بكامل أناقته الشتوية، معطف من فراء الباندا، كوفية تميل إلى الزرقة، ولحية خفيفة لا تخفي ابتسامة عابرة، سار السياسي الثلاثيني فلوريان فيللبو رفقة صديقه المصور التلفزيوني في إحدي ضواحي فيينا.
مجلة كلوزر كانت حاضرة في تلك المناسبة التي سبقت احتفالات أعياد الميلاد من العام 2014. ولم تمض ساعات قبل أن تتصدر صورة المحبان، وقد تشابكت أيديهما، أعلي الجانب الأيمن من غلاف المجلة، لتنطلق بعدها موجة من النقاشات عن الميول الجنسية لنائب مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الذي طالما كانت معاداة المثليين إحدي ركائزه الدعائية التقليدية، منذ أن عرف طريقه إلى السياسة الفرنسية في العام 1972.
مارين لوبان لم تكن يومًا الخيار الأول للأب المؤسس "جان ماري لوبان"، لخلافته في رئاسة الحزب. كفة القيادة كانت ترجح لصالح الابنة الكبري ماري كارولين، التي حظيت بدعمه في بداية مسيرتها السياسية، حين خاضت انتخابات المناطق في مواجهة نيكولا ساركوزي منتصف الثمانينيات، مرورًا بتعيينها لمدة اثنتي عشر عامًا في منصب مستشار إقليمي في باريس، وانتهاء بعضويتها في اللجنة التنفيذية للحزب.
حدث الشقاق في النصف الثاني من العام 1998. وقتها، كانت ملامح استقطاب حاد بين معسكرين متمايزين داخل الجبهة الوطنية قد بدأت في التشكل قبل ثلاث سنوات. من ذلك التاريخ بالفعل.
منذ العام 1995 لم يكف الرجل الثاني في الجبهة الوطنية برونو ميجري عن توجيه انتقادات للكيفية التي يُسيِّر بها لوبان الأب شئون الحزب، طارحًا برنامج بديل أكثر انفتاحًا على الأحزاب اليمينية الصغري في الداخل الفرنسي، والكبري في السياسة الأوروبية، وأقل تقييدًا بثوابت أيدلوجية أعاقت الجبهة الوطنية عن الدخول في تحالفات انتخابية مع أحزاب يمين الوسط، مستلهمًا تجربة جيانفرانكو فيني رئيس التحالف الوطني الفاشي الإيطالي. حُسم التنازع البرامجي لصالح لوبان الأب، لكنه عاد ليتجدد بصورة أسوأ.
عاقب القضاء الفرنسي جان ماري لوبان بالحرمان من ممارسة حقوقه المدنية لعامين، علي خلفية قيامه بالإعتداء علي المرشحة الاشتراكية آنيت بيرجيل. بالتبعية لم يكن بمقدوره الترشح للانتخابات الأوروبية في ربيع 1999، وبدلًا من الالتزام بالهيراركية الحزبية؛ دفع بزوجته جاني لتحل محله متجاهلًا برونو ميجري. فما كان من الأخير إلا أن انفصل بمؤيديه في كيان حزبي جديد حمل اسم الحركة الوطنية الجمهورية.
شملت جبهة المنشقين، علي نحو مفاجئ، الابنة ماري كارولين لوبان، مدفوعة برغبة زوجها الطموح فيليب أوليفيه. كان ذلك إيذانًا بإنقطاع الصلتين الحزبية والعائلية بين الأب وابنته الكبري، ليغدو تصعيد مارين لوبان مسألة وقت، وبات لا يفصلها عن موقع القيادة سوي قرار الأب بالتقاعد، وهو ما كان في العام 2011.
