذه الفترة في تنظيم عروض "كاذبون"، الحملة التي نشطت بعد أحداث مجلس الوزراء في ديسمبر/كانون الثاني 2011 لعرض فيديوهات في الشوارع والأماكن العامة توضّح انتهاكات المجلس الأعلى للقوات المسلحة في حق مدنيين منذ 12 فبراير 2011، في جامعة عين شمس، وشارك في تنظيم مظاهرات والضغط على إدارة كليته والجامعة للدفع بتحقيق مطالب متعددة.
في هذا الوقت كانت سارة عادل، طالبة السنة النهائية في قسم الصحافة، تقف يوميًا على سلّم كلية الإعلام جامعة القاهرة، تطالب برحيل الدكتور سامي عبد العزيز، لكونه أحد وجوه النظام السابق ومسوّقًا لسياساته، مع مجموعة زملائها لأكثر من سبعين يومًا، حتى رحل.
قبل الثورة، كانت سارة وزملاؤها يحاولون الدفع بأنشطة مختلفة عن الأنشطة السائدة في كليتهم "الأنشطة ساعتها كانت رحلة أو ندوة فيها نجم كبير، ما كانش فيه اهتمام بحاجات مختلفة عن كدا"، حاولوا في 2010 الترشح في انتخابات اتحاد الطلبة، لكنهم انسحبوا اعتراضاً على شطب اثنين من زملائهم، وكوّنوا أسرة باسم "ريتاج"، ليقيموا أنشطة لتبادل الكتب ومعارض على سلّم الكلية لأحداث مختلفة، حتى قيام الثورة.
في عام 2012، وبعد أن أنهت سارة دراستها وأنهت علاقتها تقريبًا بالكلية، وبينما كان نادي منخرطًا في اﻷنشطة السياسية في الجامعة أثناء دراسته، نشرت ليندسي أورسولا دراستها عن الحرية والإصلاح في الجامعات المصرية، والتي توضح أن إصلاح التعليم العالي لم يكن يحظى بالأولوية في المرحلة الانتقالية في مصر.
أقرت الدراسة بمكتسبات كالانتخابات الحرة للقيادات والطلاب في الجامعة، وتقلّص الوجود الأمني المباشر، لكنها عابت تعثّر إصدار اللوائح والقوانين المنظمة للعمل الأكاديمي والطلاّبي، وإعادة انتخاب الوجوه القديمة، ووجهّت أسهم نقدها أيضًا تجاه الحركة الجامعية نفسها.
انتقدت أورسولا التظاهرات التي انطلقت من مجموعات الطلاب وهيئة التدريس بعد الثورة ﻷنها نادرًا ما هدفت للضغط من أجل أغراض إصلاحية، بل إن أغلبها كان ذا طابع سياسي، أو لأغراض تتعلق بمطالب فئوية، وعلّقت على وصف البعض هذه التظاهرات بأنها ذات "مطالب قطاعية" بأنه جزء من حقيقة "مزعجة" كون تلك المظاهرات دارت في إطار ضيّق افتقر إلى تحديد صحيح للأولويات.
في حديثها مع المنصة، لم ترفض سارة عادل هذا الطرح تمامًا، لكنها لم تقبله بشكل كامل أيضًا "اختلفنا مع العميد وطريقة إدارته للكلية، السياسة هي التي ألقت بظلالها على مطالبنا وليس العكس"، تقول عادل إنه من غير المنطقي أن يطالبهم أحد بالتنازل عن رحيل أحد المسوّقين للحزب الوطني، إضافة إلى أن اختياره في الأصل كان اختيارًا سياسيًا، وهو ما يجعل الخصومة معه على أي صعيد بالضرورة خصومة سياسية. لكنها لا تنكر مسألة الأولويات "في البداية كانت لدينا مطالب مختلفة تتعلق بالجامعة بالإضافة إلى رحيله، لكن الكل اختزل هذه المطالب في شخص سامي".
ظهر هذا الاختزال في رفض استكمال الاعتصام بعد رحيل العميد عن منصبه "الناس كان عندها اطمئنان عجيب إن خلاص كل حاجة هتحقق، وفي المقابل الجهة اللي بتفاوضيها من مصلحتها تطلع من الموضوع بأقل الخسائر".
