وقع تفجير آخر ظهر اليوم بكنيسة مار مرقس بمحطة الرمل بالأسكندرية بعد أربع ساعات تقريبًا من تفجير مماثل استهدف كنيسة مار جرجس بطنطا في محافظة الغربية.
واستهدف التفجيرين كنيستين مكتظتين بالمصلين في يوم أحد الشعانين - أحد السعف الذي يحتفل فيه الأقباط الشرقيون بعيد دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، في بداية أسبوع الآلام.
وأسفر التفجيران عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين وتصرر المنازل المجاورة للكنيسة السكندرية التي قاد فيها البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأسكندرية صلاة القداس.
ونقل التلفزيون المصري عن مصادر بوزارة الصحة أن شخصين على الأقل لقيا مصرعهما وأصيب 21 آخرون في تفجير الأسكندرية. فيما أفادت قناة "سي بي سي إكسترا" نقلاً عن مراسلها بسلامة البابا، ومقتل ضابط شرطة خلال محاولة توقيف "الانتحاري"، الذي فجّر نفسه في مدخل الكنيسة، وتضرر منازل مجاورة للكنيسة إثر التفجير.
وارتفع عدد ضحايا تفجير كنيسة مار جرجس بطنطا إلى 26 قتيلاً و56 مصاب، بحسب تصريحات الدكتور فاتن عبد العزيز، مستشار وزير الصحة،التي أضافت أنه تم فتح 4 مستشفيات بالقاهرة لاستقبال مصابي الحادث الإرهابي بطنطا.
وقال الناشط السياسي وشاهد العيان نور خليل لـ"المنصّة"، تم نقل الضحايا والمصابين إلى 4 مستشفيات، وهي "مستشفى الأمريكان، ومستشفى طوارئ الجامعة، والفرنساوي الجامعي، ومستشفى المنشاوي". وأعلنت وزارتا الداخلية والدفاع عن فتح مستشفياتهما لاستقبال المصابين.
وتعرضت الكنيسة نفسها إلى محاولة استهداف بقنبلة قبل عشرة أيام تقريبًا حين أعلنت وزارة الداخلية عن نجاح عناصرها في تفكيك قنبلة شديدة الانفجار تم زرعها بمحيط الكنيسة في 29 مارس/ آذار الماضي، حيث جرى إبطال مفعولها، دون خسائر بشرية أو مادية.
وتقع كنيسة مارجرجس في شارع علي مبارك، وتجاورها عدّة مقار حيوية أخرى تخضع لسيطرة أمنية، فعلى مقربة منها تقع مقار كل من جهاز الأمن الوطني ومديرية أمن الغربية ومبني الرقابة الإدارية.
وفي أعقاب الحادث، عززت القوات الشرطية بمدينة طنطا، من تواجدها في محيط كنيسة القديسة دميانة، الواقعة في تقاطع شارعي ابن الفارض ومصطفى كامل، وفقًا لما ذكره لـ"المنصّة" محمد بخيت، أحد شهود العيان، الذي أشار إلى إغلاق الشاع الأول تمامًا منعًا لوصول السيارات منه إلى شارع علي مبارك، حيث توجد كنيسة مارجرجس.
وعن الساعات السابقة للتفجير، قال "بخيت"، فيما يتعلّق بالتواجد الأمني، "في الطبيعي والأيام العادية، دايمًا فيه عساكر في الشارع كله، لأن شارع علي مبارك فيه كنيستين ومبنى تابع للرقابة الإدارية وفرع بنك؛ فدايما المربع ده مليان عساكر قدام كل المباني دي ، وقبل التفجير من امبارح بالليل الشارع فعلا كان مقفول وممنوع سير العربيات نهائي، سواء شارع علي مبارك ، اللي فيه مدخل الكنيسه الرئيسي أو شارع محمد عبده اللي عنده الباب الخلفي".
وانتشرت مدرعات الشرطة في محيط مبنى مستشفيات جامعة طنطا بشارع البحر، ومنعت قوات الأمن المواطنين من الدخول إلى المستشفيين الجامعيين اللذين استقبلا ضحايا التفجير "الطوارئ" و"الفرنساوي" أو التقاط الصور في محيطهما، وفقًا لما ذكره "خليل" لـ"المنصّة".
وفي المقابل، كانت الأوضاع أقل تشديدًا في مستشفى "المنشاوي" الواقعة في الشارع نفسه، و"الأمريكاني" الواقعة بشارع سعيد.
وقال أحمد حسين - شاهد عيان على تفجير الأسكندرية- أنه كان متواجدًا على مقهى قريب من الكنيسة المرقسية بالأسكندرية التي وقع فيها التفجير: "أنا كنت على قهوة اسمها إسنا دى في تقاطع شارع الكنيسة. سمعت الصوت جريت على هناك لاقيت الناس كلها بتصوت و الإزاز (زجاج) مكان الانفجار في كل مكان، و بعدين الاسعاف جت بدأت تشيل الناس. أنا مش عارف دول ميتين ولا إيه مصابين بس شكلهم صعب جدا".
وحدد شاهد العيان موعد التفجير بالواحدة إلى الربع (12:45) ظهرًا تقريبًا. مضيفًا أن التواجد الأمني حول الكنيسة المرقصية عادة ما يكون كثيفًا: "مشفتش النهاردة.. بس العادي بتاع الكنيسة دي إنهم بيكونوا موجودين وقافلين نص الشارع بيبقوا سايبين حارة واحدة للعربيات علشان تعدي و ممنوع الركن".
وتزامنًا مع تفجير اليوم في طنطا، تناقلت وسائل إعلام نبأ وقوع انفجار آخر، استهدف مركز تدريب شرطة في مدينة طنطا، وهو ما نفاه لـ"المنصّة" شاهد العيان "نور خليل".
يذكر أنه في مطلع أبريل/ نيسان الجاري، تأكد وقوع تفجير في محيط مركز تدريب لقوات الشرطة بدائرة قسم شرطة ثان طنطا، وفقًا لما أعلنه بيان رسمي لوزارة الداخلية، وذكر أن سببه عبوة زُرعت في دراجة بخارية، ما أسفر عن إصابة 13 من أفراد الشرطة و3 مواطنين مدنيين، وأعلنت حركة "حسم" المسلحة مسؤوليتها عن التفجير وأنه أتى ردًا على استهداف وتصفية عناصرها على يد وزارة الداخلية.
ولم يتسن للمنصة بعد التأكد إن كان المعسكر الذي جرى استهدافه اليوم هو نفسه الذي وقع فيه تفجير في مطلع الشهر الجاري.