خطاب الجبهة الوطنية بين جيلين
ثلاثة أسابيع كانت كافية لتبيان أولي ملامح التحوُّل الجزئي: استنكرت مارين لوبان المحرقة اليهودية واصفة إياها بـ"ذورة البربرية"، كان ذلك الارتداد الأول عن العقائد السياسية التي أرساها الأب طيلة أربع عقود، إذ اعتاد علي التقليل من شأن ما دار في معسكرات الاعتقال وأفران الغاز بوصفه "مجرد تفصيل ضيق من تفاصيل الحرب". إضافة إلى ذلك منعت مارين لوبان أعضاء الحزب من الإدلاء بأية تصريحات معادية للصهيونية، مصعدة العقوبة إلي حد الفصل النهائي.
يمكننا الرجوع إلى ما قبل لحظة فوز مارين لوبان برئاسة الحزب، لحدود الحملة الرئاسية الفرنسية في 2007.
النظر إلى الأزمات الكلية للسياسة الفرنسية من عدسة الهجرة المكبرة، كان السمت الرئيس للحملة الدعائية للجبهة الوطنية. ارتفاع معدلات البطالة يُعزَى فقط إلى النفقات التي تتكبدها فرنسا سنويًا للإنفاق علي المهاجرين بمقدار 60 مليار يورو. وانخفاض الشعور بالأمن مرده إلي ارتفاع حصيلة الجرائم التي يقترفها ذوو الأصول الأجنبية. لا مانع لدي السيد لوبان من مضاعفة الأرقام الرسمية ثلاث مرات، أو تجاهل نسق معقد من التفسيرات يبدأ من تراجع رأس المال الاجتماعي الإيجابي في علاقة الضواحي بالإليزيه، وينتهي بإنخفاض كفاءة سياسات الإندماج الفرنسية. المهم علي الدوام؛ نسج ذاك الخيط الواهن بين الهجرة وأزمات الدولة القومية.
قطعًا لم تغير الجبهة الوطنية تحت قيادة الابنة مواقفها المبادئية المناهضة للهجرة، لكنها اعتمدت نسقًا من المراوغات التكتيكية، بداية من تركيز الخطاب السياسي علي مفردات الحمائية الاقتصادية، من تخفيض سن التقاعد، رفع مستوي الأجور والمرتبات، والأثر السلبي لعضوية فضاء الشنجن علي دولة الرفاه، وانتهاء بالتحلل من الدوائر الأصولية الكاثوليكية في مراكز صناعة القرار، في مقابل تأكيد التزامها القاطع بمبادئ الجمهورية الفرنسية.
هذه المراوغات كفلت لها هامش مناورة أكبر في انتقاد سياسات الهجرة والاندماج. تستطيع الابنة الآن مداراة دوافعها العنصرية في مهاجمة التواجد الإسلامي باسم الحفاظ علي اللائكية "العلمانية"، كما بمقدورها الترويج لخططها الدعائية بتقليص تعداد المهاجرين لنحو 10 آلاف سنويًا تحت غطاء شعارات "فرنسا أولًا".
من العسير إدراك أسرار التغير الظاهري لحزب الجبهة تحت قيادة مارين لوبان، دون الوقوف علي طبيعة التغيرات التي طالت بنية الكوادر القيادية. إذ في حين عمدت لوبان عقب رئاستها إلى تهميش القيادات التي ارتبطت بفترتي ما بعد التحرير والحرب الجزائرية، فإنها عهدت بقدر أكبر من الاختصاصات الحزبية لصالح طابور شبابي، تتمحور وظيفته الأساسية في إعادة تصدير صورة حيوية للحزب، تجتذب قطاعات أوسع من الناقمين علي أداء المؤسسات الحزبية التقليدية.
إن كنت ناخبًا محافظًا تقيم وزن نسبي أكبر في اختياراتك السياسية لصالح قيم الأسرة التقليدية ستجد ماريون ماريشال، ابنة أخت مارين لوبان، وأصغر عضو في الجمعية الوطنية الفرنسية. أما إذا كنت أكثر ليبرالية من الناحية الاجتماعية، فهناك المخطط الاستراتيجي الذي يعزي إليه الفضل الأكبر فيما سبق من مظاهر الطفرة العقائدية لحزب الجبهة، بالأخص ما يتعلق بالتحلل من سطوة الثلاثي التاريخي شارل موراس، ألكسيس كاريل الجراح الحائز علي نوبل في الطب، والكاتب روبير برازياك رئيس تحرير الصحيفة الناطقة بلسان جمهورية فيشي "Je suis partout" علي القاموس السياسي للجبهة الوطنية.
