بسم الله الرحمن الرحيم،
زي ما قلت لكم مرة قبل كدا اليوم دا بيبقى يوم مشهود، وبنشوف شعب مصر وهو بيقدم أبناءه، و.. لأجل الحفاظ على مصر.
أنا بقول الكلمة دي في البداية بس كدا عشان، قبل ما أبدأ كلمتي، عشان أقول إن إحنا، اسمحوا لي إن أنا بقول لكل أم شهيد، وزوجة شهيد، وابن أو بنت شهيد، ونفس الكلام للأب، كل التحية والتقدير والاحترام، مش باسمي أنا بس، باسمي وباسم كل المصريين، ليكم جميعًا.
وعايز أقول لكم، إن إحنا مهما قلنا ليكم، أو حاولنا نكرم، إحنا مش هانقدر نقدم حاجة، لكن عزاءكم إن إنتم عارفين كويس قوي إن كل شهيد وكل مصاب قدّم، لأجل خاطر كلنا نبقى عايشين في أمان وسلام. ودا تمن كبير صحيح، لكن برضو، إن يبقى الشعب المصري الـ100 مليون في أمان وسلام، دا جزاء كبير قوي عند المصريين وعند ربنا سبحانه وتعالى، فاسمحوا لي إن إحنا نحييهم كلنا من فضلكوا (تصفيق).
بسم الله الرحمن الرحيم،
السادة أعضاء هيئة الشرطة،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أشارككم الاحتفال السنوي بعيد الشرطة، الذي تمر علينا اليوم ذكراه السادسة والستون، لنجدد تقدير الشعب المصري العظيم لعطاء أبنائه من رجال الشرطة في يوم عيدهم، ذلك اليوم في الإسماعيلية الذي تجلت فيه بطولات رجال أوفياء، من أبناء مصر، قدموا المثل في البسالة والشجاعة، برفضهم الخضوع للظلم والطغيان، والصمود حتى الاستشهاد بشرف وكبرياء، واضعين نصب أعينهم كرامة هذا الوطن العزيز الذي تهون من أجله كل التضحيات.
إن هذا اليوم المجيد من أعيادنا الوطنية يمثل مناسبة نذكر فيها التضحيات التي قدمها أبطالنا من رجال الشرطة، الذين كانوا وما زالوا في مقدمة صفوف الدفاع عن الوطن، متصدين بشجاعة لمحاولات المساس بأمن هذا الوطن العظيم، وسيظل هذا اليوم الخالد في تاريخنا رمزًا لتمسك الشعب المصري بسيادته على أرضه، ورمزًا لوطنية أبنائه من رجال الشرطة.
إن رجال الشرطة هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الأصيل، وكان موقفهم البطولي في الإسماعيلية في يناير 1952 مستمدًا من قوة هذا الشعب، ومن حرصه على كرامته واستعداده للتضحية بكل غال ونفيس، لحماية كبريائه الوطني، وسيادته على مقدراته، وهي الصفات التي ما زالت تقود مسيرتنا اليوم لتحقيق الآمال والتطلعات للشعب المصري العظيم. آمال وتطلعات الشعب نحو المستقبل الأفضل الذي يرجوه لأبنائه.
وإننا إذ نشيد ببطولات وتضحيات رجال الشرطة في الماضي، فإننا نسجل بالتقدير والاحترام والاعتزاز جهودهم في الحاضر، حيث تزايدت التحديات والتهديدات، واستلزمت من جهاز الشرطة تطويرًا متواصلًا، يدعمه بكل قوة على كافة المستويات، وكانوا دومًا على مستوى المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، يبذلون أقصى الجهد، ساهرين على أمن واستقرار هذا الوطن وسلامة أبنائه.
شعب مصر الأبي الكريم،
إن الحفاظ على أمن مصر القومي في هذه المرحلة الدقيقة، يعد مسؤولية عظمي وأولوية قصوى، فلا يخفى عليكم حجم التهديدات غير المسبوقة التي تواجه المنطقة، والتي تجاوزت في خطورتها وتداعياتها أية تحديات سابقة، فقد تهددت الدول في بقائها واشتعلت الحروب الأهلية والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية، وعرف الملايين من أبناء الشعوب العربية أقصى درجات المعاناة الإنسانية، والحرمان من الأمن والغذاء والمأوى والخوف على أبنائهم وأحفادهم وانهيار الأمل في المستقبل.
وفي ظل هذا المشهد القاسي، والذي لم تنته تداعياته بعد، نجحت مصر بتوفيق من الله وبفضل حكمة شعبها العبقري العظيم، وجهود وتضحيات جيشها البطل، وشرطتها الباسلة في تجنب الكثير من الأخطار.
والحقيقة، هي مش تجنب الكثير من الأخطار، لا.. هي تجنب الأخطار حقيقةً، تجنب الأخطار حقيقة، التي كانت وما زالت، وستظل، تحيط بهذا الوطن. وأنا زي ما قلت قبل كدا خلال الأيام إللي فاتت، لكل المصريين وللجيش وللشرطة، ولكل الأجهزة، انتبهوا جدًا، وخليكوا دايمًا محافظين على الهدف، من فضلكم، محدش يحاول يغير البوصلة في اتجاه عن الطريق اللي إحنا واخدينه، محدش أبدًا ياخدنا في اتجاه، ويشوشر علينا، ويغيبنا، ودا مش هيحصل.