أما عبد الرحمن نادي، فتراجع عن أنشطته في الجامعة، كما يحكي بسبب توغل اﻹخوان في الجامعة والصراعات التي تبعت ذلك بينهم وبين القوى غير اﻹسلامية. حالة الاستقطاب التي وصفها نادي في حديثه مع المنصة تعتبرها أورسولا من العوامل التي أسهمت في عدم تحقيق الحركة الطلابية والأكاديمية إصلاحات حقيقية في ملفات اعتبرتها أولويات، كالقوانين المنظمة لعمل الجامعة وللحريات الطلابية.
خارج الجامعة، كانت هذه فترة انتشار إخواني بامتياز، أغلبية في البرلمان، ومن ثم مقعد الرئاسة، وفي المقابل تحفّز من القوى السياسية غير الإسلامية في الشارع للإسلاميين عامة، وللإخوان المسلمين خاصة، إضافة إلى اختلافات بين القوى غير الإسلامية نفسها، كلها أمور ألقت بظلالها على الجامعة كما يحكي عمرو ممدوح "كان طول الوقت في مزايدات من الناس على بعضها البعض، حالة استقطاب ما بين الكل"، انعكس هذا، كما يحكى عمرو على تفاصيل المعارك الخاصة بأمور تخص الجامعة، كالقوانين واللوائح الخاصة بتنظيم الانتخابات والعمل الطلابي ككل، حاول عمرو وزملائه الخروج بنشاط خارج المعركة "مشاركتنا كانت بالتعامل فقط مع الاتحاد في كل ما يراه مهمًا على مستوى النشاط، لكننا كنّا بره الصراع بين القوى السياسية نفسها"، ولكن المعركة ونواتجها طالتهم بشكل ما.
جامعات الأقاليم.. سيطرة الأمن والإسلاميين
"كانت حالة الحرية بعد 2011 فرصة عظيمة لتشكيل وعي الطلبة والخروج من دائرة الإسلاميين كبديل في الجامعة عن المحسوبين على النظام، لكنها انتهت"، هكذا يصف إسلام هشام، خريج كلية الطب البيطري جامعة دمنهور ورئيس اتحادها من 2010 وحتى 2012.
صعود هشام إلى منصب رئيس اتحاد كليته حتى العام 2010 كان هادئًا نسبيًا مقارنة بباقي كليات جامعته "كليتنا كانت أقل من 300 فبحسب اللائحة انتخاباتنا بتتم بالتزكية فما كانش في تدخل أمني كبير، على عكس باقي الكليات".
سرد عمرو أنواعًا من الانتهاكات كشطب مرشحين أو التدخل في نتائج التصعيد في الانتخابات والتضييق على الطلاب الإسلاميين الذين كانوا يعملون في الجامعة بشكل مستقل، دون إعلان واضح لانتمائهم.
تختلف طبيعة مجتمع الجامعات في الأقاليم عن الجامعات الموجودة في القاهرة الكبرى، كما يحكي هشام، دائمًا ما تكون الانتخابات ومتصدرو المشهد من النظام القديم والإسلاميين بأطيافهم، كما أن نوعية الأنشطة دائمًا ما تكون في حدودها الدنيا "ندوات في المناسبات الرسمية أو رحلات، مفيش مساحة لممارسة النشاط السياسي طبعًا".
هشام يرى أن الوقت والمجال المفتوح كانا كفيلين بخروج جامعته من الطيف الضيق نحو أطياف أوسع من الخطابات تعكس اهتمامات الطلبة الحقيقية "أنا وغيري وزملائي مثلًا ما كنّاش محسوبين على التيّار الإسلامي ولا الحزب الوطني، ونجحنا، لو كانت حالة الحرية دي استمرت، كان الوقت كفيل نقدر ننظم نفسنا واللي زينا ينظموا نفسهم في كيانات تتكلم بخطابات مختلف تعكس اهتمامات الطلبة، وكمان يدي الفرصة للطلبة إنهم يبدؤوا يساءلوا الآخرين عن مدى أهمية اللي بيطرحوه بالنسبة لهم".
