https://www.youtube.com/embed/3snPr6K23Ucبسم الله الرحمن الرحيم،
اسمحوا لي في البداية إن أنا أطلب من حضراتكم، إن إحنا نقف دقيقة حداد لو سمحتم على أرواح كل الشهداء إللي سقطوا في العالم، والمصابين إللي سقطوا في العالم.
اتفضلوا استريحوا.
الحقيقة قبل ما أبدأ كلمتي عايز أقول لكم، زي ما شفنا النهاردا كدا إن الإرهاب بينتهك إنسانيتنا، الإرهاب بيعتدي على إنسانيتنا، الإرهاب بيحطم إنسانيتنا. وعايز أقول إن مقاومة الإرهاب حق لإنسانيتنا. مقاومة الإرهاب والتصدي للإرهاب حق من حقوق الإنسان. حق جديد بضيفه أنا في مصر لحقوق الإنسان.
(تصفيق)
بسم الله الرحمن الرحيم،
أصحاب الفخامة والسمو،
شباب العالم،
ضيوف مصر الكرام،
السيدات والسادة،
في البداية أرحب بكم هنا على أرض سيناء الغالية، أرض السلام والمحبة، أرض الأنبياء والحضارة. وأود ان أسجل عظيم امتناني وبالغ سعادتي بهذا الجمع الفريد المتميز، والذي اجتمع تلبية لدعوة من شباب مصر، شباب مصر المتحمس المفعم بالإنسانية والطموح لصناعة مستقبل لوطنه وللبشرية كلها، على أسس السلام والتنمية.
كما أسجل فخري واعتزازي بشباب وطني الممتلئ حماسًا (تصفيق) والذي يسعى بلا كلل أو ملل لتحقيق إرادته وصناعة الغد الذي يتسق مع آماله وطموحه. وتتجاوز آماله حدود الوطن لتشمل الإنسانية جمعاء.
اقرأ أيضًا: نص تعليق السيسي في المؤتمر الفرنسي عن حقوق الإنسان في مصر 24/10/2017
فهؤلاء الشباب الذين حلموا أن تكون هنا في هذه القاعة، كي نجتمع ونتحاور ونصيغ رؤية مشتركة نحو المستقبل، إنما كان حلمهم حلم خير وأمل واستقرار للبشرية كلها. حلم يتجاوز الصراعات الضيقة والتمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون، ليحلق في رحاب الإنسان الذي خلقه الله لعمارة هذا الكون، وزراعة الخير في جنباته، وصناعة المستقبل والحضارة.
السيدات والسادة،
إن رؤية شبابنا هي صياغة حديثة لرؤية قديمة صاغها أجدادنا، حين شرعوا في وضع اللبنة الأولى للحضارة الإنسانية، فقد زرعوا سنابل الخير في أرضنا الطيبة السمراء، وأبدعوا في بناء المجد على ضفاف النيل الخالد، ورسموا على جدران المعابد قصة التاريخ ذاته وأرشدوا الإنسانية كلها لطريق الحضارة.
وهكذا، ظل شباب مصر امتدادًا لمشروع أجدادهم القائم على مبادئ الحضارة الإنسانية المحبة للسلام، والباحثة عن الاستقرار والأمن، والصانعة للتنمية والإبداع.
السيدات والسادة،
إن شباب مصر العظيم استطاع أن يفرض إرادته، ويحافظ على هويته وحضارته وإرثه الإنساني ممن حاولوا طمس الهوية وهدم الحضارة وسلب إرث أجداده، واستطاعوا الانتصار لإرادتهم في الحياة على إرادة عقيمة لجماعات راديكالية اتخذت من القتل والعنف سبيلًا لها لفرض أفكارها المختلطة بدماء الأبرياء، ودافعوا بعزيمة لا تلين عن إرادتهم، وبإصرار يستحق التقدير عن حلمهم. ولن يستطيع الإرهاب أن ينال من أحلامهم الواعدة، حتى وإن قتل الأجساد الطاهرة.