بقولكوا تاني.. إحنا، لأ، دا الأخطار كانت كتيرة قوي، و.. وما زالت الأخطار دي قائمة، ومش بنقولها عشان، يعني، نزايد بيها، إنتم مدركين كويس، والهدف الـ.. يعني، الأشرار عايزين يحققوه، لسه ماخلصش، لسه ماخلصش، والعين على مصر، وكل الجهود بتبذل، وزي ما قلت، وبقول تاني، لن يستطيع أحد النيل من مصر، إلا بإرادة وقوة شعبها اللي (يقبض على يده) كدا، من فضلكم، ماحدش ياخدنا.. (تصفيق)
صحيح.. ماحدش ياخدنا، ماحدش ياخدنا عن بوصلتنا، إحنا بنتكلم في بناء وتعمير، وتنمية، ماحدش ياخدنا يمين وشمال، ويحاول يتوهنا بكلام مالوش أي لازمة، من فضلكم..
والحفاظ على الوطن، وعلى سلامة أبنائه وبناته.
وكان الإرهاب الأسود من أهم وأكبر التحديات التي عاثت في المنطقة فسادًا، وإفسادًا، بفعل انهيار بعض الدول وتركها لفراغ كبير ملأته الجماعات الإرهابية التي وجدت لها للأسف نصيرًا من بعض الأطراف، فوفرت لها التمويل والتدريب، والدعم اللوجيستي في نقل وإعاشة العناصر الإرهابية، فضلًا عن الغطاء السياسي، والدعاية الإعلامية التي لا تتوقف.
وفي مواجهة هذا الواقع المرير، وقفت مصر، وقفت مصر بمفردها تواجه الإرهاب ومن يدعمونه، بقوة وعزم لا يلين، مستندة في ذلك إلى حضارة شعبها العريق الذي لفظ الإرهاب ومن يمثله، ورفع صوته عاليًا مسموعًا في كافة أرجاء المنطقة والعالم، بأن مصر لن تكون أبدًا جزءًا من هذا الترتيب الآثم، ولن تكون يومًا قاعدة للإرهاب وقوى الشر والتدمير، وكلف الشعب قواته المسلحة وشرطته بالتصدي لهذا الخطر، ومحاصرته حتى القضاء عليه نهائيًا بعون الله وتوفيقه.
السيدات والسادة،
أبناء مصر الكرام،
لا يفوتني اليوم أن أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لأبناء شعبنا المصري العظيم بمناسبة ذكرى ثورة 25 يناير، والتي كانت مطالبها النبيلة تسعى لنيل الحرية والكرامة الإنسانية، وتحقيق سبل العيش الكريم للمواطن المصري، ومن أجل تحقيق هذه المطالب، سالت دماء مصرية طاهرة لشهداء أبرار، كانت هي الدافع والحافز لنا، لنخوض من أجلها معركة تحقيق التنمية لتوفر في مصر واقعًا مختلفًا وجديدًا يليق بها.
ومما لا شك فيه، أن تعزيز الاستقرار ودولة القانون، وبث مناخ الأمن والطمأنينة هي أهم العوامل اللازمة كشرط جوهري للمضي قدمًا في جهود تحقيق التنمية على المستويات كافة، وفي هذا المجال تبرز الأهمية القصوى لدور مؤسسة الشرطة الوطنية العريقة، وهو الدور الذي يقدره شعب مصر الوفي، ويعتز به.
السيدات والسادة،
أعضاء هيئة الشرطة الكرام،
تحية لكم في عيدكم، تحية واجبة، نتقدم بها لذكرى شهداء الشرطة الأبرار، لبطولاتهم وتضحياتهم الغالية، وللمصابين من رجال الشرطة وأسرهم وعائلاتهم، نقول لهم: إن مصر ستظل بارة بأبنائها الأبطال الذين يضحون من أجلها ويسهرون على حمايتها وسلامة شعبها.
لأ.. إحنا مش بس هنعمل كدا.. إحنا لن نترك ثأرنا.. لن نترك ثأرنا! (تصفيق) لن نترك ثأرنا، لأن هو مش ثأر أبنائكم إنتم، هو مش ثأر أبنائكم إنتم.. لا لأ، دا ثأر مصر وكل المصريين، إن إحنا ناخد تمن الدم اللي قدموه أبناءنا، وبناتنا، مش بس من الجيش والشرطة الحقيقة.. من كل طوائف الشعب إللي سقطت شهداء ومصابين ضد عمليات الإرهاب الأسود.. دا ثأرنا كلنا، مش ثأر الجيش والشرطة بس. (تصفيق)
حفظ الله بكم هذا الوطن الغالي، ليظل دائمًا آمنًا مطمئنًا، ماضيًا في طريقه نحو المستقبل بعزمٍ وثقة، وتحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر (تصفيق) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خطاب السيسي بمناسبة عيد الشرطة وذكرى 25 يناير، بأكاديمية الشرطة، أمام القيادات الشرطية وأسر الشهداء