إنه فلوريان فيللبو، صاحب الصورة علي غلاف مجلة كلوزر، ابن الأسرة الميسورة من ضواحي ليل، والمنتسب إلى كبري مدارس النخب الفرنسية "المدرسة الوطنية للإدارة" التي خرج من رحمها للسياسة الفرنسية، ثلاث من رؤساء الجمهورية، ديستان، شيراك، وأولاند. و6 من رؤساء الوزارة علي امتداد الفترة الزمنية التي فصلت بين أولهم إدوار بالادور وآخرهم ليونيل جوسبان.
مردود كبير لتغيير طفيف
اختبرت الجبهة الوطنية عددًا من الانتصارات الانتخابية إبان رئاسة لوبان الأب. حصول قائمة جان بيير ستيربوا علي نسبة 16,7% في انتخابات المناطق في دروا عام 1983، حيازة 11% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية لعام 1984، والانتصار الأكبر بتأهل لوبان الأب للجولة الحاسمة من انتخابات الرئاسة لعام 2002 بعد حلوله ثانيًا خلف شيراك، متفوقًا علي رئيس الوزراء ليونيل جوسبان، شكلت في مجملها المحطات الأساسية للصعود المتقطع لليمين المتطرف. لكنها- أي الجبهة- لم تختبر يومًا تمددًا أفقيًا قدر ما حدث في السنوات الثلاث الأولي من رئاسة مارين لوبان.
تضاعفت عضوية الحزب أربع مرات في الفترة من يناير 2011 - حين كان عدد الأعضاء لا يتجاوز 22 ألف- إلى ديسمبر 2014. حيث سجلت قاعدة البيانات الحزبية 83 ألف عضوية.
كما انخفضت نسبة الفرنسيين التي تعتبر بنية الحزب الأيدلوجية خطرًا علي المؤسسات الفرنسية من 70% إلى 40%.
الاستحقاقات الانتخابية التالية برهنت علي فاعلية "إعادة التموضع الاستراتيجي" التي أرسي دعائمها فلوريان فيللبو. في انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2014؛ فاز الحزب بثقة ربع الكتلة التصويتية، ثم تصدر الدورة الأولي من انتخابات المناطق في ديسمبر 2015 متقدمًا علي "حزب الجمهوريين" الذي حل ثانيًا ب 27%، والاشتراكي الذي اكتفي بالمركز الثالث بفارق أربع نقاط. بينما تشير الإحصاءات في نفس الفترة إلى نزيف القواعد الشعبوية ليمين ويسار الوسط، إذ فقد الاشتراكيون 110 ألف عضو، في حين تكبد الجمهوريون خسائر تناهز النصف.
لم يضمن تغير صورة الحزب في المخيال الشعبي الفرنسي توسيعًا للقاعدة الجماهيرية ونجاحًا في الفعاليات الانتخابية فحسب؛ بل تمكنت الجبهة من استرداد الأصوات التي استلبها طموح ساركوزي خلال فترة رئاسته (2007-2012)، بمصادرة قواعد أقصي اليمين عبر إنشاء وزارة الهجرة والاندماج والهوية الوطنية 2007، ثم إخلاء مخيم كاليه من اللاجئين الأفغان، وترحيل أبناء أقلية غجر الروما في 2010 إلى رومانيا وبلغاريا، والنقاش الوطني عن جدلية العلاقة بين العلمانية والإسلام، وإطلاق وزير الهجرة إريك بيسون نقاشًا عن الهوية الوطنية "ماذا يعني أن تكون مواطنًا فرنسيًا؟" مدعومًا بخطاب ساركوزي في مؤتمر جرينوبل.
