السيسي: بسم الله الرحمن الرحيم،
السيد المستشار، كريستيان كيرن،
السيدات والسادة،
يسعدني أن أرحب بكم وبالسيد المستشار النمساوي كريستيان كيرن والذي يحل ضيفًا عزيزًا على مصر وشعبها.
لقد ارتبطت مصر والنمسا على مدار عقود بعلاقات متميزة، تتسم بالتعاون والاحترام المتبادل. أتاحت للبلدين العمل معًا، والتنسيق المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
ومما لا شك فيه، أن تلاقي المصالح والرؤى المشتركة للبلدين، إزاء العديد من القضايا التي فرضت نفسها على المجتمع الدولي، يساهم بشكل كبير في تميز العلاقات المصرية النمساوية سواءً على المستوى الثنائي، أو من خلال التنسيق الوثيق في المحافل الدولية. والتعاون من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين.
السيدات والسادة،
لقد عقدت اليوم مع المستشار كيرن جلسة مباحثات مثمرة وبناءة، تناولنا فيها مختلف قضايا التعاون الثنائي بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها، بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين. وتعظيم الاستفادة من الإمكانيات والخبرات المتوفرة لكليهما.
ولقد اتفقنا على أهمية الارتقاء بحجم التعاون بين مصر والنمسا، وتطوير الشراكة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري، فضلًا عن زيادة التبادل التجاري بين البلدين، وعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة.
ولقد لامست اهتمامًا من المستشار كيرن بالاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد المصري لزيادة حجم الاستثمارات النمساوية في مصر، ونقل الخبرة النمساوية إليها؛ سواء فيم يتعلق بالمشروعات القومية الجاري تنفيذها، أو بدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة، التي تعد النمسا من الدول صاحبة التجارب الرائدة في تعزيز دورها، كدعامة رئيسية للنمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق، فقد استعرضت مع السيد المستشار خلال المباحثات الخطة الطموحة التي تنتهجها مصر حاليًا للاصلاح الإقتصادي. من خلال اتخاذ قرارات حاسمة على مدى الشهور الماضية بدعم من الشعب المصري، وذلك بما يمهد الطريق لتحقيق طفرة تنموية تسهم في تعزيز استقرار مصر وتوفير خدمات أفضل لمواطنيها؛ بما يلبي تطلعاتهم نحو مستوى معيشة أفضل ومستقبل مشرق.
وعلى الصعيد السياسي، فقد تطرقت مباحثاتنا إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية؛ حيث تم الاتفاق على تعزيز وتكثيف التشاور الثنائي. وتنسيق الجهود بين البلدين في المحافل الدولية، ولا سيما من أجل دعم الجهود الدولية الرامية لوقف نزيف الدم في سوريا، وإعادة الاستقرار ودعم مؤسسات الدولة في ليبيا لإنهاء المعاناة التي يعاني منها الشعب الليبي. والتعامل الفعال مع قضية تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل يراعي الأبعاد التنموية، والأسباب الجذرية للهجرة.
كما استعرضنا في هذا الصدد سبل التصدي لقوى الإرهاب والتطرف، والتي باتت تمثل تهديدًا مشتركًا لأمن واستقرار المجتمع الدولي ككل. ولقد أكدت للسيد المستشار في هذا الصدد عزم مصر والتزامها بالوقوف في مواجهة هذا الخطر المشترك، الذي لا يعرف وطنًا أو دينًا.
ولقد كان من دواعي سروري أن لامست اتفاقًا في وجهات النظر بين مصر والنمسا إزاء أفضل السبل لمواجهة هذه التحديات غير المسبوقة، التي تواجه مساعينا لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط، وتوفير المناخ الأنسب للنمو الاقتصادي، وتلبية طموحات شعوبنا في الحياة الآمنة الكريمة. ولقد اتفقنا على أن يستمر التنسيق رفيع المستوى بين البلدين إزاء هذه القضايا ومواصلة التشاور حولها.
السيد المستشار كريستيان كيرن،
إنني إذ أكرر الترحيب بكم اليوم في القاهرة، فإنني أتطلع إلى أن تكون هذه الزيارة بداية جديدة لتعاون مشترك بهدف تطوير العلاقات المصرية النمساوية والارتقاء بها نحو آفاق أرحب، وذلك بما يلبي تطلعات الشعبين، المصري والنمساوي الصديقين.
