شكى مستخدمون لشبكة الإنترنت في مصر من عطل مفاجئ أعاقهم عن الوصول لخدمات محرك البحث جوجل، وعدد من المواقع المرتبطة به والمملوكة للشركة ذاتها وعلى رأسها شبكة يوتيوب Youtube، وخدمة البريد الإلكتروني Gmail، بالإضافة لخدمات جوجل درايف. واستمر العطل لحوالي ساعتين، قبل أن يعود محرك البحث وخدمات ومواقع جوجل للعمل بصورة طبيعية.
وعبر فيسبوك وتويتر تبين من حوارات المستخدمين أن التوقف طال المشتركين في خدمات شركة TEData تي إي داتا مزود خدمة الإنترنت الأكبر في البلاد، والتي تسيطر الحكومة المصرية على غالبية أسهمها وتعين مسؤوليها وتحدد سياساتها. بينما لم يعاني مستخدمو الشبكات الأخرى من أية أعطال أو انقطاعات في خدمات جوجل.
وربط مستخدمون بين هذا العطل وبين حملة حجب المواقع الإلكترونية التي تشنها الحكومة المصرية منذ 24 مايو/ آيار الماضي، منذ بدأت الحكومة في حجب أعداد متزايدة من المواقع الإلكترونية، بينها "المنصة"، بحجة دعمها للإرهاب. وعزز من تكهنات المستخدمين؛ أن عددًا منهم تمكّن خلال الانقطاع من الوصول لموقع وخدمات جوجل عند استخدام برمجيات ومواقع تخطي الحجب VPN applications، Proxy.
وتواصل محرر المنصة تليفونيًا مع خدمة عملاء تي إي داتا لمعرفة السبب وراء العطل المؤقت الذي أصاب مواقع وخدمات جوجل في مصر، وجاء الرد من ممثل الشركة بزعم أن المشكلة شخصية (قاصرة على أجهزة محرر المنصة فقط)، وهو ما تكذّبه شكاوى العديد من عملاء الشركة، الذين تواصلوا معها عبر تويتر للاستفسار عن أسباب التوقف المفاجئ لخدمات جوجل.
وتناقض رد ممثل خدمة عملاء تي إي داتا على محرر المنصة، مع محتوى إجابة زميل له على تساؤلات موقع شرقية بوست، الذي نشر رد ممثل لخدمة عملاء الشركة يفسر فيه المشكلة بأن TEData "اكتشفت عطل فني وسيتم حله في أسرع وقت ممكن".
اللافت أن ممثل خدمة عملاء TEData في رده على محرر المنصة اهتم بالاستفسار عما يدور على الشبكات الاجتماعية حول أسباب الحجب، متسائلاً ن كان المستخدمون يتهمون تي إي داتا بالمسؤولية أم أنهم يتهمون جوجل.
وجاءت المكالمة بعد عودة خدمات جوجل للعمل بشكل طبيعي في مصر، فطلب ممثل الشركة من المحرر إغلاق "الراوتر" وإعادة تشغيله، بالإضافة للإجراءات المعروفة التي تطلبها الشركة عادة من عملائها عند الشكوى.
ونفى ممثل للشركة المالكة لموقع وخدمات جوجل في تصريحات خاصة لموقع مصراوي أن تكون خوادم الشركة العالمية العملاقية هي السبب في العطل الذي عاناه قطاع من المستخدمين المصريين ظهر اليوم، مضيفًا أن شركته تبحث مع مزودي الخدمة في مصر أسباب هذا العطل المفاجئ. مؤكدًا أنه في توقيت وقوع هذا العطل في مصر، كان الموقع وكافة خدماته يعملون بكفاءة تامة في كافة أنحاء العالم.
هجوم جديد بالفدية الخبيثة
تزامن هذا العطل المفاجئ مع هجوم إلكتروني جديد يتعرض له العالم من قبل إحدى برمجيات الفدية الخبيثة، حيث تتعرض بعض الشبكات والمؤسسات والشركات منذ أمس لهجوم جديد من فيروس "بيتيا". ويُعتقد أن الهجوم الجديد قد انطلق أمس من أوكرانيا حيث أعلنت الحكومة الأوكرانية؛ تعرُّض شبكة حواسيبها لهجمات استهدفت البنية التحتية.
وربط عدد من مستخدمي شبكة الإنترنت في مصر بين العطل المفاجئ الذي أصاب مواقع وخدمات جوجل، وبين الهجوم الجديد لفيروس "بيتيا" الخبيث. وهو ما تنفيه تصريحات ممثل الشركة لموقع مصراوي التي أفادت بأن خوادم الشركة لم تصبها اية أعطال.
وتستخدم تي إي داتا أجهزة DPI أو معدات شبكية مماثلة للقيام بدور "man-in-the-middle" لإعادة توجيه الوب في مصر لضخ محتوى إعلاني في مصر بهدف الربح أو لأغراض أخرى مثل خدمة البرمجيات الخبيثة، بحسب تقرير نشره مشروع "تور" لمقامة الحجب والرقابة، حول محاولات الحكومة المصرية لاعتراض خدماته في أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وبحسب التقرير الصادر عن مشروع تور، فإن TEData التي تستحوذ على أكثر من 70% من الحصة السوقية لمستخدمي الإنترنت في مصر، تقوم بحقن الشبكة بديدان إلكترونية خبيثة، لمراقبة مواقع الويب وضخ الإعلانات، وحقن برامج تجسس ضارة بالمستخدمين.