لم يختلف وصف ماجد فتحي، أمين الجامعات السابق بحركة طلاب مصر القوية، لجامعته رغم إنه التحق بكليته، حاسبات ومعلومات جامعة المنصورة، في العام 2011 "الدنيا في النشاط دائمًا مغلقة مقارنة بالجامعات في القاهرة، كل الأنشطة مأممة لصالح رعاية الشباب، عدا الجامعات اللي فيها اتحادات ظاهرة ولها علاقات قوية وبيتكلموا".
منذ بداية دخوله الجامعة، شرع فتحي في العمل مع عدد من الحملات السياسية التي حاولت دخول الجامعة، مثل حملة البرادعي وعبدالمنعم أبو الفتوح "بعدها الحملات دي كلها خلصت وكملنا شغل في النشاط الطلابي". الثورة كما يحكي فتحي لم تغيّر كثيرًا في جوهر النشاط الطلابي هناك.
العمل في جامعات الأقاليم على النشاط الطلابي، السياسي منه وغير السياسي كان أكثر صعوبة منه في الجامعات في القاهرة، يقول فتحي إن التركيز الإعلامي الطفيف على جامعات الأقاليم جعلها عرضة لتحكمات أكبر من قبل إدارة الجامعات: "في حاجات لو في جامعة القاهرة أو عين شمس ممكن يحصل عليها خناقة كبيرة، بعكس هنا".
2013.. العودة إلى المربع صفر
وقت أحداث 30 يونيو/حزيران وتوابعها حتى مذبحة رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013، كانت إجازة الصيف في الجامعات، تحولت الجامعات المصرية مع بداية العام الدراسي 2013/2014 إلى حلبة جديدة للمواجهة مع الإسلاميين، وأحيانًا القوى الثورية من جهة، والأمن من جهة أخرى، أحد توابع هذه المواجهة هو عودة بيئة العمل الطلابي إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، إلى المربع صفر.
العنف الذي شاب المظاهرات في 2013 فتح المجال لسن قوانين وقرارات تعيد سيطرة الأمن المباشر في الجامعة، ومن ثم سحب شريط إنجازات 2011 إلى الوراء، بداية من التضييق على النشاط السياسي وغير السياسي في الجامعة وحتى انتخابات العمداء التي تم إلغاؤها لصالح عودة التعيين.
ماجد فتحي يحكي صورة من صور هذا الاستغلال، في تجميد تجديد الأسر في جامعته على خلفية التظاهرات "دا فتح الباب إن الموضوع يمشي بالحب، ومش كل الأنشطة بيتوافق عليها، دا خلى الموضوع في النهاية يظهر وكأن مفيش في الجامعة غير المظاهرات، وسهّل التصدي العنيف لها"، يضيف:"كان في كليات كاملة مافيهاش فرق نشاط أصلًا".
على الرغم من عدم وجود علاقة مباشرة لألوان بالسياسة، إلا أن النشاط تضرر من توابع 2013، كانت علاقة النشاط بقيادات الجامعة وكيانات حكومية كوزارة الشباب جيدة، على حد تعبير ممدوح: "أول مرة واجهنا مشكلة كانت في جامعة الأزهر في 2014 في حفل ختام أنشطة ألوان، عملوا مشكلة على رسومات من إنتاج الطلبة وقالوا عليها مسيئة وبعدها قالوا المعرض مش هيتعمل أصلًا".
بعدها، كما يحكي عمرو، صارت حفلات الختام الخاصة بألوان تواجه مشكلات في الجامعات بشكل عام: "بقت ألوان بتاخد مسارح خاصة وأماكن خاصة من أجل إقامة أنشطتها، وحتى ديه كانوا بيخنقوا علينا فيها"، يضيف عمرو: "ألوان عين شمس صارت ممنوعة من التسجيل كأسرة ما حرمنا من ممارسة الأنشطة والدعوة إليها"، يضيف: "قالوا صراحة إن ديه تعليمات من فوق". يفسّر عمرو هذا التعامل الحاد معهم بأن "النظام عنده مشكلة مع أي حد بيعبّر عن رأيه في العموم".