بيد أن الدعم المتوافر للسيدة لوبان لا يأتي فقط من مصادره المحلية الطبيعية، هناك علي الدوام الأصدقاء الروس الذين تشاطرهم الجبهة الوطنية الموقف القيمي تجاه حزمة من القضايا (تسوية مينسك 2 لحل الأزمة الأوكرانية، الأزمة السورية، الإسلام ومكافحة الإرهاب، الهوية الوطنية).
تدَّعي موسكو الوقوف علي مسافة واحدة من كل المرشحين، بينما تمنح الجبهة الوطنية قروضًا بقيمة 11 مليون يورو، تكفل البنك التشيكي-الروسي بالنصيب الأكبر منها بواقع 9,4 مليون يورو، في حين تدفق المبلغ المتبقي من أحد الصناديق الروسية الخاصة في قبرص.
وتنطلق ماكينات الدعاية المقربة للنظام الروسي كسبوتنيك وروسيا اليوم في نسختها الفرنسية لاستهداف إيمانويل ماكرون بشائعات عن علاقة مثلية تربطه بأحد الصحافيين. وتُفتح أبواب الكريملن أمام مارين لوبان، دون أن تنسي السياسية الحسناء ماريا كاتسنوفا توفير عشرات ألوف المتابعين لزعيمة الجبهة الوطنية في ساحات التواصل الاجتماعي.
في تلك الأثناء؛ تقف مارين لوبان لتحية الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية اللذان دخلا سويا مبني البرلمان الأوروبي في ستراسبورج باستخدام عبارات استفزازية:"السيدة ميركل: شُكرًا علي زيارتك رفقة نائبك أولاند، رئيس المقاطعة الفرنسية في الجمهورية الاتحادية الألمانية".
في سياق العلاقات البينية الفرنسية-الأوروبية تستحضر ذاكرة لوبان ما تسقطه في علاقتها بموسكو: كمفردات السيادة الوطنية. الخط النقدي الرافض لمشروع التكامل الأوروبي يمتد لاتهام بروكسل بالمسؤولية عن ذوبان الهوية الفرنسية في إطار عولمي-فوق قُطرِيّ، ومحو الخصوصية الثقافية للحضارة الأوروبية بسبب الهجرة، وارتفاع معدلات البطالة والتضخم وتدمير القطاع الزراعي.
معاداة المشروع الأوروبي شكل إحدي نقاط الإتصال الخطابي القليلة بين لوبان الأب وابنته، والتجاهل كذلك. تجاهل سردية تاريخية مفادها أن الإسهام الفرنسي الأصيل في مشروع الوحدة الأوروبية أمَّن لباريس صفقة اقتصادية عادلة بتنسيق السياسة الزراعية المشتركة، ووزنًا نسبيًا عملاقًا في مؤسسات صناعة القرار الأوروبي، والأهم أنه وفّر غطاء سياسي لباريس الديجولية-الميترانية للاحتفاظ بجانب من نفوذها في المرحلة التي أعقبت فقدان امتدادها الكولونيالي، فضلًا عن مقاومة التبعية الأميركية في البنية المعمارية الدفاعية الأطلسية.
علي أعتاب الإليزيه
من المبكر الجزم بهوية المتأهلين للجولة الحاسمة قبل أسبوع من بدء الجولة الأولي من الاستحقاق الرئاسي الفرنسي، خصوصًا مع عدم حسم نصف الكتلة التصويتية خياراتها إلا قبل يومين من الذهاب لصناديق الاقتراع.
لا تزال لوبان تحتفظ بالصدارة في معظم استطلاعات الرأي، متقدمة علي منافسها الأقرب إيمانويل ماكرون بفارق نقطة مئوية.
لكن لا أحد منهما يستطيع تأكيد حظوظه النهائية في ظل التقدم المفاجئ الذي حققه ميلانشون بخطاب يساري راديكالي، فضلًا عن تماسك معسكر فيون رغم الفضائح المتعلقة بذمته المالية، واصطفاف أقطاب اليمين ساركوزي، جوبيه وبالادور لدعمه.