تعليق السيسي على كلمة المستشار:
أنا اللي بشكرك يا سيادة المستشار. وسعداء بوجودك في مصر. واسمحلي بالمناسبة ديت إن إحنا وإحنا موجودين في المؤتمر إن إحنا ندين، إحنا في مصر ندين للحادث الإرهابي إللي حصل في بريطانيا أمس الأول، وإحنا أخرجنا بيان يدين هذا الأمر، وأي عمل إرهابي في أي دولة في العالم نحن ندينه، لأن ده أمر ضد الإنسانية وضد كل تعاليم الدين، الأديان بتاعتنا.
شكرًا جزيلًا ليكم.. شكرًا جزيلًا.
صحفية: تعليق سعادتك يا فندم على تصريحات الرئيس البشير الأخيرة.
السيسي: طيب.. هو احنا المفروض إن احنا مافيش أسئلة في المؤتمر، لكن، إنتي بردو سألتي سؤال مهم أوي واسمحيلي إني أجاوب عليه بـ..
أنا هافكر نفسي وهافكركم كلكم، ويمكن إحنا كنا بنتكلم مع السيد المستشار في لقائنا، وكنت أنا بتكلم في النقاط ، سياسات مصر الثابتة، اللي مابتتغيرش ومش هاتتغير، اللي هي فيها ايه؟ وبأكدها مرة تانية. هي عدم التدخل في شؤون الآخرين.
آدي نقطة، النقطة التانية اللي أنا بأكدها وبكررها. مصر لا تتآمر. لما أنا أكون في مؤتمر القمة العربي الأمريكي الإسلامي، وأقول فيه على استراتيجية واضحة لمكافحة الإرهاب. وبعديها بيوم ولا يومين حد يوجه اتهام زي كدة لمصر. أرجو إن إحنا ناخده في سياقه. مصر مابتعملش الكلام ده ومش هاتعمله. مصر مابتعملش، إللي هي، بتتعاون فقط من أجل البناء، وانا قلت الكلام ده مرة واتنين وتلاتة. نحن لا نقوم بهذه الإجراءات الخسيسة. إحنا مابنقومش بالكلام دوت، إحنا مش هانقوم ضد.. نتآمر ضد أي حد، وخاصة أهلنا وجيرانا إللي موجودين معانا.
بقى أنا النهارده أعمل تآمر، وأخلي عناصر تقوم بمهاجمة أشقائنا في السودان؟! أرجو إن الكلام ده يتسمع مش بس هنا في مصر. الرسالة دي للعالم كله. إحنا بندير سياسة، شوفوا الكلمة إللي هاقولهالكوا دي، سياسة شريفة، في زمن عز فيه الشرف. في زمن عز فيه الشرف.
إحنا، بنـ، دولة رشيدة، محترمة، تحترم نفسها وتحترم الآخرين، وتحترم التزاماتها، وليها وجه واحد! وعمرها ما هاتكون أبدًا ديل لحد. مصر عمرها ما هاتكون ديل لحد.
لو في مشكلة بينا، المشكلة بنحلها بالحوار, لكن أنا اعمل مؤامرة، واخلي حد يروح يهاجم دولة، و لا لا لا، الكلام ده مابنعملوش، مابنعملوش، وطول ما أنا موجود في مكاني ده، مش هانعمله. نحن نحترم أنفسنا ونحترم الآخرين.
ودي نقطة بس أنا حبيت أقولها ليكوا مادام إنتي سألتي السؤال ده خلاني سكت. لأن إنتي سألتي سؤال حساس أوي. وطبعًا أكيد المصريين بيقولوا ياترى إيه الحكاية؟ ده في اتهام مباشر بإن مصر قدمت دعم للهجوم على السودان. لااا. إحنا مابنقومش، مانعملش الكلام ده خالص، ومش هانعمله، لا ضد السودان ولا غير السودان. إحنا بنمد إيدينا بس للتعاون والبناء والتنمية.
وبقول اربطوا الكلام ده بالاستراتيجية اللي مصر قالتها في مؤتمر القمة العربي الاسلامي الامريكي. لما أنا أقول كدة أول امبارح ولا من تلت أربع ايام. ويبقى امبارح بنقول إن مصر بـ، يبقى احنا بقى بـندير سياسة مزدوجة وناس غير شرفاء وغير امناء وغير، إحنا ماعندناش الكلام ده.
واضح لكل المصريين. نحن لن نتغير عن سياستنا، مهما كانت التحديات، وواقفين على أرض صلبة جدا بإيه؟ بصلابة المصريين. نقدر نواجه الدنيا كلها. بصلابة ووحدة المصريين.
شكرًا.. متشكرين.