يؤكد محمد عبد السلام، رئيس الوحدة البحثية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، على التضييق الذي انسحب على كل الحريات والحقوق المتعلقة بالطلاب واﻷكاديميين، وهو ما يصعّب عملهم على ملف الجامعات في مؤسسته، "الكثير من الحوادث يرفض أصحابها أن ننشر عنها، ودخولنا للجامعة ولقاؤنا بالأساتذة والطلبة صار أكثر صعوبة".
لكن عبد السلام أيضًا يحكي أن التضييق الحالي يؤثّر على وعي الطلبة بقضايا الحريات ككل. يدلل على استنتاجه من خلال تعامله مع طلاب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية من خلال دعوة وجهت له للتحدث عن عمل مؤسسته مؤخرًا، "الطلبة تعليقاتهم كانت رافضة أساسًا لمصطلحات زي الحرية وحرية الرأي والتعبير"، يقول عبد السلام إن الطلبة صاروا إما محبطين وغير مهتمّين، أو غير واعين بالسياق العام لما يحدث.
مشهد الانتخابات المنصرمة وتصريحات الطلبة الفائزين بها يوضّح ما يشير إليه عبد السلام في حديثه، رؤساء الاتحاد الجدد في عدد من الجامعات يرفضون ممارسة السياسة في الجامعة بأكثر من صورة، وإقران الفعاليات المرتبطة بالشأن العام، كالتفاعل مع قضية نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، بموافقة الأمن، والتركيز على أنشطة خدمية موجهة للطلبة، كما أن عددًا كبيرًا منهم ينتمي إلى أسرة "من أجل مصر" والتي تم تدشينها في الجامعات والكليات المصرية تحت رعاية إدارة الجامعات نفسها.
التأجيلات المتوالية للانتخابات إضافة إلى التضييق على ممارسة النشاط خلقت أجيالًا غير قادرة على ممارسة النشاط بكفاءة، كما يقول محمد صيام، الرئيس السابق لاتحاد كلية الهندسة، جامعة المنصورة منذ عام 2015 وحتى 2017 "كنا بنجتذب الطلبة الجداد ونحاول إنهم يشتغلوا معانا لو بره الاتحاد عشان ما يطلعش وقت الانتخابات ناس بلا خبرة حتى في استصدار موافقة على نشاط من الكلية".
صيام، وكافة أعضاء الاتحاد الذين عملوا معه في 2015 حُرموا من حقهم بالترشح في انتخابات اتحاد الطلبة، كما يروي للمنصة، مؤكّدًا أن أعضاء اتحاده رفضوا لأسباب وصفها بغير المنطقية: "الورق كان بيتفلتر قدامي واحنا لسه في معاد سحب الاستمارات".
حاول صيام وزملاؤه عمل كل الدعاية الممكنة لحث الطلبة على الانتخاب، حتى لايصعّد اتحاد جامعتهم بالتزكية، إلا أن الاتحاد صعد أغلبه بالتزكية أو التعيين، كعدد كبير من المقاعد في الجامعات والكليات مصر.
هاجس الوعي كان أيضاً بال سالي سامح، أمينة لجنة الأسر بجامعة القاهرة حاليًا، وأمينة لجنة الأسر منذ العام 2015 في كليتها، إعلام القاهرة: "في الكلية طلبة ما يعرفوش يعني إيه اتحاد"، تقول سامح أن الأنشطة في كليتها في لا تُرفض طالما "لاتحمل وجهة نظر معينة"، على حد تعبيرها، لكن الانتخابات الأخيرة افتقدت، كما تحكي، الطابع التنافسي بعكس انتخابات 2015 التي خاضتها أيضًا: "ما نجحش غير المستقلين بس، حتى في الفرق اللي كان فيها انتخابات، الناس مالت للمستقلين أكثر". لكنها لا تعرف كيف سيكون الحال مع اللائحة الجديدة: "تم إقرارها في وقت الامتحانات فلسه ماجربناش نشتغل بيها، هنشوف".