لكن حتي وإن تحققت أسوأ السيناريوهات ببلوغ اليمين المتطرف الجولة الحاسمة، فلن تكون تلك المرة الأولي، سبقها إلى ذلك لوبان الأب عام 2002.
طبق الفرنسيون آنذاك المفهوم الذي صدرته الممارسة السياسية البلجيكية إلى أوروبا في نهاية السبعينات مع بزوغ نجم حزب الجبهة الفلمنكي المتطرف، الطوق الصحي Cordon sanitaire ، حيث تتكتل كل أحزاب يمين ويسار الوسط لمنع اليمين المتطرف من حيازة مواقع مؤثرة في السلطة.
في 2002 صوتت كل الأحزاب لصالح شيراك الذي فاز بنسبة 83%، بينما لم يحصل لوبان إلا علي أصوات مؤيديه من الجولة الأولي، مضافًا إليها نصف مليون صوت من المعسكر المنشق التابع لبرونو ميجري.هذا الطوق أعيد تفعيله ضد الابنة الكبرى في انتخابات المناطق عام 2015، حينما حققت الجبهة تقدمًا تاريخيًا في الجولة الأولي، قبل أن ينسحب الاشتراكي الحاكم لصالح اليمين في منطقتي نورد با دو كاليه معقل مارين لوبان، وبروفانس ألب كوت دازور حيث تنشط ابنة شقيقتها ماريون ماريشال، وتخرج الجبهة الوطنية خالية الوفاض في الجولة الثانية. وهو السيناريو الأقرب للوقوع حال تجاوز مارين لوبان الخط الأول في 23 أبريل/نيسان الجاري.
في انتظار الفصل النهائي في 7 مايو/آيار القادم، تحبس أوروبا أنفاسها أملًا في نتائج مماثلة للاستحقاق الهولندي الفائت.ألمانيا علي وجه الخصوص، وإن نجحت بفضل سابق التجربة التاريخية وهيكل النظام السياسي في تجنب أثر عدوي يمينيةواسعة الانتشار، حيث يهدد اليمين المتطرف الاستقرار الفيدرالي التقليدي بحيازة نسب تؤهله للمشاركة في تحالف حكومي؛ إلا أنها تبقي المَعْنِي الأول بما ستؤول إليه نتيجة الانتخابات بحكم شراكة تاريخية تربطها بباريس، بدأها أديناور-ديجول بمعاهدة الصداقة، التي استمرت نصف قرن تؤدي وظائفها كرافعة وحيدة لمشروع التكامل الأوروبي.
فرنسيًا يبقي الثابت الوحيد، أيًا ما أسفرت عنه النتائج النهائية، هو انكشاف الرصيد الشعبي للمؤسسات الحزبية التقليدية، وتحول الجبهة الوطنية من قوة احتجاجية إلى حزب شعبوي حديث، بإمكانه نظريًا-عبر مراوغات مرحلية لا تمس صلب النسق الأيدلوجي- طرح نفسه كبديل يستقطب شرائح انتخابية، كانت ذات يوم أبعد ما يكون عن الاصطفاف وراء خطاب شعبوي.
الأدبيات
- Der Front National:EineRechtsradikalePartei? Jean Yves Camus, Friedrich Ebert Stiftung, April 2014.
- Der Front National: Erfolg und Perspektiven der stärkstenParteiFrankreichs, RoniaKepmin, Swp Berlin, März 2017.
-The new Ideology of Front National under Marine Le Pen: A slight Change with a big Impact, Daniel Stockemer, School of Political Studies, University of Ottawa.
- Is Europe on the Right Path, Right Wing Extremism and Right Wing Populism in Europe, Nora Lagenbacher, BritteSchellenberg, Friederich Ebert Stiftung, 2011.
-The Man who could make Marine Le Pen Predient of France, Angelique Chrisafis, The Guardian, 31 jan 2017.