بسم الله الرحمن الرحيم،
الحقيقة، أنا برحب بيكم، وقبل ما أتكلم، أنا إللي بتشرف إن أنا أكون موجود للسنة التالتة معاكم هنا، لإن هذا القطاع، قطاع حيوي جدًا، وبيتطور بشكل عظيم جدًا، ومثير يعني.
السيدات والسادة،
نلتقي اليوم لنشهد سويًا افتتاح الدورة الجديدة لهذا الملتقى المتميز، واستعراض ما حققه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال عام. ذلك القطاع الذي يعد ركيزة أساسية في خطة الدولة للتحول نحو المجتمع الرقمي المتكامل. كما نشهد اليوم افتتاح أرض المعارض الدولية الجديدة، التي تستضيف فاعليات وأنشطة هذا الملتقى المهم.
الأخوة والأخوات،
نجني اليوم ثمار عدة مبادرات تم اطلاقها خلال السنوات الأخيرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف تحقيق نقلة نوعية في المجتمع المصري، عبر توطين التكنولوجيا في محافظات مصر المختلفة، وتوفير البيئة التي تشجع على بناء قدرات الشباب، والنهوض بمجال صناعة وتصميم الإلكترونيات.
نشهد اليوم مناطق تكنولوجية أخرى جديدة في كل من بني سويف والسادات، لتنضم إلى المناطق التكنولوجية في أسيوط وبرج العرب، وذلك للإسهام في تحقيق أحد الأهداف الأساسية للدولة في تنمية محافظات مصر المختلفة، خاصة الصعيد، من خلال فتح آفاق عمل للشباب في محافظاتهم، وتوفير برامج تدريبية راقية، ورفع كفاءة الخريجين وتأهيلهم للعمل في الشركات العالمية، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية المتطورة والحديثة التي تشجع هذه الشركات على العمل في تلك المحافظات.
كما أود التنويه إلى أن الافتتاح الذي تم خلال زيارتي الأخيرة لقبرص لمركز الإبداع بين مصر وقبرص واليونان، في المنطقة التكنولوجية في برج العرب، بهدف تنفيذ مشروعات تكنولوجية مشتركة، ونقل خبرات بين شباب الدول الثلاث، يثبت بما لا يدع مجالًا للشك، أن هذه المناطق التكنولوجية تعد بمثابة منارات حضارية وثقافية وليست تكنولوجية فقط، حيث تقوم بتعزيز التواصل بين مختلف دول العالم، في مجالات الإبداع وريادة العمل المحفزة للشباب. ولذلك فإنني أطالبكم بالمضي قدمًا في استكمال مشروع نشر المناطق التكنولوجية في مختلف ربوع مصر، في أسرع وقت ممكن، بما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة بكافة مستوياتها.
ومع افتتاح مصنع للإلكترونيات في المنطقة التكنولوجية بأسيوط، نخطو أولى الخطوات على طريق تطوير الإنتاج المحلي للأجهزة الإلكترونية، والتوجه نحو تصدير منتج ذي علامة تجارية مصرية، وهو ما سيساعد في تمكين مصر من التواجد في أسواق إنتاج وتصدير المنتجات الإلكترونية المختلفة، وتبوّء المكانة التي تستحقها في هذه الصناعة.
السيدات والسادة،
إن تداخل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مناحي الحياة يجعلنا نتمسك بدعم مبادرات التحول نحو المجتمع الرقمي المتكامل، من خلال تطوير نظم وتحقيق تكامل قواعد البيانات القوية، وإنشاء مراكز ومستودعات البيانات الضخمة. بالإضافة إلى تحسين الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين وذلك بالاعتماد على نظم متكاملة للمدفوعات الرقمية.
وفي هذا الإطار، نطلق اليوم مشروع بوابة التأشيرة الالكترونية السياحية المصرية، كمرحلة أولى من المشروع القومي المتكامل لتطوير آليات العمل التكنولوجية بمراكز معلومات مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية، وبناء قواعد بيانات معلوماتية، ونظم تحكم ومراقبة، توفر السيطرة الدقيقة والقدرة على تحليل البيانات لكل منافذ الجمهورية. كما يوفر المشروع الأدوات والآليات للسفارات والقنصليات المصرية بالخارج لتقديم خدمات منح التأشيرات بالكفاءة والجودة والسرعة المطلوبة، والتي تشجع على تنشيط حركة السياحة وزيادة أعداد السائحين.
إن هذه الأفكار الخلاقة، التي أرى ثمرة إنتاجها اليوم، تثبت أن الاستثمار في البشر وعقول هذه الأمة الشابة هو الاستثمار الأمثل، وأن الوصول إلى هؤلاء الشباب بكل الطرق، هو الهدف الذي لا يجب أن نحيد عنه. كما أن تهيئة البيئة المواتية لهم لكي يبدعوا، هي من أهم أهداف الدولة.
واتساقًا مع ما أعلنته خلال لقائي مع الشباب المبدعين من القطاع، في حفلة تخريج الدفعة الأولى لمبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل، في أكتوبر الماضي، عن تقديم المزيد من الدعم لهذه المبادرة، والتي نطلق في إطارها اليوم برنامج مبرمجي المستقبل والذي يركز على تدريب طلبة المدارس على أحدث تكنولوجيات وأساسيات البرمجة، وذلك بما يتواكب مع الاتجاه العالمي المتصاعد لإجمالي البرمجة في جميع المراحل التعليمية بهدف تنمية الإبداع واكتساب مهارات حل المشكلات لدى الطلاب.
وفي إطار الدور التحفيزي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في مواجهة التحديات العالمية، ودفع النمو الاقتصادي، وتحقيق أهداف استراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2030، تعقد الحكومة المصرية اتفاقًا مع الأمم المتحدة، لإطلاق مركز إقليمي لرعاية الإبداع التكنولوجي في مصر، وهو الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط، على أن تركز مرحلته الأولى على توفير حلول إبداعية للتحديات في قطاع التعليم والصحة والصناعة والزراعة.
السيدات والسادة،
إن مصر بينما تواجه التحديات وصعاب كبيرة ومتنوعة، فإنها تمضي في مسارات تنموية متعددة، بأقصى ما يمكن من سرعة، وأكبر ما يمكن من إنجاز، إيمانًا بأن أبناء هذا الوطن المخلصين قادرون على بناء مستقبل (كلمة غير واضحة) لمصر يضاهي عظمة تراثها الحضاري العريق.
ختامًا، أتوجه إليكم جميعًا بالشكر على ما تم إنجازه خلال العام الماضي، وأؤكد لكم على دعم الدولة الكامل لهذا القطاع الواعد، متمنيًا لكم كل التوفيق والنجاح.
أشكركم جميعًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.