اقرأ أيضًا: نص كلمة السيسي في الذكرى الـ 75 لمعركة العلمين 21/10/2017
وهكذا، كان شباب مصر امتدادًا طبيعيًا لأجدادهم الذين تصدوا لكل شر يواجه الإنسانية أو يسعى لتدمير الحضارات الإنسانية، وبالتزامن مع معركتهم ضد الإرهاب خاضوا معركة أخرى للبناء والتنمية. فقد تسارعت خطاهم على امتداد خريطة الوطن من أجل بناء الحلم الواعد وإحالته إلى واقع ملموس، وراحوا يزرعون الأمل، ويبنون المجد.
السيدات والسادة،
لقد كان انحيازي لشباب مصر في دعوتهم لانطلاق منتدى شباب العالم، والذي نجتمع في نسخته الأولى اليوم هنا من أرض السلام، نابعًا من يقين راسخ، وإيمان صادق، بأن الحوار وتبادل الرؤى وخلق مساحات مشتركة بين الرأي والرأي الآخر، هو السبيل الوحيد لمواجهة أي تحديات تواجهنا. وأن تكون الدعوة للحوار نابعة من شباب مصر، فذلك حكم التاريخ وشهادة الجغرافيا، التي قدرت لمصر أن تكون متوسط العالم، وملتقى الحضارات والأديان. فعلى بعد كيلومترات بسيطة من مكان اجتماعنا هنا في سيناء، كلم الله نبيه موسى، ومن جوارنا مر السيد المسيح والسيدة العذراء في رحلتهم المقدسة، وهنا الأزهر الشريف منارة الإسلام الوسطي.
فمصر الفرعونية حضارة، والعربية إنتماء، والأفريقية جذورًا، والمتوسطية ثقافة، إنما تسعى بكل أبعادها الثقافية والحضارية، أن تمارس دورها التاريخي في صياغة رؤية للسلام والاستقرار.
وأظنني محقًا حين أؤكد لكم بأن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى وقفة حقيقية لإعادة تقييم الأطروحات والنظريات والرؤى التي أدت أن نسكن كوكبًا ألهبته الصراعات والحروب، وانتشر بين جنباته العنف والإرهاب. علينا جميعًا الاضطلاع بمسؤوليتنا التاريخية اليوم من أجل صياغة رؤية الغد، تتضمن أن يكون العالم آمن ومستقر، يعيش أفراده في ظل سلام وحرية للمعتقد والرأي، وبلا عنف أو تمييز ديني أو طائفي أو عرقي أو جنسي.
أبنائي وبناتي من شباب العالم، شباب مصر العظيم،
أدعوكم في مستهل منتدى شباب العالم، أن تكونوا على قدر ثقتنا بكم، وطموحنا المبني على إيماننا بقدراتكم. أدعوكم لممارسة فضيلة الحوار والتعايش على أسس موضوعية متجردة من الانحياز لهوى، أو متطرفة لرأي على حساب الآخر.
أدعوكم بأن تتحاوروا على أساس إنساني، منزهًا عن التمييز، وتذكروا أن الله جل في علاه قد خلقنا جميعًا "إنسان" وكانت رحمته بنا حين جعلنا مختلفين، فالاختلاف رحمة، وترك لنا حرية الاختيار، وأوصانا بعمارة الأرض، وإرساء السلام، وزرع سنابل الخير.
وأقول لكم، إن نظرة واحدة على هذه القاعة، وتفحص ذلك التنوع الإنساني والثقافي والحضاري كفيل بأن يبعث فينا جميعًا الأمل، ويبث في الأنفس الثقة بأن البشرية لا زالت قادرة على الحوار، وتحويل الحلم في السلام إلى حقيقة. الحلم في عالم بلا لاجئين تركوا أوطانهم قهرًا وقسرًا. أو مشردين وفقراء لا يملكون الحد الأدنى من سبل العيش الكريم، أو إنسان يعاني تمييزًا سلبيًا بسبب معتقده أو جنسه أو لونه، الحلم من أجل عالم بلا متطرفين يسعون للخراب والتدمير. الحلم من أجل عالم يتطور حضاريًا، ويتحاور ثقافيًا، ويتكامل اقتصاديًا.
ومن هنا، من أرض السلام، وأمامكم أعلن انطلاق أعمال منتدى شباب العالم (تصفيق) وفقكم الله، ورعاكم جميعًا إلى ما فيه الخير للبشرية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.